الصحافة الأمريكية اليوم

22-10-2006

الصحافة الأمريكية اليوم

انصب اهتمام الصحف الأميركية اليوم الأحد على الملف العراقي والخطة الأميركية لتغيير الإستراتيجية وإعداد خطة تلتزم الحكومة العراقية بتنفيذها، واعتبرت أن سوريا هي مفتاح الحل للسلام في الشرق الأوسط وعلى الولايات المتحدة أن تشرع بالحديث معها وتشجع إسرائيل على ذلك أيضا.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين أميركيين كبار أن الإدارة الأميركية تعكف على صياغة جدول زمني تلتزم من خلاله الحكومة العراقية بمعالجة التقسيمات الطائفية وتحقيق تقدم على مستوى استتباب الأمن.
وقال المسؤولون إن تفاصيل الخطة التي ستقدم إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قبل نهاية العام لتنفيذها على مدى العام القادم وما بعده، ما زالت في طور الدراسة.
غير أن المسؤولين قالوا إنها المرة الأولى التي يطلب فيها من العراق الموافقة على جدول زمني لإحراز تقدم في مجالات محددة مثل تفكيك المليشيات الطائفية، وعلى جملة من المعايير الاقتصادية والعسكرية والسياسية التي من شأنها أن تحقق الاستقرار في البلاد.
ورغم أن الخطة لا تهدد المالكي بسحب القوات الأميركية، وفقا لما قاله مسؤولون بأن إدارة جورج بوش تدرس إجراء تغيير في الإستراتيجية العسكرية وعقوبات أخرى إذا ما أخفق العراق في تبنيها أو تحقيق تلك المعايير.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الدفاع اشترك في صياغة الخطة قوله إن المسؤولين العراقيين استُشيروا أثناء العمل على الخطة، وطُلب منهم إبداء الموافقة قبل نهاية العام.
وفي افتتاحيتها قالت نيويورك تايمز إن خشية بوش من خسارة حزبه في الانتخابات النصفية التي ستجري الشهر المقبل هي التي جعلته يستشير جنرالاته علنا لإجراء تغيير في الأساليب بالعراق.
وقالت إنه لن يكون هناك توقيت لطرح النقاش حول السياسة المتبعة في العراق أسوأ من التوقيت الذي يأتي قبل أسبوعين من اقتراب انتخابات حادة.
ولكن –كما تقول الصحيفة- بما أن النقاش قد بدء به، فيجب أن يستمر بصراحة تامة وعلنية قدر الإمكان، مشيرة إلى ان الوقت قد حان كي يواجه فيه الأميركيون جميع الحقائق التي لم يتجرأ بوش على البوح بها منذ ثلاث سنوات ونصف.
وفي هذا الإطار أيضا دعت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها تحت عنوان "تغيير المسار في العراق" الرئيس الأميركي جورج بوش إلى تغيير الإستراتيجية الأميركية في العراق لتحقيق الاستقرار في تلك البلاد.
ومضت تقول إن الوقت قد حان لإجراء ذلك التغيير سيما أن ائتلاف الحكومة العراقية الذي اعتمد عليه بوش للتوصل إلى تسويات دبلوماسية ونزع أسلحة المليشيات، لا يبدو قادرا على تنفيذ أيا من تلك المهمات.
وتابعت أن أي إستراتيجية جديدة يجب أن تنطوي على التوصل إلى تفاهم وانسجام سياسي ونزع لأسلحة المليشيات، معتبرة أن الخيار الأفضل لتحقيق التسوية السياسية يكمن في الدعوة إلى مؤتمر للسلام يحضره جميع العراقيين من مختلف الطوائف، فضلا عن جيران العراق والأمم المتحدة والقوى الدولية الأخرى مثل الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.
وخلصت إلى أنه ما زال هناك فرصة لإمساك الحكومة العراقية بزمام الأمور مجددا في البلاد، مشيرة إلى أنه ما دام ذلك الاحتمال قائما، فإن لدى الولايات المتحدة التزام أخلاقي ومصالح عملية للبقاء في العراق.
تحت عنوان «الحوار مع سوريا» قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في افتتاحيتها إن سوريا المعزولة دوليا قد تحمل مفاتيح السلام في الشرق الأوسط إذا ما أقدمت الولايات المتحدة الأميركية على فتح حوار معها.
واستهلت المقدمة بمثل يقول "اجعل أصدقائك بقربك، وابق على أعدائك أكثر قربا منك"، وقالت رغم أن بوش يعلم بهذا المثل فإنه يصر على أن الحديث عن الأنظمة "البشعة" يمنحها الشرعية ويعزز قوتها، مشيرة إلى أن هذا الموقف أسهم في تعليق التقدم في عملية السلام بالشرق الأوسط.
وأردفت قائلة إن على الولايات المتحدة أن تجلس وتتحدث مع سوريا، وكذلك تشجع إسرائيل على القيام بذلك، مذكَرة بإشارات مكررة بعث بها الرئيس السوري بشار الأسد تفيد برغبته في الدخول في محادثات سلام.
كما يتعين على الولايات المتحدة أن تدفع نحو السلام في الشرق الأوسط عوضا عن الإمعان في التفكير بأخطاء لا يمكن إنكارها للنظام السوري، متسائلة: ألا يستحق الكشف عن ما إذا بالإمكان أقناع سوريا بالاعتراف بإسرائيل أو وقف دعمها لحزب الله، ذلك العناء؟
وتابعت أن على الإدارة الأميركية أن تدرك أن مجرد فتح الحوار مع الأعداء لا يعني ذلك أنه إشارة على الضعف، سيما أن الحديث مع الأسد لا يستدعي رفع واشنطن العقوبات المفروضة على دمشق، كما أنه لن يؤثر على التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
واختتمت بدعوة بوش لإرسال وزير خارجيته السابق جيمس بيكر إلى دمشق حيث سبق وأجرى عدة مفاوضات مع الراحل حافظ الأسد، مؤكدة أن تحقيق اختراق على المستوى السوري الإسرائيلي ممكن، وهذا من شأنه أن يؤثر إيجابا في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...