اتفاق بين السلطة و”إسرائيل” على تسلُّم جزئي للسيطرة في الضفة

23-05-2008

اتفاق بين السلطة و”إسرائيل” على تسلُّم جزئي للسيطرة في الضفة

ذكرت مصادر في وزارة الحرب “الاسرائيلية” ان “اسرائيل” تبحث مع السلطة الفلسطينية نقل المسؤولية الامنية بصورة جزئية على منطقة شمال الضفة الغربية لأجهزة أمن السلطة. ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن هذه المصادر ان المحادثات بين الطرفين تجري بوساطة الولايات المتحدة ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية الى الشرق الأوسط، توني بلير.

وتحاول “إسرائيل” وصف هذه الخطوة بالانجاز الذي ستحققه زيارة الرئيس الامريكي جورج بوش الى “اسرائيل”.

وكان رئيس الحكومة “الإسرائيلية” ايهود أولمرت قد اكد في المؤتمر الذي عقده الرئيس “الاسرائيلي” شمعون بيريز انه “توجد اتفاقات حول مواضيع مهمة” بين “إسرائيل” والسلطة، لكنه لم يفصح عن تفاصيل، فيما اعن بلير موافقة “إسرائيل” على تنفيذ خطوات عملية، قال إن من شأنها أن تسهل حياة الفلسطينيين في الضفة، وخصوصا ما يتعلق بتنقلهم.

وبحسب الاتفاق، الذي يتوقع أن يخرج إلى حيّز التنفيذ خلال بضعة أسابيع، ستتسلم السلطة المسؤولية الأمنية في المنطقة الواقعة شمال وشرق مدينة طولكرم وتشمل هذه المنطقة مدينة جنين. وهي مساحة توازي مساحة قطاع غزة تقريبا. وبحسب الاتفاق، فإن أجهزة السلطة ستسيطر بالكامل على المنطقة بين الساعة السادسة صباحا وحتى منتصف الليل. وسيتعين على الأجهزة الأمنية محاربة مظاهر مسلحة من جانب فصائل فلسطينية ومنع هجمات ضد أهداف “إسرائيلية”. وستكون السيطرة مشتركة بين أجهزة السلطة وجيش الاحتلال بين منتصف الليل وحتى السادسة صباحا، ويقضي الاتفاق أن ينسق الجيش “الإسرائيلي” مع السلطة “النشاطات العسكرية” التي قد يقوم بتنفيذها في هذه المنطقة، والمقصود منها عمليات المداهمة والاعتقال.

ويقضي الاتفاق، وفق المصادر “الاسرائيلية”، بامتناع “إسرائيل” عن تنفيذ اعتقالات في المنطقة، باستثناء حالات يعتبر الجانب “الإسرائيلي” أن هدف الاعتقال فيها “قنبلة موقوتة”. وفي حالات أخرى، ستمرر “إسرائيل” لأجهزة السلطة أسماء “مطلوبين” لتقوم باعتقالهم وفي حال لم تفعل ذلك سيكون بإمكان الجيش “الإسرائيلي” العمل ضد “المطلوبين”.

ويتوقع في إطار هذا الاتفاق أن يصل حجم القوة الفلسطينية في شمال الضفة إلى أكثر من ألف شرطي، تلقى معظمهم تدريبات في الأردن على أيدي خبراء أمنيين أمريكيين. وستصل مجموعة قوامها 600 شرطي فلسطيني إلى هذه المنطقة خلال شهر يوليو/ تموز المقبل لتنضم إلى 500 شرطي انتشروا مؤخرا في شمال الضفة.

وبحسب بلير فإن الجيش “الإسرائيلي” سيزيل هذا الأسبوع حاجزا عسكريا قرب مدينة الخليل وفي وقت لاحق سيزيل الحواجز العسكرية الثلاثة الأخرى الواقعة قرب مستعمرة “شافيه شومرون” في منطقة نابلس ومستعمرة “ماخولة” في غور الأردن وحلحول قرب الخليل. وأضاف أنه سيتم نقل حاجز مستوطنة “بيت إيل” إلى مكان آخر قريب من موقعه الحالي بادعاء أن الأمر سيسهل على الفلسطينيين الدخول إلى رام الله والخروج منها. وتابع بلير أن الجانبين “الإسرائيلي” والفلسطيني اتفقا على جدول زمني لإزالة الحواجز لكن ذلك سيكون خاضعا “للوضع الأمني”. وسيمتد تنفيذ ذلك على مدار بضعة أسابيع. وأشار بلير إلى أن “الحديث يجري عن تسهيلات في التنقل من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق وليس بالحركة باتجاه الغرب إلى داخل “إسرائيل”. وأضاف أن ““الإسرائيليين” وافقوا على تسهيل آخر يتعلق بتقليل عدد موظفي الجمارك عند جسر اللنبي، وذلك في إطار خطة طويلة الأمد لإقامة سلطة حدود فلسطينية”.

وفي سياق هذه الخطوات، وافقت “إسرائيل” على أن تبني السلطة سجنا جديدا في جنين، بدلا من السجن الذي هدمه الجيش “الإسرائيلي” لدى اجتياحه الضفة عام ،2002 .

آمال شحادة

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...