هنية يدعو «فتح» الى المصالحة في مصر

03-01-2010

هنية يدعو «فتح» الى المصالحة في مصر

دعا رئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية حركة «فتح» الى المصالحة في مصر، نافياً أن تكون لدى حركة «حماس» النية في توقيع الورقة المصرية في سورية.

وجدد هنية في كلمته خلال مهرجان نظمه المجلس التشريعي في مدينة غزة أمس لمناسبة الذكرى السنوية الأولى للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، دعوته الى «الاخوة في حركة فتح الى كلمة سواء، فتطورات الأوضاع وتصلب المواقف الاسرائيلية وتهويد القدس وتجاوز قضية الأسرى واللاجئين، تسمح بتدارك المواقف والوقوف مع الذات وبناء حال فلسطينية جديدة لمواجهة سياسات الاحتلال تقوم على ارادة سياسية حقيقية للمصالحة الوطنية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب وعلى قواعد سليمة».

وطالب هنية بأن تقوم الإرادة السياسية الحقيقية للمصالحة على «مقاربة سياسية تتجاوز الحساسيات والفرعيات، والجمع بين العمل السياسي المنضبط والمقاومة، والعودة الى نظام عمل ديموقراطي يُحترم من كل الأطراف، وإحداث اختراق في ملف المنظمة وملف تشكيل حكومة توافق وطني، وتحصين الساحة من التداخلات الخارجية، وتعزيز خطة صمود شعبنا الفلسطيني».

وعلق على خطاب الرئيس محمود عباس الأخير الذي وجه خلاله انتقادات لاذعة الى «حماس»، من دون أن يسمه بالاسم، وقال: «تعالوا نتفق ونوقع على ورقة المصالحة في جمهورية مصر العربية، وليس في غيرها من العواصم». وأضاف: «استمعنا أخيراً الى جملة من الأعاجيب، منها أننا طالبنا بتأخير الانتخابات عشر سنوات، وأننا نريد التوقيع على الورقة المصرية في دمشق وليس في القاهرة، وأننا قبلنا بالدولة الموقتة، وأن هناك مفاوضات مع الاحتلال، وأننا نلاحق المقاومين، وأن القيادات هربت الى سيناء، وأننا تجار أنفاق، وهذه عجائب تؤكد أن هؤلاء ما يزالون يتحركون بالدسائس والمكائد والتوهين وضعف الجلد ويمشون في صفوف شعبنا بالفتنة وبالكلمات الموهنة ويسعون الى التخذيل والانقسام ابتغاء تمزيق الوحدة التي ننشدها حتى يعود الجميع جبناء ومفرطين ومتنازلين ولا ينفردون هم بهذا الوصل، لكن نقول ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب».

واعتبر أن «أمثال هؤلاء لا يعبرون عن أصالة شعبنا وقضيته الوطنية، فهم باختصار يدعون الى الهزيمة»، معتبراً أن «هذا لن يؤثر في شعبنا، أو يحول دون النصر». وأشار الى «أن أمثال هؤلاء يسرون بالسيئة تصيب الحكومة ويكرهون لها الظهور والثبات والنجاح والتصدي لمخططات المحتلين، ويفرحون بالمصائب تنزل بها». وقال: «تراهم يحرضون الآخرين ويزينون لهم عمل المنكرات السياسية ويتمنون عليهم إدامة الحصار ويسارعون في تأييد الجدار الفولاذي ويبررون إغلاق المعابر، بما في ذلك معبر رفح، ويشرعون القتل الذي مارسه المحتلون ضد غزة المحاصرة، ولا يبالون برجال قتلوا ولا بنساء رملن ولا بأطفال يُتموا ومساجد هدمت لأنهم يستمدون قواعد الوجود وقنوات الأموال من ذلك».

وتساءل: «من في حركات التحرر الوطني في عالمنا العربي والإسلامي والإنساني سلك هذا الطريق وخلع ثوب العفة الوطنية، فيصم المقاومة بالعبثية ويستهزئ بالممانعة السياسية ويحطم كل الرموز الوطنية».

وحذر حركة «فتح» قائلاً إن «على فتح التي تمارس القسوة في الضفة وأقصى ما لديها لإسقاط حكم وشرعية الحكومة والبرلمان المنتخب، التنبه لأمرين: الأول، استغلال بعض قيادات فتح للأزمة مع حماس للتخريب على مقومات النسيج الوطني والتغليب على حكمة التيار الوطني في حركة فتح، وصولاً الى خلق أوضاع مواتية لاستمرار التفرد بالقرار وإبقاء (المنسق الأمني الأميركي كيت) دايتون في دائرة القرار الأمني والاستفادة من المال الممنوح من الغرب لإسقاط الثوابت الفلسطينية»، والثاني «الحذر من دفع شريحة من أنصار الشرعية الانتخابية في الضفة وتحت وطأة الممارسات القمعية، الى ردود أفعال تخرج عن نطاق التحكم والتاريخ، مع علمنا أن القوة لا تقتل فكرة، وأن القمع يدفع الى مزيد من الصلابة، خصوصاً عند أهل العقيدة». ودعا «العقلاء في فتح، وهم كثر، الى إنقاذ السفينة قبل أن تغرق»، مشدداً على أن «حماس» تريد «مصالحة حقيقية وحكومة فلسطينية بشروط فلسطينية، ومؤسسة أمنية أمينة، وميثاقاً لحفظ الحقوق والتمسك بالثوابت».

من جهته، اعتبر رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز الدويك أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع التي أطلقت اسرائيل عليها اسم «الرصاص المصبوب»، والجدار الحديد الذي تبنيه مصر على حدودها مع القطاع، «وجهان لعملة واحدة»، متوقعاً للجدار أن «ينتهي ويصبح كبيت العنكبوت».

وأضاف الدويك في كلمة مسجلة له بثت خلال المهرجان: «نقول للجميع، لن يجديكم نفعاً كل محاولاتكم حصار هذا الشعب الأبي لأن الله معه». وتابع: إن «بناء الجدار الفولاذي على حدود غزة عملية لا بد لها أن تخيب وألا تصيب لأن شعبنا هو الباقي بإذن الله، سيبقى أصحاب الحق وسيفوزون وسينهزم الباطل مهما جمع، ولن يُفلح المال السياسي في كبح جماح شعب أصر على حقه وعلى الانتصار».

وزاد: «طوبى لكم يا أبناء شعبنا، سلام عليكم وأنتم صابرون، هذا قدركم، فأنتم الطليعة الثابتة على طريق الحق إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، والذل والهوان لكل من عاداكم مهما تمتع بأموال زائفة استوردها من شرق أو غرب يريد أن يحاصر شعباً بأكمله». وتابع: «يا شعبنا الأبي الصامد، طوبى لكم وأنتم صابرون تتحملون الألم والجراح لأنكم تحملون مشروعاً إسلامياً عالمياً يريد أن يحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المشركون».

الى ذلك، اعتبر هنية أن حكومته باتت أقوى مما كانت عليه قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة، مؤكداً أنها ستعمل على بناء ما دمرته قوات الاحتلال خلالها. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده هنية أمس أمام مبنى المختبرات المُدمر داخل حرم الجامعة الإسلامية في مدينة غزة، والتي تخرج فيها يوماً، ضمن احتفالية افتتاح معرض يحتوي على أجهزة مخبرية تابعة للجامعة وبقايا صواريخ إسرائيلية قُصفت بها الجامعة خلال الحرب.

وقال هنية: «في الذكرى الأولى لمعركة الفرقان (الاسم الذي تطلقه حماس على الحرب الأخيرة)، نزور الجامعة الإسلامية، هذا الصرح العلمي الحضاري، لنعبر عن وقوف الحكومة الفلسطينية مع الجامعة التي تواجه التحديات والصعاب، بما في ذلك ما تعرضت له مبانيها ومختبراتها العلمية والفنية من قصف همجي أثناء العدوان».

وأضاف: «نعرف لماذا استهدف الإسرائيليون المؤسسات التعليمية والمساجد والجامعات، ونعرف لماذا استهدفوا مباني الإسلامية، لأنهم يعلمون أن العلم هو أول درجات الإعداد لمواجهة الاحتلال». وتابع: «هذه الجامعة ستبقى متألقة وشامخة وهذا العطاء سيبقى متواصلاً، ونحن في الحكومة الفلسطينية نؤكد وقوفنا إلى جانب الجامعة ومساندتها وتوفير ما أمكننا من اللوازم من أجل إعادة البناء من أجل استمرار المسيرة، وهذا التزام تجاه الجامعات الفلسطينية والمسيرة التعليمية».

من جانبه، قال رئيس الجامعة الإسلامية الدكتور كمالين شعت إن الدراسة في الجامعة استؤنفت بعد أسبوعين فقط من انتهاء الحرب وقصف مباني المختبرات فيها. وأضاف أن «هذه كانت فرصة لنا حتى نُثبت للعالم أجمع وحتى نعطي درساً عملياً لأبنائنا الطلاب في كيفية تجاوز الأزمات». وتعهد عدم «ادخار جهد في مواجهة الصعاب».

بدوره، قال رئيس مجلس أمناء الجامعة جمال الخضري: «منذ اللحظة الأولى لقصف الجامعة الإسلامية، تولَّدت لدينا القوة والعزيمة والإرادة لبناء الجامعة وقوة التحدِّي الأكبر لاستمرار مسيرة العلم». وأضاف أن «74 مختبراً دُمرت خلال قصف الجامعة»، لافتاً إلى أن «تلك المختبرات تم تجميعها على مدار 30 عاماً، وبلغت خسائر الجامعة حينها 15 مليون دولار».

فتحي صباح

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...