الحوار السياسي الليبي ينطلق اليوم... والدبيبة يجول إقليمياً

28-06-2021

الحوار السياسي الليبي ينطلق اليوم... والدبيبة يجول إقليمياً

تنطلق اليوم جولة جديدة من اجتماعات ملتقى الحوار السياسي الليبي في سويسرا، وتستمر على مدار 3 أيام، في محاولة لتقريب وجهات النظر لاعتماد القاعدة الدستورية التي ستجرى على أساسها العملية الانتخابية المقررة في الـ24 من كانون الأول المقبل، والتوافق بشكل مبدئي على أن تجرى انتخابات رئيس الجمهورية من خلال الاستفتاء الشعبي بشكل مباشر، بالتزامن مع إجراء الانتخابات البرلمانية وعدم أحقية البرلمان في انتخاب الرئيس، على الأقل في أول انتخابات.

ويأتي الاجتماع بعد يوم من اختتام اللجنة الاستشارية المنبثقة عن الملتقى اجتماعات الأيام الثلاثة في تونس، والتي جرت فيها مناقشات عديدة حول التصورات الخاصة بالعملية الانتخابية والقاعدة الدستورية، وفق مخرجات مؤتمر «برلين 2»، وقرار مجلس الأمن الرقم 2570، وخريطة الطريق المعتمدة. واقتراب أعضاء الملتقى من التوافق على جميع التفاصيل الخاصة بهذه القاعدة الدستورية، يمهد لإعلانها بحلول نهاية الأسبوع حال تجاوز جميع العقبات.

ورغم الخلافات التي حدثت بين أعضاء اللجنة الاستشارية المكلفة بإعداد التصورات، فإن أعضاء الملتقى قد يلجأون إلى التصويت على أكثر من مقترح في البداية، قبل أن يتم تقليص هذه المقترحات في جولة ثانية من التصويت، محاولة لإرضاء جميع الأطراف، وخاصة مع اتساع هوّة الخلاف في مسائل جذرية تشهد نقاشات موسعة بالفعل خارج قاعات الاجتماعات وضغوطات من ممثلي بعض الأقاليم.

ورغم التفاؤل الذي تبديه البعثة الأممية حتى الآن بشأن المشروع المنتظر للقاعدة الدستورية، فإن هذه الاجتماعات هدفها الرئيسي سرعة إنجاز هذه القاعدة وصياغتها حتى تكون هناك فرصة أمام المرشحين للاستعداد للانتخابات إلى جانب استعداد الجهات المعنية، في وقت يسعى فيه عدد من الوزراء لوضع خطط استراتيجية بعيدة المدى، وليست مقتصرة فقط على المرحلة الانتقالية.

رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة الذي بدأ زيارة للمغرب، أمس، ستعقبها زيارة للقاهرة، يسعى خلال جولاته واتصالاته خلال الأيام المقبلة لبحث آلية إخراج المرتزقة ومعالجة الملف، في وقت باتت فيه اللغة الراهنة مرتبطة بالنظر إلى التفرقة بين المرتزقة الأجانب والقوات التركية الموجودة بموجب الاتفاقات السابقة مع حكومة السراج، فيما ترفض القاهرة وأطراف أوروبية واسعة فكرة وجود قوات أجنبية في ليبيا، وتنظر إلى القوات التركية باعتبارها من القوات التي يجب إخراجها.

زيارات الدبيبة للعواصم العربية مرتبطة أيضاً ببحث محاولات استعراض القوى، والتي يقوم بها بعض الأطراف في الداخل بدعم من الخارج، في مقدمتهم خليفة حفتر وقواته التي بدأت تحركات لملاحقة من وصفتهم بالإرهابيين والخارجين عن القانون، مع استمرار رفض تسليم أسلحتهم وعدم التعاون في فتح الطريق الساحلي، وفق الشروط التي حاول رئيس الحكومة الليبية وضعها في الأيام الماضية، إضافة إلى بوادر التمرد الموجودة في إقليم فزان، على خلفية الغضب الشعبي من تجاهل الحكومة المركزية لأبناء الإقليم.

ويسعى الدبيبة لمناقشة الأزمات والعقبات التي تواجه حكومته مع الأطراف العربية الداعمة له، وبالتنسيق مع وزرائه والبرلمان الليبي بقيادة عقيلة صالح، الذي لا يزال يشعر بعدم الرضى عن طريقة إدارة الدبيبة لعدة ملفات، في وقت تقود المغرب وساطة بين الرجلين بشكل واضح لتجنّب الدخول في صدام يعرقل العملية السياسية من الداخل، فيما دخلت الجزائر على الخط عبر تحركات غير معلنة مع أطراف في الداخل الليبي بشكل متزايد في الأيام الماضية، ولا سيما بعد المشاركة في «برلين 2»، وسط تأكيدات مصرية بوجود دعم جزائري لمرشحين محتملين في الانتخابات القادمة، والعمل على مساعدتهم في هذا الأمر.

تحركات الدبيبة جاءت بعد جولات وزيرة خارجيته نجلاء المنقوش للعواصم العربية، في وقت جرى فيه تنسيق واضح بينهما في المناقشات، وسط استمرار إظهار رفض للوجود الأجنبي على الأراضي الليبية، من أجل ضمان إجراء انتخابات في أجواء نزيهة.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...