نقل 148 مهندساً من أوقاف اللاذقية وطرطوس بشكل مفاجئ

25-10-2019

نقل 148 مهندساً من أوقاف اللاذقية وطرطوس بشكل مفاجئ

كثيرة هي القرارات السريعة التي يلحظ فيما بعد عدم جدوها، والتي ترجع إما لسوء الدراسة أو لمحاولات البعض استغلال المسموح بالقانون لتمرير ما هو مسيء لأهداف وغايات مشبوهة!!


قرار نقل مفاجئ شغل بعض مديريات وزارة الأوقاف مؤخراً حمل كثيرا من إشارات التعجب والاستفهام حول غاياته وأسبابه والجدوى منه، فهل كان هذا النقل نتيجة جهود مبذولة لمسؤولين في تلك المديريات هددوا الموظفين الذين لا يسمحون لهم بتمرير ما هو مسيء يوماً بـ “سأتخلص منكم قريباً” ؟؟

تفاجأ 148 مهندساً يعملون في وزارة الأوقاف بقرار من مجلس الوزراء صدر بتاريخ 29/9/2019 يقضي بنقلهم إلى وزارت أخرى، أغلبهم، “110 مهندسين”، من مديرية أوقاف اللاذقية لوحدها، والباقين من مديرية طرطوس؛ دون إعلامهم بذلك مسبقاً، وبحجة باتت مطيةً يركبها من يشاء وهي آخر ما يفكرون فيه؛ المصلحة العامة!

بعد متابعة قصة المهندسين ولقاء عدداِ منهم حيث تبين إن أغلب المنقولين لديهم قدم وظيفي يتراوح بين 20و30 سنة وتخلو سجلاتهم من أي مشاكل أو عقوبات، إضافة إلى أن عدداً منهم حصل على شهادات تقدير على عمله من الوزارة في وقت قريب!

المهندسون المنقولون حاولوا التواصل مع إدارتهم لمعرفة أسباب النقل؛ إلا أنهم لم يتمكنوا من مقابلة مدير الأوقاف، حسب أقوالهم، إلا أن البعض سرب لهم أن لا علاقة لمديرياتهم بقرارات النقل، إنما جاء ذلك بأمر من رئاسة مجلس الوزراء بحجة وجود فائض في مديريات الأوقاف التي يعملون فيها؛ وهو ما يناقض بشكلٍ فاقع صدور قرارات تعيين جديدة لمهندسين منذ أشهر في مديرية الأوقاف نفسها!

ويتساءل المهندسون: كيف يتم تعيين مهندسين جدد في الوقت الذي يوجد فيه كل هذا الفائض كما يدّعون، وفي حال وجود فائض بالفعل فهل يتم نقل المهندسين الأقدم والأجدر والأخبر أم المعيّنين حديثاً؟

يظن المهندسون؛ وظنهم ليس إثماً وإنما حقاً؛ أن قرار نقلهم وترك الأقل خبرةً هو قرار مقصود من قبل مدير الأوقاف ومعاونه “المدعوم من فوق”.. ذلك أنه لا يمكن تمرير ما تريد هذه الإدارة بوجودهم في حين يسهل ذلك مع معيّنين جدد ليس لديهم الخبرة والمعرفة الكاملة بكواليس مديريتهم.

ولعل اللافت أيضاً أن بعض المديريات التي نقل إليها هؤلاء المهندسون “مديرية الكهرباء” على سبيل المثال، أخبرتهم أنها قد ترفض استقبالهم لأنها فعلا تعاني من الفائض.

المهندسون يصرون على حقهم في معرفة الأساس الذي تم التقييم وفقه؛ وعلى أي أساس تم اختيار الأسماء المنقولة أو النقل إلى المديريات الأخرى، لاسيما وأنهم عندما تخرجوا كمهندسين وضعوا ثلاث رغبات و”تم الأخذ برغباتنا عند التعيين، فكيف الآن وبعد هذه السنوات يتم نقلنا دون حتى إعلامنا أو تخييرنا.. هذا إذا افترضنا أن حجة الفائض حقيقية” كما يقولون.

في أوقاف اللاذقية من بين المنقولين رئيسة قسم التنفيذ، ورئيسة قسم التدقيق ورئيس قسم التخطيط ورئيسة قسم التأهيل والتدريب ومديرة الثانوية الشرعية، إضافة إلى مهندسات قسم الآثار اللواتي يحصلن على شهادات تكريم باستمرار من الإدارة وكان آخرها قبل شهرين!
حاولنا التواصل مع مدير أوقاف اللاذقية، لكنه لم يرد على الاتصالات، حيث كان الخط مغلقاً لثلاثة أيام

وتشير إحدى المهندسات المنقولات والتي لم ترغب بذكر اسمها إلى أن “النقل تم حسب الترتيب الأبجدي لأسماء المهندسين، مثلا في تخصص الميكانيك؛ تم نقل الأسماء التي تبدأ بحرف السين إلى وزارة النفط، والأسماء التي تبدأ بحرف العين والميم نقلت إلى وزارة النقل …هذا الشيء يؤكد ان النقل عشوائي وغير مدروس ولم تدرس أضابير أو تراعى خبرات.. وإلا كيف يتم نقل مهندسة مستقيلة او مهندس بإجازة خاصة بلا أجر وخارج القطر”؟!

وتوضح مهندسة أخرى منقولة من شعبة أوقاف جبلة أن الشعبة تعاني من نقص كبير في الملاك، والأقسام الأساسية منها الإداري البحت ومنها المكتب الفني ومنها المتشابك معه (الواردات والاملاك) ويوجد في جبلة 16 مهندسا من كافة الاختصاصات شمل قرار النقل منهم 8 بمعدل 50% من المجموع العام تتراوح خدمات المنقولين تقريبا بين 22 و30 سنة وتتوزع اماكن عملهم بين الواردات والاملاك والمكتب الفني (فضلاِ عن المهندسين المكلفين باعمال ادارية بحتة)، وبعد قرار النقل اصبح الواقع المهني للشعبة كالتالي: – 2 مهندس قسم الذاتية – 1 مهندس امين صندوق – شغور قسم الاملاك الذي اسسه وغطاه بالكامل مهندسون من اي عامل باي صفة. – ا مهندس قسم الواردات – 3 مهندسين في المكتب الفني واحد من كل اختصاص (عمارة- مدني- كهرباء) لكافة الاعمال الهندسية من دراسة واشراف وترميم ومتابعة.

مضيفة: بطبيعة الحال تساؤلات لا تعد ولا تحصى حول من قام بتحديد الفائض في الشعبة وما هي الأسس التي اعتمد عليها و ماهي مصلحة العمل التي تم النقل باسمها والسرية والتكتم البالغ حول الأمر حتى تاريخ صدور قرار النقل والحرص البالغ للإدارة بكل اطيافها على الصمت المطبق بعد صدوره، وعدم عقد اي اجتماع للتوضيح؛ مع تسريبات جانبية بتنصلها الكامل من الموضوع، وانه لم يتم استشارتها بخصوصه وجدوى إدارة تسرب قرار نقل مهندسيها دون استشارتها هي إن كان ذلك صحيحاً كما يدّعون .

الكثير من الأسئلة وإشارات الاستفهام حول هذا النقل الجائر و غير المبرر، والذي إن دلّ على شيء فإنه يدل على وجود مشكلة حقيقية وتفريغ لمديريات الأوقاف من خبراتها وكفاءتها!
المهندسون يعتقدون إن ثمة قرار بمحاربة المهندسين والكفاءات لصالح “المشايخ” و”التبّع” و”الأزلام” .. فهل سيبني البلد مشايخ أم مهندسين.. ؟!

 


هاشتاغ سورية 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...