الخريطة السياسية الباكستانية بعد بوتو

28-12-2007

الخريطة السياسية الباكستانية بعد بوتو

فى ظل توترات مستمرة و توازنات وعلاقات معقدة للقوى فى باكستان، اختفت بنظير بوتو من على المسرح السياسى فى لحظة شديدة الحساسية قبل الانتخابات الاقليمية والمحلية فى باكستان التى ستجرى شهر يناير المقبل.

فمن هم اللاعبون الرئيسيون على الساحة السياسية الباكستانية؟

- بالطبع هناك الرئيس برفيز مشرف الذى تخلى عن منصبه العسكري ولكنه قبل ذلك قمع الكثير من الاحتجاجات والمظاهرات على تولية منصب رئاسة باكستان.

وفرض مشرف الاحكام العرفية ثم رفعها بعد ان اصدر عددا من المراسيم التى تعطيه المزيد من السيطرة على مقاليد الامور فى باكستان.

- أما فى جانب المعارضة فان ابرز اللاعبين هو حزب الشعب الباكستاني الذى كانت بنظير بوتو تتزعمه والذى اسسه والدها الرئيس السابق لباكستان والذى يسود بينه وبين المؤسسة العسكرية تاريخ طويل من عدم الثقة.

كان معظم المراقبين يرجحون فوز حزبها باغلب مقاعد البرلمان فى الانتخابات المقبلة.

وكانت بنظير تحظى بالدعم الامريكى وكان تشن حملة شديدة على الارهاب وكثيرا ما قالت ان هناك داخل الادارة الحكومية من يساعد الارهابيين .

وكانت تتعهد دائما بمحاربة الارهاب بل انها قبل اغتيالها بيوم واحد قالت ان بعض المدارس الاسلامية تحول الاطفال الى قتلة.

ويستمد حزب الشعب الكثير من شعبيته من شخص بنظير بوتو. والآن وبعد اختفائها فان مصير الحزب و اداءه فى الانتخابات هو محل تساؤل من الكثيرين.

- أحدى القوى الرئيسية الاخرى هى حزب الرابطة الاسلامية الذى يتزعمة نواز شريف رئيس وزراء باكستان الاسبق والذى اطاح به الرئيس مشرف فى انقلاب عسكرى عام 1999 .

قضى شريف سبعة اعوام فى المنفى فى السعودية قبل ان يعود مؤخرا ليدعم حزبه فى الانتخابات المقبلة.

ولكن الحزب اعلن بعد اغتيال بنظير انه سيقاطع الانتخابات المقبلة. أما شريف نفسه فيحول حكم قضائي بينه وبين المشاركة فى الانتخابات. وشريف اكثر حدة فى معارضته للرئيس مشرف. ويحاول حزب الرابطة الاسلامية استعادة مؤيديه فى اقليم البنجاب الذى يشكل اهمية كبيرة للحزبين الكبيرين فى باكستان.

- وبالاضافة للحزبين الكبيرين هناك التحالف المكون من ستة احزاب اسلامية برز كثالث اكبر قوة فى برلمان عام 2002 .

وساعد وقتها الرئيس مشرف فى تمرير بعض التعديلات الدستورية التى ساعدته فى دعم موقفه.

وأكبر احزاب التحالف هو جمعية علماء الاسلام الذى يرأسه مولانا فضل الرحمن الذى قرر خوض الانتخابات المقبلة على الرغم من رأي قاضي حسين احمد زعيم التحالف الذي يرى ضرورة مقاطعة تلك الانتخابات.

وحمل حسين احمد الرئيس مشرف المسئولية بشكل غير مباشر عن اغتيال بنظير حينما قال ان حالة البلاد و ما وصلت اليه بسبب الرئيس مشرف كانت السبب فى مصرع بنظير بوتو .

وتتبنى المقاطعة كذلك معظم الجماعات الوطنية فى اقليم بلوشستان المضطرب بالاضافة الى واحدة من الجماعتين الوطنيتين الرئيسيتين فى مناطق البشتون. وترى هذه الجماعات ان الرئيس مشرف يفتقد الى الشرعية.

بالاضافة الى القوى السابقة هناك ايضا القضاة والمحامون الذين نظموا احتجاجات شديدة على قيام الحكومة باتخاذ اجراءات لاقصاء كبار القضاة فى الدولة مثل رئيس المحكمة العليا افتخار شودري الذى كان على وشك اصدار حكم قضائي رجح الكثيرون انه كان سينص على عدم شرعية تولي الرئيس مشرف رئاسة الجمهورية.

وقام هؤلاء القضاة والمحامون باحتجاجات كثيرا ما شهدث عنفا متزايدا من جانب الشرطة فى قمعهم.

- ولعل القوة الابرز فى ميزان القوى فى باكستان هى الجيش. وللجيش اهتمام كبير ليس فقط بمسائل الدفاع والسياسة الخارجية بل وحتى بالامور الاقتصادية فى البلاد.

ولا يحتل ضباط الجيش مناصب عسكرية فقط بل انهم يشغلون ايضا وظائف مدنية كما ان لهم امبراطوريات صناعية و بنوك و اعمال بناء و اعمال مقاولات.

ومن المتوقع ان يكون الجيش مواليا للرئيس مشرف وأن يرى فيه ممثلا له فى ميزان القوى فى البلاد .

أما جهاز المخابرات فلاتزال به بعض العناصر التى لا ترضى عن دور الرئيس مشرف فى الهجوم على العناصر الاسلامية المسلحة و سحبه للتأييد الباكستاني للمسلحين الذين يقاتلون القوات الهندية فى اقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان .

كما ان هناك المسلحين الذين يساندون طالبان والذين عقدو العزم على الاطاحة بالرئيس مشرف و يسيطرون على قطاع كبير من باكستان بمحاذاة الحدود الافغانية . وقد مدو نفوذهم مؤخرا شمالا و شرقا، وقاموا كذلك بهجمات قاتلة فى العاصمة اسلام اباد وفى مدينة روالبندى .

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...