تموز الأكثر دموية للقوات الأميركية في أفغانستان

وصل الغرق الأميركي في المستنقع الباكستاني - الأفغاني إلى قعر جديد، مع بلوغ شهر تموز الحالي مرتبة الأكثر دموية للقوات الاميركية في أفغانستان، بـ66 قتيلا، آخرهم 6 قتلوا أمس، فيما لم يجد البيت الأبيض أنجع من توسّل مصدر تسريبات «ويكي ليكس» لوقف نشر ما يمتلكه من وثائق عسكرية سرية. أما حركة طالبان فاعتبرت أن العلامة الفارقة لقيادة الجنرال ديفيد بتراوس قوات الاحتلال، لم تكن غير قتل أعداد كبيرة من المدنيين.
وقتل 6 جنود أميركيين في أفغانستان أمس، بينهم 3 في انفجار عبوة في الجنوب، لترتفع حصيلة قتلى الأميركيين في أفغانستان خلال شهر تموز الحالي إلى 66 وهي الأعلى منذ الغزو في العام 2001.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس خلال مقابلة مع قناة «ان بي سي»، إن «كل ما يستطيع البيت الأبيض فعله هو توسّل الشخص الذي يمتلك الوثائق العسكرية المسربة، عدم نشرها»، موضحا أن الوثائق التي نشرها موقع «ويكي ليكس» عن واقع العمليات في أفغانستان، يهدد المتعاملين الأفغان مع قوات الاحتلال، ناقلا عن حركة طالبان إعلانها انها ستدقق في الوثائق للحصول على أسماء هؤلاء.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الاميركية في بيان أن الجندي برادلي مانينغ وصل الى قاعدة كنتيكو العسكرية في فرجينيا، متهماً بانتهاك القانون العسكري وتزويد موقع «ويكي ليكس» بشريط فيديو يظهر غارة شنتها مروحية أميركية في العام 2007، وأوقعت قتيلين من موظفي وكالة «رويترز» وعددا آخر من القتلى المدنيين العراقيين في بغداد. وبات يشتبه بأنه ايضا مصدر تسريب آلاف الوثائق عن حرب أفغانستان.
واعتبر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ان تسريب الوثائق السرية له عواقب على القوات الأميركية والأفغانية والمدنيين الأفغان ويمكنه إلحاق ضرر بالعلاقات الأميركية في آسيا الوسطى والشرق الأوسط، داعياً مكتب التحقيقات الفدرالي «إف بي آي» للمشاركة في التحقيق. وقال غيتس في مؤتمر صحافي جمعه مع رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية الأميرال مايكل مولن في البنتاغون، إن المسؤولين في وزارة الدفاع سيجرون تحقيقاً معمقاً لتحديد كيفية حدوث هذا التسريب، وتحديد المسؤول وتقييم مضمون المعلومات التي سربت.
واعتبر ان مساعدة «إف بي آي» في التحقيق تضمن أن توفر كل الموارد اللازمة له وتقييم «خرق الأمن القومي هذا»، من جهته ندد مولن بتسريب الوثائق السرية بشدة، معتبرا ان «ويكي ليكس» والذين قرروا نشر هذه المعلومات باتت أيديهم ملطخة بالدماء.
في المقابل، نقل مركز «سايت» عن طالبان إعلانها على موقعها الالكتروني أن «النجاح الوحيد» للجنرال بتراوس هو «الجرائم الجماعية التي ينبغي اعتبارها استراتيجية جديدة لديه وتكتيكه الجديد»، مؤكدة أن «تسعين مدنيا غير مقاتلين ومن دون دفاع سقطوا شهداء القصف الأعمى للمحتلين الاميركيين» في مختلف أنحاء أفغانستان خلال الاسبوعين الأخيرين، فيما أعلن مسؤول في الأمم المتحدة أمس أنه قد تم شطب 5 من قادة طالبان السابقين عن لوائح المنظمة الدولية السوداء.

المصدر: وكالات