السـلطة تذعـن لتوسـيع الاسـتيطان ... وإسرائيـل تقتـل 8 فلسـطينيين

تخلت السلطة الفلسطينية، خلال لقاء الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في القدس المحتلة أمس، عن مطالبتها بتجميد الأنشطة الاستيطانية في المدينة المقدسة والضفة الغربية، واختارت المضي قدما في مفاوضات الحل النهائي، وذلك على أشلاء مواطنيها في قطاع غزة والضفة حيث قتل الاحتلال ثمانية وأصاب آخرين.
وجاء لقاء عباس واولمرت في مقر رئاسة الوزراء الاسرائيلية في القدس المحتلة، وهو الاول بينهما منذ مؤتمر انابوليس نهاية تشرين الثاني الماضي، بعد فشل جولتي المفاوضات الأوليين، جراء امعان اسرائيل في اعلان خطط توسيع الاستيطان في الضفة، وخصوصا في مستوطنة هار حوما المقامة على اراضي جبل ابو غنيم في القدس الشرقية.
وقال المتحدث باسم اولمرت، مارك ريغيف، بعد الاجتماع، انه في الوقت الذي وافق فيه اولمرت على عدم القيام بأي خطوة قد تؤثر على نتائج مفاوضات قيام دولة فلسطينية، الا انه كرر موقف اسرائيل بشأن هار حوما. اضاف «نحث القيادة الفلسطينية على ألا تنتهج سياسة التسامح» مع المقاومين في الضفة وغزة.
وقال مسؤول حكومي إسرائيلي كبير، من جهته، ان «المشاكل التي كانت تجمد المحادثات، ازيلت» موضحا ان اولمرت رفض «تجميد المناقصات التي نشرت حتى الآن (لبناء مستوطنات) وكذلك تلك التي قيد التنفيذ».
وقال مسؤول اسرائيلي آخر ان اولمرت جدد التعهد، خلال لقائه عباس، بعدم بناء أي مستوطنات جديدة او توسيع تلك القائمة الى ما بعد حدودها الحالية، لكنه تمسك بالحق في البناء في القدس الشرقية وفي اطار الحدود القائمة للكتل الاستيطانية في الضفة، بهدف تلبية احتياجات «النمو الطبيعي» للمستعمرين.
وذكرت «هآرتس» إن «الجانبين اتفقا على وضع الخلاف حول البناء في هار حوما جانبا، والتقدم في المفاوضات حول قضايا الحل الدائم»، - واعتبر رئيس طاقم المفاوضين الفلسطينيين احمد قريع تعهدات اولمرت «مرضية»، برغم اشارته الى ان الفلسطينيين يطالبون بتدخل اميركي في هذا الشأن. وقال «ستستأنف الاسبوع المقبل مفاوضات الحل النهائي».
وكان الفلسطينيون يطالبون اسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة والقدس على حد سواء، وبوقف مناقصات البناء في هار حوما ومعاليه ادوميم، ويرفضون توسيع الكتل الاستيطانية تلبية لاحتياجات «النمو الطبيعي» للمستعمرين.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، من جهته، ان «الجانبين أكدا خلال اجتماعهما على ضرورة استئناف مفاوضات الحل النهائي، بعيداً عن كل ما من شأنه تعطيلها» مضيفا ان «الطرفين اتفقا على عدم اتخاذ اي اجراء يمكن ان يسيء الى المسائل التي يفترض بحثها اثناء المفاوضات حول الوضع النهائي مثل القدس والمستوطنات والحدود والمياه واللاجئين والامن». وتابع «اكد الرئيس على ضرورة وقف كل النشاط الاستيطاني، وجعل 2008 عاما للسلام والاستقرار من اجل الوصول الى اتفاق سلام نهائي» موضحا «اتفق الجانبان على عدم القيام بخطوات احادية تسبق مفاوضات الوضع النهائي، وتنفيذ الالتزامات المترتبة عليهما وفق خطة خريطة الطريق».
ورأى المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري ان رفض اولمرت تجميد الاستيطان يثبت انها «مفاوضات لا معنى لها».
وفي موازاة لقاء عباس واولمرت امس، قال وزير الداخلية في حكومة سلام فياض، عبد الرزاق اليحيى، ان اسرائيل وافقت على ان تحصل قوات السلطة في الضفة الشهر المقبل على 50 حاملة جند روسية الصنع، وذلك بعدما تخلى الفلسطينيون عن مطلب تزويدها برشاشات، وهو ما رفضته تل أبيب.
- وخلال لقاء عباس واولمرت، سقط المقاومان في «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي محمد المصري (23 عاما) وهيثم ابو العلا (21 عاما)، والمقاوم في «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة حماس هاني ابو عيد (21 عاما)، وأصيب سبعة آخرون بينهم طفلة، خلال توغل للاحتلال في بلدة عبسان شرقي خان يونس جنوبي القطاع.
وفي وقت لاحق، استشهد المقاومان في الجهاد الاسلامي محمد أحمد أبو حسنين ومحمد فوزي ابو حسنين واصيب ثلاثة آخرون، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة في مخيم البريج وسط القطاع.
ومساء، استشهد قائد «سرايا القدس» في وسط غزة محمد عبد الله الملقب «ابو مرشد»، وأصيب اثنان، في غارة اسرائيلية استهدفت سيارته جنوبي مدينة غزة. وقال المتحدث باسم «سرايا القدس» ابو احمد ان «العدو فتح ابواب جهنم على نفسه... الصواريخ ستمطر العدو من كل ناحية والاستشهاديون آتون».
وبعيد منتصف الليل، استشهد فلسطيني واصيب ستة آخرون، في غارة جوية إسرائيلية على بلدة خزاعة شرقي خان يونس جنوبي القطاع.
وفي بلدة بيتونيا قرب رام الله في الضفة، استشهد العنصر في الامن الفلسطيني معتصم الشريف (22 عاما) برصاص الجيش الإسرائيلي الذي حاول اعتقاله. والشريف كان يعمل في الجهاز المكلف بحراسة قريع.

المصدر: وكالات