إيقاف عرض «طقوس الإشارات والتحولات» في حلب

02-04-2009

إيقاف عرض «طقوس الإشارات والتحولات» في حلب

فوجئ ممثلو مسرحية «طقوس الإشارات والتحولات» بإدارة فندق البلانت في حلب تطلب منهم إخلاء غرفهم والمغادرة، ليكتشفوا أن مسرحيتهم المقررة مساء ذلك اليوم قد ألغي عرضها، وأن «طقوس الإشارات والتحولات» أثارت في حلب ما لم تثره إثر عرضها في مدينة حماه، ومن ثم في دمشق ليومين متتاليين، بل إن النص المطبوع، الذي كتبه الراحل سعد الله ونوس، والذي بلغ مع العمر إلى الآن حوالى اثنتي عشرة سنة لم يثر ما أثاره عرض يوم واحد في حلب، قبل أن يلغى عرض اليوم التالي.
نص ونوس يعتبر من أجرأ أعماله المسرحية، وهو يعرِض، من بين ما يعرض، لبعض الشخصيات ذات المناصب الدينية، مثل مفتي الديار الشامية (في العرض حُذفت الشامية)، ونقيب الأشراف، ومتصوّف تحوّل إلى التصوّف بعد فضيحة القبض عليه مع عاهرة. ويبدو أن هذا التناول لمناصب دينية هو ما أثار جمهور حلب، حيث وصلت الاحتجاجات، حسب ما يتناقل مثقفو حلب في أخبار لم يضعها أحد في ذمته، إلى شخصيات دينية طالبت محافظ حلب بإيقاف العرض.
اللافت أن العرض توقف رغم عرضه على لجان الرقابة المختصة من قبل، وهو من إنتاج وزارة الثقافة في سوريا إلى جانب المركز الثقافي الفرنسي، وبدعم من الاتحاد الأوروبي ومشروع الشراكة الأوروبية المتوسطية.
مخرج العرض هو الفرنسي السوري الأصل وسام عربش، الذي قدّم سابقاً «جدارية» محمود درويش بحضور الشاعر الراحل في باريس. وقد قال: «إيقاف العرض مفاجئ لي، بعدما استجبنا لما أرادته الرقابة. يفاجئني أيضاً أن الدين هو الذي أوقف العرض لا السياسة، ولكن الغريب أن أحداً لم يقل لنا لماذا أوقف العرض، ولا نعرف مع من نتكلم. المهم أن الحدث علّمنا أن المسرح ما زال قادراً على التأثير والفعل. نحن في النهاية سمعنا صوت سعد الله ونوس، وسنسمعه ليس فقط في سوريا، بل كذلك في فرنسا».

راشد عيسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...