تكريم الأديب حنا مينة بمناسبة منحه جائزة محمد زفزاف

05-08-2010

تكريم الأديب حنا مينة بمناسبة منحه جائزة محمد زفزاف

أقام الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة مساء أمس حفلا تكريميا للروائي الكبير حنا مينة لمناسبة حصوله على جائزة محمد زفزاف للرواية العربية التي يمنحها منتدى أصيلة بالمملكة المغربية تتويجا لمجموع أعماله .

وأكد وزير الثقافة في كلمة خلال الحفل... أن تكريم حنا مينة في هذه الايام التي ينعقد خلالها الملتقى الثاني للتواصل الثقافي بين مشرق الأمة ومغربها بمشاركة مفكرين من الأقطار العربية الشقيقة هو خير مناسبة لتكريم أديب كبير من المشرق العربي في المغرب العربي .

وأضاف الدكتور نعسان آغا .. إن مينة كاتب للعالم كله وليس للوطن العربي فحسب وأدبه كان موضوع رسائل ماجستير ودكتوراه في مختلف البلدان العربية والأجنبية وتأتي هذه الجائزة لتؤكد الوصال بين جناحي الأمة العربية وخاصة في مجال الرواية التي أصبحت الآن ديوان الأمة وهي تتجاوز ذلك لتصل إلى العالمية مع أدباء عرب كبار من وزن كاتبنا الكبير حنا مينة .

وأعرب وزير الثقافة عن سعادته البالغة بأن يكرم شيخ الكتاب والروائيين العرب في المغرب لما لهذا الأمر من دلالات منها أن أدبنا العربي يقرأ في كل بقاع الوطن بنفس الروح مشيرا إلى أن مينة يحار النقاد في وصفه نتيجة أدبه الثر فهو روائي البحر كما هو روائي الجبال روائي السرد الراقي وروائي المكاشفة التي تتسع لآلام المعذبين إنه صوت إنساننا الحقيقي حين يرعف بمداد قلم رشيق العبارة رفيع الأدب .

وأعرب الدكتور محمد الأخصاصي سفير المغرب في سورية عن سعادته بتكريم الأديب العربي السوري الكبير حنا مينة بهذه الجائزة في هذه الظروف التي تمر بها الأمة العربية والتحديات التي تواجه الثقافة العربية إن كان على الصعيد القومي أو على الصعيد القطري منوها بأهمية اللقاء بين المغرب العربي ومشرقه على الصعيد الثقافي .

وأضاف الدكتور الأخصاصي .. إن الاحتفاء بأدبائنا ومفكرينا يمثل إعلان قيم وإعلان إرادة بأنه من الضروري إعادة تطوير الثقافة العربية وتأهيل الواقع الثقافي لكي يكون بمستوى التحديات التي تواجه الأمة العربية.

ورأى أن نيل مينة هذه الجائزة يحيل إلى أهمية القامة الشامخة التي يمثلها في الأدب العربي وأيضا أهمية المشروع الروائي في حياتنا الثقافية وهي التي نذر الكاتب حياته لها إضافة إلى اهمية الجدلية الإبداعية التي اطرت مسار الأديب الكبير مينة والعلاقة بينه وبين فضاء التجربة والعمق المتدفق فلسفة عبر مراحل الحياة لتتكون فرادة تجربته الأدبية التي لفتت الأنظار إليه.

وأعربت الشاعرة المغربية وفاء عمراني الملحقة الثقافية بالسفارة المغربية التي قامت بتسلم الجائزة في مدينة أصيلة المغربية ونقلها للأديب مينة عن سعادتها بحمل هذه المهمة التي انتدبها لها المكرم ناقلة آية المحبة من مؤسسة منتدى أصيلة وأمينها العام الدكتور محمد بن عيسى للأديب المكرم وقالت.. هي جائزة تقديرية للرواية العربية وتحمل اسم الأديب المغربي الراحل محمد زفزاف لقامة أدبية باذخة وسنديانة روائية إنسانية شامخة هي حنا مينة من المغرب إلى الضفة الأخرى لتشكل تجسيدا لاقتران الفعل بالقول خلال هذا اللقاء الذي يؤكد التواصل الثقافي بين مغرب الوطن العربي ومشرقه.

وأكد الأديب عبد الإله عبد القادر المدير التنفيذي في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي حضر التكريم تلاحم الأدب العربي في كافة أقطاره مؤكدا أن مثل هذه الجوائز تحظى بكل الاحترام لأنها تمنح للإبداع وللمبدعين.

وأشار عبد القادر.. إلى أهميتها أيضا على المبدع لأن الكاتب المبدع يحتاج إلى هذا التقدير لأدبه وهو الذي نذر حياته لمعالجة القضايا الحياتية للناس بغض النظر عن قيمتها المعنوية أو المادية ومضيفا.. المبدعون يستحقون منا هذا الاهتمام ليشعروا بقيمة عملهم وتأثيره على المجتمع .

وفي الختام ألقى الأديب المكرم حنا مينة كلمة مؤثرة تخللتها عبارات التأثر مشيرا إلى إيمانه الأكيد والمطلق بالوطن العربي كوحدة ثقافية متكاملة وقال.. أنا أؤمن بوطني العربي وقد شاركت في نضاله لنيل الحرية كما كتبت عنه وله، ثم حيا فلسطين والعراق وكل بقاع الوطن .

وأضاف... لقد كرمتني سورية وما زالت ولعل أفضل تكريم في حياتي نلته هو الوسام الذي اعتز به أكثر من كل الأوسمة التي نلتها في حياتي والذي منحني إياه السيد الرئيس بشار الأسد فأنا من تراب هذا الوطن والوطن العربي الكبير الكبير في إبداعاته .

وتساءل مينة.. السؤال المهم هل للأدب العربي حضور في العالم كما هي حال الأدب العالمي وحضوره لدينا. وأعتقد جازما أننا وصلنا إلى العالم على الرغم من الحصار الصهيوني الجائر لقد استطعنا كسر هذا الطوق حاملين إبداعا إلى العالم ..إبداع حقيقي كبير وجميل ونفخر به في الوطن العربي مشرقا ومغربا.

وخلص إلى القول.. عندما يكرمني المغرب فهذا لأنني قد وصلت إلى المستوى الموازي للمبدعين في سورية ووطني العربي، وهذا له أبلغ الأثر في نفسي وأشكر كل القائمين على الجائزة في المغرب الشقيق كما أشكر وزارة الثقافة السورية ممثلة بالصديق الدكتور رياض نعسان آغا الذين وقفوا ومازالوا يقفون معي في السراء والضراء.

وكان منتدى موسم أصيلة الثقافي الدولي منح جائزة محمد زفزاف للرواية العربية للروائي مينه في حفل حضره حشد من المفكرين العرب وذلك تتويجاً لمجموع أعماله وتقديراً لمجمل إبداعاته التي طبعت عقوداً من زمن الرواية بشكل خاص والمشهد الأدبي العربي بشكل عام .

والجائزة تحمل اسم الأديب المغربي الراحل محمد زفزاف للرواية العربية وتبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار نقداً، تمنح كل ثلاث سنوات بالتناوب مع جائزتي تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي و بلند الحيدري للشعراء العرب الشباب وتقدمها مؤسسة منتدى أصيلة.

وتهدف هذه الجائزة التي سبق أن فاز بها أدباء مثل الطيب صالح وإبراهيم الكوني ومبارك ربيع إلى الاحتفاء بالفضاء الروائي العربي والتركيز على إسهاماته المميزة في مسيرة الثقافة الإنسانية وتعطي الأولوية عند الاختيار للروائيين الذين يضعون إبداعهم في خدمة التعددية والتفاهم وتثبيت قيم الحرية والعدالة الإنسانية .

وكتب مينة نحو أكثر من أربعين عملا روائيا من بينها الشراع والعاصفة ونهاية رجل شجاع والشمس في يوم غائم والمصابيح الزرق إضافة إلى عدد من القصص القصيرة، كما اصدر كتبا حول قضايا فكرية وأدبية وذاتية وشكل علامة فارقة في الساحة الأدبية العربية .

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...