الإسلاميون في مصر "ينتظرون السلطة"

10-04-2008

الإسلاميون في مصر "ينتظرون السلطة"

ليس من السهل الوصول إلى مقر قيادة أكبر حركة معارضة في مصر، فالمبنى الذي يطل على نيل حي المنيل في العاصمة المصرية القاهرة لا يوجد به ما يميزه ولا حتى لافتة.

إطراقة فقط من أحد الحراس الأمن لدى السؤال عن الإخوان المسلمين تؤكد وصولك إلى مقرهم.

ولدى الجماعة اليوم أكثر من أي وقت مضى ما يبرر بقاؤها بعيدة عن الأضواء.

فقد صعدت الحكومة المصرية في الأسابيع الأخيرة من قمعها لأفراد الجماعة، المحظورة رسميا، وذلك قبيل انتخابات الثامن من إبريل حيث تم اعتقال أكثر من 800 من أعضائها.

وقال محمد حبيب نائب المرشد العام للجماعة "إنه يبدو ان حكومة الحزب الوطني الديمقراطي غير قادرة على التنافس النزيه مع الاخوان لذلك فانها تلجأ إلى الاجراءات الاستثنائية".

وكان مرشحو الاخوان المسلمين الذين خاضوا انتخابات عام 2005 كمستقلين قد حصدوا خمس مقاعد البرلمان "مجلس الشعب المصري".

وقال حبيب "إنهم شعروا بالذعر من تلك النتائج فعمدوا بعد ذلك إلى تغيير استراتيجيتهم فحاولوا تهميش الجماعة".

وتابع حبيب قائلا لبي بي سي "إن العشرات من المرشحين المحتملين قد اعتقلوا كما منع آخرون من خوض الانتخابات".

وأضاف لقد اعتدنا على ذلك فقد باتت هذه الأعمال "ممارسات روتينية من قبل الحزب الحاكم ضدنا".

وكانت الجماعة تسعى في الأصل إلى خوض الانتخابات المحلية بعشرة آلاف مرشح.

واشار حبيب إلى أن السلطات دأبت على قمع الجماعة على مدار تاريخها الذي يمتد 80 عاما ولكنها "تعود دائما أقوى".

وفي شقتها الفاخرة باحدى ضواحي القاهرة كان اللقاء مع نائبة رئيس تحرير الموقع الانجليزي لجماعة الاخوان "إخوان ويب" حيث كشفت لي عن تعرض الموقع للإغلاق وهي تحاول الدخول إليه.

وقالت وهي تجري اتصالا هاتفيا طلبا للعون الفني "إن الحكومة لها يد في إغلاق الموقع أكثر من مرة هذا الأسبوع".

وتحدثت مريم علي، وهذا ليس إسمها الحقيقي وهي خريجة جامعية مفوهة، عن اعتقال رئيس تحرير الموقع خالد حمزة وقالت "إنه أحد العناصر المعتدلة في الجماعة ونعتقد أن الحكومة تريد أن تخرس الاعلام".

وقال عاصم شلبي الناشر والقيادي في الجماعة "إنها المرة الأولى التي تستهدف الحكومة موقعنا على الانترنت الذي نخاطب من خلاله الناس في مصر والعالم".

وأضاف قائلا "إن الحملة الاعلامية باتت أكثر أهمية من الحملة الانتخابية حيث أننا نعلم أننا لن نفوز أبدا في هذه الانتخابات".

ومن جانبها تقول مريم إن أسرتها تخشى على سلامتها ولكنها اتخذت احتياطاتها الأمنية مثل العمل من المنزل وإبقاء هويتها سرا وهي تؤكد ان عملها مهم.

وتوضح قائلة "إن في الغرب الكثير من المفاهيم الخاطئة مثل ربط الاخوان بالعنف أو الاعتقاد أننا حركة ميكيافيلية تسعى إلى تحويل مصر إلى دولة الخلافة أو الديكتاتورية".

وأضافت قائلة "إننا نحاول تصحيح كل هذه المفاهيم".

وكانت الاعتقالات الأخيرة التي تعرض لها أعضاء بالجماعة قد ووجهت بانتقادات دولية قوية.

ففي الشهر الماضي أعرب البيت الأبيض عن قلقه، ووصفت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان تحرك الحكومة المصرية بأنه "عار" ويطرح شكوكا جادة حول مدى شرعية الانتخابات.

ورغم ذلك يوجد في مصر من يؤيد الخط الصارم للحكومة.

ويقول عبد المنعم سعيد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية "إن الجماعة تمثل تحديا للدولة المدنية في مصر وهي جماعة محظورة تريد إقامة دولة دينية في مصر وذلك ليس جزءا من اللعبة الديمقراطية".

غير أن حبيب يعترض على هذا الرأي قائلا "إننا ممثلون بقوة كحزب سياسي في أنحاء مصر، وقد أعلنا قبولنا للديمقراطية والديمقراطية الحقيقية تعتمد على التعدد السياسي وحق الناس في اختيار قادتهم".

واضاف قائلا "إننا نؤمن بالمصريين البسطاء لأنهم يريدون الإصلاح".

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...