الذرة لعبت دوراً مهما في حضارة «الأنديز»

28-02-2013

الذرة لعبت دوراً مهما في حضارة «الأنديز»

كشفت دراسة حديثة عن دليل جديد يعزز النقاش الدائر في شأن الدور المهم الذي اداه نبات الذرة في الحضارة البيروفية القديمة قبل 5 آلاف عام.
وأبرزت عينات اخذها العلماء من سجلات غبار الطلع ورواسب أدوات حجرية وبراز متحجر، أن المحصول الغذائي كان ينمو بفاعلية إلى جانب تناوله وتصنيعه.
وقال المشرفون على الدراسة ان النتائج تضيف ثقلاً على النقاش الدائر بأن مجتمع «الأنديز» كان مجتمعاً زراعياً وليس بحرياً، حيث نشرت نتائج الدراسة ضمن سجل عمل «الأكاديمية الوطنية للعلوم».
وقال جوناثان هاس من متحف «ذا فيلد» في شيكاغو، وهو أحد المشاركين في الدراسة، «إذا نظرنا إلى نشأة الحضارات في شتى أرجاء العالم، من مصر إلى الصين والهند، نجد أنها اعتمدت جميعها على الزراعة». وأضاف ان فكرة البحث تبرز أن حضارة «الأنديز» المبكرة، كانت مختلفة وتطورت باستخدام الموارد البحرية.
وشرح هاس أن «هذه النظرية أصبحت سائدة منذ منتصف السبعينيات، غير أن المزيد من البيانات تعطي إشارة إلى عدم وجود مواقع ساحلية فحسب، بل مواقع أرض داخلية شاسعة». وأضاف «بدأ الناس يعثرون على الذرة في مواقع الأرض الداخلية، وتفيد مناقشات أن الذرة كانت بمثابة توابل واستخدمت في أغراض الاحتفالات».
وقال فريق العلماء، في الدراسة، ان المرحلة الأولى لتحديد البقايا النباتية المأخوذة من المواقع الأثرية كانت تحليلاً لآثار نباتية مرئية بالعين المجردة. وأشاروا إلى أن «تحليل مئات العينات كشفت أن بقايا الذرة الظاهرة للعيان، والتي تضم بذوراً وأوراقا وسوقاً وقوالح ذرة، كانت نادرة». وأضافوا ان سبب عدم توافر مثل هذه العينات في المواقع «لم يعرف بعد»، غير أن عدم توافر مثل هذه البقايا قد لا يعد دليلاً على عدم وجود الذرة.
وقال الفريق ان ندرة البقايا الظاهرة للعيان تتناقض مع وفرة الدلائل الميكروسكوبية (غير المرئية للعين المجردة) في هيئة عينات غبار طلع الذرة المستقاة من تربة المواقع.
وبالرغم من احتمال حدوث تلوث جراء الموارد الحديثة، لفت الفريق إلى أن هناك ثلاثة عوامل تتعارض مع ذلك:
ـ أولا، «حبات غبار الطلع للذرة الحديثة أكبر حجماً وتتحول إلى اللون الأحمر مع التلوث، بينما لم تكن الحبات القديمة كذلك».
ـ ثانيا، «تستخرج عينات غبار الطلع بحسب توجيهات أثرية قياسية، كما أن جميع أفراد طاقم العمل مدربين على استخراج عينات غبار الطلع».
ـ ثالثا، «تحتوي العينات الحديثة على غبار طلع ملوث من نبات لم يعثر عليه في المنطقة في عصر ما قبل التاريخ».
وفحص الفريق آثاراً أخرى تضم 14 أداة حجرية، أثبت استخدام الكربون المشع ان تاريخها يعود إلى الفترة ما بين 2090 و2540 قبل الميلاد. وأوضح العلماء أن «11 أداة من مجموع 14 تتميز بوفرة حبات نشاء الذرة على نحو خاص فوق السطح العامل، فضلاً عن وجود سطحين عاملين عليهما إفرازات معدنية يفرزها النبات».
كما عثر الباحثون على عينات البطاطا الحلوة وحبات نشاء الفاصولياء، مكتشفين أيضاً 62 عينة من البراز المتحجر، من بينها 34 عينة لأنواع بشرية. وكتب الفريق في الدراسة ما يفيد بأن 69 في المئة من العينات تحتوي على حبات نشاء الذرة، وهي مصدر النشاء السائد في النظام الغذائي في هذا الوقت.
وأضافوا انه «خلال هذا الوقت كانت هناك مجتمعات كبيرة دائمة الاستيطان، كما ظهرت بنايات أثرية لأول مرة وتطورت أساليب الزراعة تماماً، فضلاً عن وجود مؤشرات تشير إلى ديانة الأنديز المميزة في السجل الأثري».


(«بي بي سي»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...