هل يخرج الحوار الفلسطيني بأكثر من إعلان نوايا؟

31-10-2008

هل يخرج الحوار الفلسطيني بأكثر من إعلان نوايا؟

سلمت الممثلية المصرية في رام الله، أمس الأول، رسائل دعوة الفصائل الفلسطينية إلى مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة. وخلافا لما أشاعته بعض الأوساط الفلسطينية، فإن المؤتمر سيستمر ثلاثة أيام وليس يوماً واحداً وسيشهد بالتالي نقاشات حول »المبادرة المصرية« وليس مجرد الإعلان عن الاتفاق حولها.
وعلمت »السفير« أن المؤتمر سيمتد، وفق كتاب الدعوة، على مدى »الفترة من ٩/١١ إلى ١١/١١/٢٠٠٨ برعاية السيد الرئيس« محمد حسني مبارك، للاتفاق على مشروع مصالحة ووفاق وطني، يؤسس لمرحلة جديدة، ننطلق منها نحو إعادة ترتيب البيت الفلسطيني«.
ويبدو جلياً أن مصر تعدّ لتحويل مؤتمر الحوار الوطني »الشامل« في القاهرة، إلى حدث عربي مميز عبر دعوة جميع وزراء خارجية الدول الأعضاء في اللجنة العربية المكلفة بمتابعة موضوع المبادرة اليمنية، والتي تشكلت في قمة دمشق الأخيرة. تجدر الإشارة إلى أن هذه اللجنة تضم، إلى جانب وزير الخارجية المصري، وزراء خارجية دول أخرى مثل السعودية والأردن واليمن وسوريا.
وسيحضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس افتتاح المؤتمر، المراد تحويله إلى رافعة للتوافق على رزمة القضايا موضع الخلاف في الساحة الفلسطينية. ومن أجل تسهيل الحوار ومنع تحويل المؤتمر إلى سوق عكاظ، حصرت مصر التمثيل الفصائلي في الوفود المشاركة بثلاثة أعضاء لكل فصيل. وطلبت من الفصائل تزويدها بالأسماء ومواعيد الوصول، على أن يكون ذلك قبل الموعد المقرر في التاسع من تشرين الثاني.
ويبدو من مدة المؤتمر (ثلاثة أيام) ولهجة الدعوة الرامية »للاتفاق على مشروع مصالحة ووفاق وطني«، وذلك خلافاً لعنوان الورقة المصرية »المشروع الوطني الفلسطيني«، استعداد مصر لتقبل مناقشة الورقة وإدخال تعديلات عليها. تجدر الإشارة إلى أن غالبية الفصائل، إن لم يكن كلها، سلمت مصر ملاحظاتها على الورقة.
ويبدو من هذه الملاحظات أن هناك ثلاثة مواقف جوهرية من الورقة. ويعتبر رأي حركة فتح نموذجاً للموافقة غير المشروطة على الورقة، حيث أعلن قادة فتح والسلطة بأشكال مختلفة قبولهم الورقة كما هي. ومن المنطقي الافتراض أن هؤلاء لا يعارضون إدخال تعديلات غير جوهرية عليها. وفي المقابل، تمثل حركة حماس النموذج الآخر الذي ينتهج سياسة »لعم« إزاءها. ويمكن القول إن موقف حماس هو أقرب إلى »لا« قوية منه إلى »نعم« خافتة، في كل ما يتعلق بالورقة المصرية. ولذلك فإن ملاحظات حماس وإلى حد ما ملاحظات حركة الجهاد الإسلامي، تنسف الورقة من أساسها.
وبين هؤلاء وأولئك، هناك موقف العديد من الفصائل الفلسطينية، مثل الجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين، اللتين تريان أن الموافقة العمومية على الورقة تفسح المجال لاستعادة الوحدة. وتطالب الجبهتان بتعديلات »جوهرية« هنا وهناك، تتعلق بفكرة المقاومة ورفض ربط التهدئة بالعلاقة الداخلية وتدعوان إلى انتهاج مبادئ يطول النقاش بشأنها.
وتظهر معطيات الواقع الفلسطيني أن مؤتمراً لثلاثة أيام سيعجز، حتى لو توفرت كل النوايا الحسنة، عن تقريب المواقف المتباينة من السلطة والمقاومة. ولا يقل أهمية عن ذلك، واقع أن الشرخ المادي القائم بين الأطراف الفلسطينية و»سور برلين« الإسرائيلي بين الضفة والقطاع والمصالح التي تنامت لشرائح مهمة في سلطتي رام الله وغزة، تجعل من شبه المستحيل التوصل إلى أكثر من إعلان نوايا. ومع ذلك، يأمل الفلسطينيون البسطاء أن تفلح القاهرة في تحقيق المعجزة وإقامة »مصالحة ووفاق وطني« بين الأخوة الأعداء.
حماس وفتح
أطلقت حماس، أمس، سراح ١٧ سجيناً سياسياً من كوادر فتح في القطاع. وهي المرة الاولى التي تتحدث فيها حماس عن احتجازها سجناء سياسيين.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إقرأ أيضاً:

الظاهر والمخفي في الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية
سيناريو يدفع لحرق المراحل والتحايل والمصالحة ما تزال بعيدة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...