واشنطن تتجه لتكثيف عملياتها في اليمن

26-08-2010

واشنطن تتجه لتكثيف عملياتها في اليمن

تتجه الولايات المتحدة إلى زيادة الضغوط على تنظيم «القاعدة» في اليمن، بعدما بات يشكل «خطراً كبيراً» على المصالح الأميركية، وذلك من خلال تكثيف عمليات جهاز الاستخبارات المركزية «سي أي ايه» وشن هجمات عبر طائرات من دون طيار لاستهداف مراكز التنظيم.
يأتي ذلك، في وقت قتل أربعة يمنيين عندما فتح مجهولون النار عليهم في سوق شعبي في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين جنوبي البلاد، فيما تجددت الاشتباكات بين الجيش اليمني ومسلحين قبليين، أمس، في مديرية لودر التابعة لمحافظة أبين، وذلك بعد ساعات على إعلان وزارة الداخلية اليمنية القضاء على 40 من عناصر تنظيم «القاعدة» في هذه المنطقة المضطربة.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول أميركي في مكافحة الإرهاب أنّ الولايات المتحدة أصبحت أكثر قلقاً حيال الخطر الذي يمثله تنظيم «القاعدة» في اليمن، ولهذا فإنها تنوي مضاعفة الضغوط على عناصره.
وأوضح أنه «في الوقت الذي تلقت فيه قيادات القاعدة في باكستان ضربات كبرى، بدأ عناصرها بالتجمع في اليمن، حتى باتت تشكل خطراً كبيراً». وأضاف «إنهم لا يشعرون بأنهم محاصرون على قدر الحصار الذي يخضع له أصدقاؤهم في المناطق القبلية في باكستان»، مشيراً إلى أن «كل من التزم الوقوف في صفوفنا يدرك ضرورة تغيير ذلك».
وفيما لم يحدد المسؤول الأميركي الطريقة التي تنوي الولايات المتحدة اعتمادها لمواجهة عناصر «القاعدة»، ذكرت صحيفتا «وول ستريت جورنال» و«واشنطن بوست» أن إدراك واشنطن لخطر «القاعدة» في اليمن قد يؤدي إلى تكثيف عمليات الـ«سي أي ايه» في البلاد، بما في ذلك عبر هجمات طائرات من دون طيار.
ورداً على سؤال حول إعادة تقييم خطر القاعدة في اليمن، واحتمال تنفيذ عمليات جديدة في البلاد، قال متحدث باسم الـ«سي أي ايه» إن «الوكالة والحكومة تكافح القاعدة وشركاءها في العنف أينما كانوا».
وكانت منظمة العفو الدولية طلبت من الولايات المتحدة فتح تحقيق في الاتهامات الجدية الموجّهة إليها باستخدام طائرات استطلاع لقتل أفراد في اليمن. وأوضحت المنظمة، في تقرير عن اليمن، «يبدو أن الولايات المتحدة نفذت أو تعاونت في تنفيذ عمليات قتل غير قانونية في اليمن، وتعاونت بشكل وثيق مع القوى الأمنية اليمنية في أوضاع أخفقت فيها في احترام حقوق الإنسان»، منتقدة «سماح الولايات المتحدة لنفسها بقتل مواطنين أميركيين خارج أراضيها إذا اشتبه بتورّطهم في الإرهاب». وأكدت أن «ذلك يمثل انتهاكاً للقانون الدولي»، مشيرة إلى أن ما يجري يعني أن «الكرة الأرضية كلها ساحة معركة للولايات المتحدة».
إلى ذلك، قال مصدر يمني ان أربعة جنود قتلوا عندما فتح مسلحون مجهولون كانوا يستقلون دراجة نارية النار عليهم في السوق الشعبي في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين.
في هذه الأثناء، قال مصدر يمني «إنّ مواجهات اندلعت بين الجيش اليمني ومسلحين قبليين في مديرية لودر، إثر فشل وساطة قام بها وجهاء قبليون تقضي بانسحاب قوات الجيش من مديرية لودر، اثر القضاء على عناصر مفترضة من تنظيم القاعدة». وأوضح أنّ المسلحين القبليين هاجموا رتلاً عسكرياً وأصابوا دبابتين، مرجحاً وجود قتلى وجرحى من الطرفين اثر الاشتباك.
وكان نائب وزير الداخلية اليمني اللواء صالح الزوعري أعلن، مساء أمس الأول، «تطهير مديرية لودر من العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة»، وذلك بعد خمسة أيام من المعارك الدامية، التي أودت بحياة العشرات من عناصر التنظيم وقوات الأمن.
إلى ذلك، قال القيادي في «الحراك الجنوبي» الانفصالي ناصر حويدر إنّ عناصر «القاعدة» تتحرك في اليمن بعلم السلطات الرسمية، مشيراً إلى أنّ من بين تلك العناصر فهد القصع المتهم بتدمير المدمرة الأميركية «يو أس أس كول» في تشرين الأول عام 2000.
وشدد حويدر، الذي تتهمه السلطات اليمنية بالانخراط في صفوف «القاعدة»، في مقابلة مع موقع «نيوز يمن» المستقل، على أنّ «الحراك (الجنوبي) يرفض كل أعمال العنف، فنضالنا سلمي ونتمسك به». وأضاف «نحن نقيض للقاعدة ولا يمكن أن نؤمن بأهدافها، ونرفض التعصب والتطرف الديني، ونحترم أدبياتنا وديننا الإسلامي الحنيف».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...