فـي مصـر: فـرن الخبـز أولاً ثـم العـروس

02-09-2010

فـي مصـر: فـرن الخبـز أولاً ثـم العـروس

لا للشبكة، ولا للمال، ولا للأراضي... ماذا يفعل الشاب المصري إذاً ليرضي أهل عروسه؟! عليه أن يشتري فرن الخبز أولاً قبل التفكير بأي مهر آخر!
هذه حال الشباب في مصر حيث أصبح فرن غاز للخبز بنداً أساسياً من مهر الفتاة، بسبب الصعوبات التي باتت تكتنف شراء الخبر في القرى المصرية.
وبعدما جمعت رحاب نصيبها من مستلزمات بيت الزوجية أخذت تعرضها أمام الأهل والجيران في منزل أهلها في قرية جنوبي الجيزة، قبل نقلها إلى منزل العريس. هناك كانت العيون شاخصة لمشاهدة غسالة الملابس والتلفزيون والغاز، لكن صيحات الإعجاب والامتنان كانت من نصيب فرن معدني بجواره عبوة غاز اسطوانية جديدة.
ورغم أنه لم يسبق لرحاب، التي تحمل شهادة الثانوية العامة، أن استعملت مثل هذا الفرن الذي كلّّف 500 جنيه (نحو 90 دولارا) من قبل، لكن والدتها قالت ان «الهدف هو إعداد رحاب لمواجهة أي صعوبة في الحصول على الخبز الجاهز المدعوم» حكومياً، متعهدة بتدريب ابنتها على كيفية إعداد الخبز في بيتها الجديد كلما لزم الأمر.
وكانت أم احمد (33 سنة) التي تسكن في البلدة ذاتها، على حال رحاب من الجهل بعملية الخبز إلى أن انتهت من دراستها الجامعية وعملت مدرسة، مؤكدة أنها لجأت للخبز في البيت لتوفر على زوجها «الوقوف ساعات أمام المخبز والعودة بخبز لا يصلح أحيانا طعاما للبشر». ويباع رغيف الخبز المدعوم في مصر بخمسة قروش للرغيف وهو سعر يتيح الخبز لكل فئات المجتمع تقريبا. كما يباع في الأسواق نوع آخر غير مدعوم يتراوح سعره بين 25 و50 قرشا، بحسب الحجم والجودة وهو أكثر توفرا من النوع الأول لكنه خارج متناول كثير من الفئات.
ووفقاًً لبيانات مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء المصري، فإن الخبز المدعوم مكون رئيسي في وجبات 90 في المئة من الأسر المصرية.
وقال موزع لأفران الغاز المنزلية في مدينة البدرشين، جنوبي القاهرة طارق القهوجي ان «فرن الغاز صار جزءا أساسيا من تجهيزات أي عروس في المنطقة».
ويبيع القهوجي ما بين 30 و40 فرنا شهريا، لكنه حذر من أن «الفرن ليس له أي اشتراطات أمان لأنه مصنوع في الغالب في ورش صغيرة تفتقر للرقابة الصناعية».
ولم يعد هذا الفرن مشروع عروس تريح زوجها من عناء الانتظار للحصول على عِيش، بل استغلته بعض النسوة في صناعة تجارية «محلية، على نطاق ضيق»، حيث ينتجن الخبز ويبعنه للجيران والمارة، بثمن قدره 50 قرشا للرغيف الصغير وجنيه للرغيف الكبير.

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...