حريق دبي لم يخمد بعد
ارتفعت حصيلة القتلى جراء الحريق الذي اندلع الأربعاء في مستودع للألعاب النارية في دبي قبل أن يمتد إلى عشرات المخازن المجاورة إلى اثنين، وذلك وفق ما أكده العقيد أحمد الصايغ، مدير عام الدفاع المدني في دبي بالإنابة الذي أضاف أن الجريحين الآخرين اللذين سقطا جراء الحادث باتا في وضع ممتاز.
وأكد الصايغ أن جهود محاصرة الحريق تتقدم بشكل جيد، وإن كانت الفرق التي تتولى مكافحة النيران تواجه ظروفاً صعبة بسبب نوعية المواد السريعة الاشتعال التي تحتويها المخازن الموجودة في المنطقة كالمفروشات والبلاستيك وسواها، غير أنه ختم بالقول "نحن نسيطر على الوضع."
وكان الفريق سيف الشعفار، وكيل وزارة الداخلية الإماراتية، قد ذكر أن الانفجار الذي وقع في مستودع للألعاب النارية بمنطقة القوز الصناعية الحيوية في دبي الأربعاء، أسفر عن مقتل شخص واحد وجرح اثنين آخرين في محصلة نهائية للحادث الذي هزت أصداؤه المدينة في ساعات الصباح الأولى.
وكشف الشعفار أن جهود مكافحة الحريق قد لا تفلح في احتوائه تماماً قبل حلول الليل دون أن يستبعد أن تستمر النيران حتى صباح الغد، في مؤشر إلى الحجم الهائل للحريق، وقال في حديث خاص بالعربية إن هناك 81 مستودعاً تحترق بصورة متزامنة في المنطقة بعدما امتد إليها الحريق، منها مخازن للملابس وقطع غيار سيارات.
ولفت المسؤول الأمني الإماراتي إلى أن مسببات الانفجار ما تزال غير واضحة، لكنه كشف أن التحقيقات أظهرت بأن المفرقعات التي انفجرت هربت بصورة غير شرعية إلى البلاد وخزنت بشروط سيئة، فيما لفت خبراء بالتأمين إلى أن الخسائر قد تتجاوز 200 مليون دولار على أقل تقدير.
وقال الشعفار: "الحريق بدأ في مخزن المفرقعات، لكنه امتد إلى 80 مستودعاً آخراً في المنطقة تحتوي على ملابس وإلكترونيات وقطع غيار سيارات، وإذا ظلت الرياح تهب جنوباً كما هو الوضع الآن فسيكون هناك صعوبة في الانتهاء من إطفاء الحريق قبل حلول الليل أو حتى صباح الغد."
وأضاف الشعفار إن القانون الإماراتي لا يمنع استيراد المفرقات، لكن البعض يقوم بإدخالها مع الملابس أو البضائع الأخرى الآمنة دون أن يحصل على الموافقات المطلوبة من وزارة الداخلية والدفاع المدني التي تراقب شروط التخزين."
وفي حديث للصحفيين بموقع الحادث قال المسؤول الإماراتي إن الحصيلة النهائية للحادث تشير إلى وجود ثلاث ضحايا من الجنسية الهندية، بينهم قتيل واحد، مضيفاً أن الشرارة الأولى التي تسببت بالحريق ما تزال غير واضحة لكن المفرقعات التي انفجرت دخلت البلاد بصورة غير شريعة ودون استيفاء الشروط القانونية.
بالمقابل، قال أميت مولان، وهو خبير تأمين من شركة "أورينتل إنشورنس" إن الخسائر لن تقل عن 200 مليون دولار، وأنه موجود في الموقع لمتابعة خسائر تسعة مستودعات يمتلكها أحد عملائه تضم وحدها بضائع بقيمة 25 مليون دولار.
ويمكن مشاهدة سحابة هائلة من الدخان الأسود الكثيف تعلو عشرات الأمتار فوق مكان الحادث الذي هرعت نحوه سيارات الإسعاف وعربات الشرطة، بينما ذكر شهود عيان أن شارع الشيخ زايد الرئيسي في المدينة، يشهد ازدحاما مروريا خانقا بعدما أقفلت أجزاء منه.
وقال العقيد أحمد الصايغ إن الانفجار الذي وقع في منطقة القوز الصناعية "ناجم عن انفجار في مستودع للألعاب النارية."
وذكر الصايغ أنه قد تم تسجيل حالة وفاة ناجمة عن الانفجار، إلى جانب مصاب واحد، كما نفى أن تكون الأسباب الكامنة خلف الانفجار قد اتضحت بعد، كما وعد بتقديم المزيد من التفاصيل حال توفرها.
وقالت مصادر أمنية رفضت ذكر اسمها أن جهود مكافحة الحريق لا تسجل تقدماً كبيراً في الوقت الحالي، وأن القلق بدأ يسود إزاء احتمال انتقال النيران إلى مستودع ثالث مجاور.
ونقل مراسلنا عن المصادر عينها أنه قد تم تسجيل أربع إصابات في موقع الحادث، غير أن المصادر رفضت تحديد وضعها.
وأضاف أن آليات تابعة للقوات المسلحة الإماراتية شوهدت في موقع الحادث، وبينها عربات إطفاء وسيارات تقل ضباطاً برتب عالية.
يذكر أن الإمارات، وبخاصة دبي، كانت قد شهدت في الفترة الماضية مجموعة من الحرائق الضخمة وحوادث العمل في مواقع إنشائية مختلفة من البلاد التي تشهد نموا عمرانيا متسارع الوتيرة.
ففي الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لقي سبعة عمال آسيويين مصرعهم وأصيب 25 آخرين بجروح، إصابة تسعة منهم بليغة، جراء انهيار جسر قيد الإنشاء في منطقة المارينا بدبي.
وشهدت المنطقة القريبة من "المنطقة الحرة" وجبل علي بدبي حوادث، حيث تعرضت عدة أبراج قيد الإنشاء لحرائق في الأدوار العليا منها.
كذلك سبق أن قتل أربعة أشخاص وأصيب نحو 57 شخصاً آخرين جراء اندلاع حريق بأحد الأبراج في المنطقة نفسها.
وفي 18 أغسطس/آب الماضي أغلقت سلطات الموانئ بدولة الإمارات العربية المتحدة، احد موانئ الشحن الرئيسية في إمارة "الشارقة"، بسبب حريق هائل اندلع في وقت متأخر الليل، في مخزن لزيوت تشحيم السفن.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد