الجنوب السوري بين المصالحات والهبّات العشائرية

05-03-2016

الجنوب السوري بين المصالحات والهبّات العشائرية

على سكة الجنوب السوري يسير خطّان متوازيان، الأول يتعلّق بتسريع إجراء المصالحات مع استغلال فترة الهدنة الدولية في البلاد، والثاني بمصير «جبهة ثوار سوريا» بعد مقتل قائدها العسكري وسط توقعات بهبّة عشائرية على منفذي عملية اغتياله.
وأعلنت «ثوار سوريا»، التي تسيطر في مناطق في القنيطرة، تعيين الضابط المنشق قاسم النجم قائداً خلفاً لأبي حمزة النعيمي الذي قُتل في تفجير استهدف مقراً للجبهة قرب الشريط الفاصل مع الأراضي المحتلة قبل أيام.
ويعتبر النجم الذراع اليمنى للنعيمي، حيث كان يشارك في العديد من المعارك في تل الحارة وبلدات ريف درعا الغربي، كما يتمتّع بعلاقة وثيقة مع القائد العام أبو أسامة الجولاني.
ويشير إعلامي مقرّب من «ثوار سوريا» إلى أن الخطوة التالية قد تكون شنّ هجوم على «شهداء اليرموك»، أو مقارّ «حركة المثنى الإسلامية»، بعد تحميلها المسؤولية عن اغتيال النعيمي الذي ينتمي إلى عشيرة النعيم، إحدى أكبر عشائر حوران والمنطقة الجنوبية.
ويضيف الإعلامي، أن احتمال صمت أو هدوء العشيرة، بعد فقدان قائدها، ليس وارداً، ذلك أن العملية هي الأولى من نوعها، ويسمح التراخي في التعاطي معها بتوسيع الاغتيالات لتطال قيادات في «الجبهة» أو باقي فصائل «الجيش الحر»، الناقمة بالأساس على «المثنى»، التي تقترب من الهوى «الداعشي»، شأنها في ذلك شأن «لواء شهداء اليرموك» الذي يتحصّن في أقصى الجنوب الغربي للجنوب، قرب المثلث السوري ـ الأردني ـ الفلسطيني.
وسبق للعامل الريفي العائلي والعشائري أن سمح بتحركات واسعة، أنقذت أبناءها من عمليات احتجاز أو حصار، قادتها في الغالب «جبهة النصرة»، لكنها لم تصل في أي وقت سابق للثأر من عملية اغتيال.

على مقلب آخر، شهدت بلدة إبطع مؤخراً دخول قوافل للمساعدات الإنسانية، تماشياً مع إجراءات تسهيل المصالحات في البلدة، التي أعلنت عن اتفاق مع الدولة السورية قبل أسبوعين مع جارتها داعل، رغم هجوم عدد من فصائل «الجيش الحر» ومحاولتها إفشال التسويات، التي يتوقع أن تمتد في الفترة المقبلة إلى مساحات أوسع في الريف الحوراني، مع استغلال فترة وقف الأعمال العدائية.
ويقول مصدر محلي إن اتصالات جرت مع بلدات الغارية الشرقية وبصر الحرير وطفس والنعيمة للدخول في هذه التسويات، غير أن العقبة الأساسية تمثلت في رفض «النصرة» لمثل هذه الاتفاقات، بل والتوجّه لمنع أي مسلح من الخروج لتسوية أوضاعه وتسليم نفسه. وقد يكون السبب، بحسب المصدر، أن «جبهة النصرة» تدرك جيداً أن مثل هذه الاتفاقيات تفرض عليها إخلاء مقارها والمغادرة، وإن كانت تستطيع إعادة التموضع في الشمال فإن المساحة المتروكة لها في الجنوب قليلة للغاية وتضيق يوماً تلو الآخر، مع احتمال توسيع رقعة المصالحات أو إعادة شن عمليات عسكرية جديدة.

طارق العبد

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...