البحـريـن: عـــودة التظـاهـر والقـمـع

02-06-2011

البحـريـن: عـــودة التظـاهـر والقـمـع

رفعت حالة الطوارئ في البحرين، لكن المطالب الشعبية لم تتحقّق، فعاد البحرينيون محاولين استرداد الشارع ميدانا احتجاجيا سلميا، ليواجهوا مرة اخرى بقمع القوى الأمنية. وفيما تقلصت أحجام القوات العسكرية في المنامة بشكل خاص، انتشرت قوات مكافحة الشغب في مختلف المناطق لتقمع بالقوة محاولات للتظاهر.
أما وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، فانشغل في هذا الوقت، بلقاء المسؤولين الأميركيين في واشنطن وعلى رأسهم مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان، إضافة إلى لقاء لافت ضمّه إلى وفد من اللوبي الصهيوني «ايباك» للتباحث في تعزيز التعاون الثنائي.
وحاول بحرينيون التظاهر في قرى حول المنامة تلبية لدعوات من أجل إعادة إحياء الحركة الاحتجاجية تزامنا مع رفع حالة الطوارئ، الا ان قوات الامن سارعت الى تفريقهم مستخدمة القوة في بعض الحالات حسب ما أفادت ناشطة قائلة إن «الناس تحاول ان تتجمع... وتتم مهاجمتهم». وأشارت الى محاولات للتظاهر في قرى الدراز وبني جمرة وكرزكان. وذكرت الناشطة ان قوات الامن «بدأت باستخدام البنادق والقنابل المسيلة للدموع»  مشيرة الى وقوع عدد غير معروف من الإصابات.
وقال ناشط آخر إن هناك انتشارا أمنيا كثيفا في بني جمرة وقد أطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين الذين حاولوا الوصول الى وسط القرية. وذكر الناشط أن حوالى ثلاثين امرأة حاولن التجمع بالقرب من منزله الا ان قوات الامن استخدمت العصي لتفريقهن. ونشر شريط على موقع «يوتيوب» يحمل تاريخ أمس يظهر قوات من الشرطة تطلق قنابل مسيلة للدموع على ما يبدو على متظاهرين في بني جمرة. وكان ناشطون بحرينيون أطلقوا دعوات عبر الانترنت للتظاهر بالتزامن مع بدء رفع حالة الطوارئ، وذلك «لقلب المعادلة مع النظام والاحتلال السعودي» وللتاكيد أن «الثورة لن تنتهي»، تحت عنوان «رياح يونيو».
ودعا الناشطون عبر صفحة «ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير» الى التظاهر «بقوة في مختلف الميادين» للتعبير عن «انطلاقة حقيقية من شأنها قلب المعادلة مع النظام والاحتلال السعودي» وللتاكيد «ان ثورتنا لم ولن تنتهي حتى ينتزع شعبنا من أبناء الطائفتين الكريمتين حقهم المشروع في تقرير المصير». وفي توجيهات الى المتظاهرين، اكد الناشطون ضرورة التظاهر في الشوارع والميادين العامة و«تجنب التظاهر في الأزقة الداخلية». وتابعوا ان «الحركة يجب ان تعود في الاماكن المهمة والأمامية تمهيدا للعودة المحتومة بإذن الله لميدان الشهداء» في إشـــارة الى دوار اللؤلؤة الذي شكل في الـــسابـــق معقل الحركة الاحتجاجية.
من جهته، اكد رئيس الوزراء البحريني الامير خليفة بن سلمان آل خليفة في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء البحرينية عن الصحف المحلية انه «لا تساهل في المصلحة العليا للوطن». وأضاف «سنواجه بحزم اي محاولة لجرنا إلى الوراء ونملك أكبر قوة لردع أي تآمر على مصلحة الوطن وهي الوقفة الشعبية الصادقة والالتفاف حول راية الوطن والقيادة». وبنبرة حازمة قال الامير خليفة «لا عفو مع من لا يستحق العفو ولا تسامح مع من لا يستحق التسامح».
ومع رفع حالة الطوارئ في البلاد، لن يتمكن القضاء العسكري من استدعاء مدنيين، إلا أنه استغل الساعات الأخيرة لقانون «السلامة الوطنية» كي يستدعي خلال حديث الملك عن «الدعوة للحوار» الأمين العام لجمعية «الوفاق» علي سلمان والناشط الحقوقي نبيل رجب للتحقيق، وأكدت مصادر أنه تم الإفراج عنهما بعد ساعات. كما استمرت أمس محاكمات المعارضين. وأيدت محكمة الاستئناف الحكم بالسجن 7 سنوات على عبد الله حبيب بقتل عدد من رجال الامن العام والاشتراك في تجمهر في مكان عام، وتشديد الحكم ليصل إلى السجن المؤبد بحق حمد كاظم للتهم نفسها. كما أجلت المحكمة مرة أخرى تأجيل القضية إلى 22 حزيران الحالي.
في هذه الأثناء، ذكرت وكالة «بنا» البحرينية الرسمية للانباء، أن وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة، و«في إطار الحوار المستمر مع الجمعيات الأميركية» التقى «عددا من أعضاء اللجنة اليهودية الاميركية (اللوبي الصهيوني «ايباك») يتقدمهم السيد جيسون ايزاكسون مدير الشؤون الحكومية والدولية في اللجنة». وأضافت الوكالة انه تم «خلال الاجتماع التباحث حول العديد من المسائل المتعلقة بتطوير العلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة وإيضاح مواقف مملكة البحرين من مختلف القضايا في المنطقة». وقد عبر ايزاكسون «عن رغبة اللجنة في توطيد علاقاتها مع المملكة والإسهام بإيجابية في مختلف المجالات». وفي هذا السياق «رحب الوزير بالأفكار التي طرحتها اللجنة، مؤكداً حرص المملكة لخلق بيئة مؤاتية للجميع في جميع المجالات».
كما التقى الوزير البحريني جيفري فيلتمان ونائب وزيرة الخارجية الأميركية جيمس ستاينبرغ، وأكد لهما «أن مملكة البحرين ملتزمة، وبشكل كامل، بالإصلاح المستمر ضمن إطار المشروع الإصلاحي، وأنها لن تتراجع عن ذلك لأجل صالح كافة المواطنين والمقيمين»، متمنيا «تعاون جميع مكونات المجتمع البحريني في ذلـــك لتقــدم الحياة السياسية والديموقراطية بمملكة البحرين»، حسب ما ذكرت «بنا».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...