نوري المالكي واستثمار تسويق العداء لسوريا

05-11-2009

نوري المالكي واستثمار تسويق العداء لسوريا

الجمل: تقول المعلومات والتسريبات الواردة اليوم، بأن الساحة السياسية العراقية تشهد حدوث تطورين يمضيان بشكلٍ متوازٍ، فمن جهة معلَنة يعمل نوري المالكي وحلفاءه من أجل عقد جولة الانتخابات العامة وفقاً لنظام القوائم المُعلَنة، ومن الجهة الأخرى غير المعلَنة، يقوم نوري المالكي وحلفاءه بعملية تطهيرٍ واسعة تهدف إلى تعزيز وتوطيد نفوذ المالكي في أروقة الدولة العراقية.
* ماذا تقول التفاصيل:
تشير معطيات الإدراك السلوكي السياسي إلى أن نوري المالكي قد استطاع توظيف انفجارات 19 آب (أغسطس) 2009م الماضية لجهة تحقيق جانبين هما:
• تسويق العداء و بناء حملة الذرائع ضد سوريا، وذلك على النحو الذي أكسب نوري المالكي المزيد من رضا الإسرائيليين والساسة الأمريكيين، وجماعات اللوبي الإسرائيلي.
• القيام بتطهير 12 ألف عنصر وضابط من أجهزة الأمن العراقية على أساس ذريعة أنهم من المتورطين في التعامل مع الميليشيات، أو عدم التمتع بالكفاءة والتأهيل اللازم لجهة القيام بأداء الواجبات والمهام.
هذا، وأشارت المعلومات والتسريبات إلى أن نوري المالكي، قد ركّز في هذه العملية المزدوجة على تحقيق الأهداف التالية:
• الأهداف الخارجية: الحصول على دعم الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة مثل السعودية ومصر ودول الخليج لجهة إبقاء نوري المالكي في منصبه لولاية جديدة.
• الأهداف الداخلية: إضعاف نفوذ خصومه السياسيين داخل أجهزة الدولة، بما يتيح له السيطرة على أجهزة الدولة العراقية وتوظيفها في خدمة مصالحه السياسية بما يخدم توجهاته في المرحلة القادمة
هذا وأشارت التفاصيل الدقيقة على أن نوايا المالكي إزاء توطيد نفوذه داخل أجهزة الدولة العراقية قد بدأت منذ فترةٍ طويلة، أي قبل انفجارات 19 آب (أغسطس) 2009 الماضية، وفي هذا الخصوص، أشارت المعلومات إلى النقاط الآتية:
- في كانون الأول (ديسمبر) 2008م نفذ نوري المالكي عملية تطهير في وزارة الداخلية العراقية.
- عملية التطهير مع عملية اعتقالات شملت 23 ضابطاً منهم من هو في رتبة اللواء والعميد والعقيد.
على الصعيد المعلَن، تناقلت التقارير والتحليلات، عملية التطهير والاعتقالات التي قام بتنفيذها نوري المالكي على أساس اعتبارات أنها تمت على خلفية إجهاض محاولات انقلابية تم الكشف عنها قبل وقوعها، وتزامنت هذه التقارير والتحليلات بانتشار شائعات تقول بأن العناصر التي تم تطهيرها واعتقالها، تنضوي تحت لواء تنظيم بعثي يحمل اسم «تنظيم العودة» والذي ينشط في صفوف العديد من عناصر أجهزة الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين.
ولكن لاحقاً، فقد أكدت المعلومات، بأن العناصر التي قام نوري المالكي بتطهيرها واعتقالها، كانت جميعها تدين بالولاء إلى خصوم المالكي السياسيين.
وأضاف كذلك، فقد نفذ المالكي في مطلع أيلول (سبتمبر) 2009م الماضي عملية تطهير إضافية شملت التخلص من العديد من كبار الضباط وجنرالات وزارة الداخلية العراقية، هذا، وقد سعى المسئولون بمكتب نوري المالكي إلى تفسير ذلك على أساس اعتبارات أن من الضروري استبدال هؤلاء الضباط طالما أنهم لم يستطيعوا منع حدوث الانفجارات، وذلك بسبب عدم قدرتهم على القيام بتفعيل الإجراءات والضوابط الأمنية الوقائية. ولكن، وبرغم ذلك، فقد تبيّن أن كل الذين تم تطهيرهم، هم من أنصار وحلفاء وزير الداخلية العراقي جواد البولاني، ذو التوجهات الشيعية-العلمانية، والذي سوف يكون أحد أبرز الخصوم المنافسين لنوري المالكي في انتخابات كانون الثاني (يناير) 2010م القادمة.
* حيرة المالكي: بين خيار "الصعود إلى أسفل".. وخيار "الهبوط إلى أعلى":
برغم قيام نوري المالكي بتطهير العديد من عناصر أجهزة الأمن العراقية تحت مبررات وذرائع عدم الكفاءة في تطبيق واتخاذ الإجراءات الأمنية الوقائية التي تمنع حدوث الانفجارات، فقد حدثت التطورات التالية التي أعقبت عمليات التطهير:
• انفجار 25تشرين الأول (أكتوبر) 2009م الماضي والذي أودى بحياة 160 شخصاً، وجرح حوالي 700آخرين.
• انفجار 25تشرين الأول هذا استهدف وزارتين عراقيتين.
هذا، ولما كانت الوزارات توجد داخل المنطقة الخضراء، فإن مشكلة نوري المالكي وحلفاءه الذين عينهم ليتولوا المسؤولية في الأجهزة الأمنية أصبحت أكبر، وذلك للأسباب الآتية:
• يوجد في المنطقة الخضراء حوالي 50 حاجزاً مسلحاً مثبتاً.
• تقوم بحراسة المنطقة الخضراء قوة عسكرية قوامها 10 آلاف عنصر، أي ما يعادل حجم فرقة كاملة (أي ثلاثة ألوية) تقريباً.
أصبح نوري المالكي الأكثر سيطرة لجهة الإمساك بمفاتيح الأجهزة الأمنية وقواتها، وبرغم ذلك، فقد أدى وقوع انفجار 25تشرين الأول (أكتوبر) 2009م الماضي ليس إلى تقويض مباني وزارات المنطقة الخضراء وحسب، وإنما إلى تقويض مبررات وذرائع عملية التطهير التي نفذها نوري المالكي ضد حلفاء خصومه السياسيين.
أشارت التسريبات والمعلومات، إلى أن نوري المالكي، بعد أن نجح في تثبيت أركان نفوذه في أجهزة الأمن العراقية، فقد سعى إلى إنشاء وحدات عسكرية تدين بالولاء الشخصي لنوري المالكي، وهي:
• قوة لواء بغداد: ويطلق عليها العراقيون تسمية «الفرقة القذرة»، وذلك بسبب تركيزها لجهة القيام بمداهمة واعتقال خصوم المالكي السياسيين.
• قوة مكافحة التمرد: وهي القوة العسكرية التي تقوم بالتركيز على استهداف الميليشيات السيئة، إضافةً إلى العناصر المسلحة الشيعية المعادية لنوري المالكي.
وأضافت المعلومات إلى أن مكتب نوري المالكي قد أصبح يقوم بدور «هيئة الأركان» لجهة الاهتمام بتجنيد العناصر المسلحة في أوساط الجماعات القبيلة والعشائرية، والإشراف على تزويدهم بالمرتبات والإمدادات والنفقات والتدريب، وأشارت المعلومات إلى أن بعض هذه العناصر، قد تم استيعابه داخل قوات الأمن العراقية، وأصبحوا يشكّلون مجموعات، تنتظم بشكلٍ سرّي ضمن وحدات أجهزة الأمن العراقية، وتقول بعض التسريبات، بأن هذه العناصر، أصبحت تمارس نفوذها ضمن وحدات أجهزة الأمن العراقية، بشكلٍ يتخطى نفوذ وسيطرة قادة هذه الأجهزة، وذلك لأن هذه العناصر تتبع بشكلٍ مباشر إلى مكتب نوري المالكي، الذي أصبح يقوم بدور «هيئة الأركان» العراقية غير المعلَنة.
خلال الأعوام الماضية، نجحت القوات الأمريكية بتدريب العديد من عناصر الأمن العراقية، وتقول المعلومات والتسريبات، بأن هذه العناصر، قد استطاع مكتب نوري المالكي تجنيد بعضها ضمن عناصره، وتوريط بعضها الآخر في جرائم فرق الموت السرّية التي روعت العراقيين، أما الذين نجح بتجنيدهم أو توريطهم، فقد تم التخلص منهم عن طريق توريطهم في جرائم الفساد والسرقة وغيرها من الأعمال المخلّة بالشرف والأمانة.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...