نصف مليون طن نسبة عجز البنزين بعد ثلاثة أعوام

02-12-2007

نصف مليون طن نسبة عجز البنزين بعد ثلاثة أعوام

استهلكت سورية 3،1مليون طن بنزين عام 2006 وكامل الكمية لوسائل النقل العاملة على البنزين، حسب الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية (محروقات).

فيما كان الاستهلاك عام 2000يتجاوز المليون طن، ووجدت الحكومة البنزين مناسباً لترفع أسعاره (20%) وتبدأ به أولى خطوات رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وفق ما تمّت صياغته في الخطة الخمسية العاشرة التي تنصّ على تحرير تدريجي لأسعاره. ويحضر البنزين كثقب إضافي في ثقوب مالية الدولة بعد عبء المازوت، وعجزت التصريحات الوصائية القديمة (منذ نهايات الألفية الماضية) عن زيادة طاقة تكرير النفط محليا بغية الحصول على المزيد من المشتقات، وتكفّل ذلك بأنّ يصبح البنزين عبئاً لا يستهان به على الاقتصاد الوطني حيث سيصل العجز في تلبية الطلب عليه إلى حدود نصف مليون طن عام 2010، وفق محضر اجتماع برئاسة السيّد رئيس مجلس الوزراء وحضور عشرة وزراء ومعنيين آخرين تمّ بتاريخ 16/7/2006 ويكشف لنا المحضر المذكور أنّ (الأولوية في قطاع النفط تغطية حاجة السوق المحلية.. وإنتاج المشتقات النفطية وفقاً للمواصفات العالمية)، ولكن ما توضّح أنّ الأولوية هي رفع أسعاره قبل كلّ شيء؟! ويعتبر البنزين السوري بنسبة كبريته المرتفعة مقارنة بالمواصفات العالمية مسؤولاً مساهماً مهماً في تلوّث هواء المدن السورية، حسب الهيئة العامة لشؤون البيئة، وكان صاحب «عبء بيئي كبير جداً جداً» بخطورته على الصحة قبل إنتاجه خالياً من الرصاص، فبقي بعد (خلوّه من الرصاص) بمواصفات أدنى بكثير من المواصفات العالمية..؟! ‏

أعدت الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية (محروقات) مذكرة جوابية لتشرين حول شؤون عديدة تخصّ المحروقات السورية، وممّا جاء بخصوص البنزين أنّه وفق المواصفة القياسية السورية، وهو خال من الرصاص منذ 1998، وبالتالي بات أقل ضرراً بالبيئة، وحسب المهندس عبدالله خطّاب، مدير عام محروقات، فإنّ إنتاج الوقود بالمواصفات العالمية مرتبط بإنجاز المصافي الجديدة وتطوير المصافي الحالية.. ‏

وحسب دراسة صادرة عن منظمة (أوابك ـ الأقطار العربية المصدرة للبترول) حول صناعة تكرير النفط، فإنّ مواصفات البنزين وفق المواصفة الأميركية لعام2005 هي (الرصاص صفر، والكبريت 30جزءاً في المليون، البنزول 0.8% حجماً، والعطريات 22% حجماً)، بينما مواصفات البنزين وفق المواصفة الأوروبية لعام 2005 (الرصاص صفر، والكبريت 50 جزءاً في المليون، البنزول 1% حجماً، والعطريات 35% حجماً).. بالمقابل سيبقى تحسين البنزين السوري مرهوناً بإنشاء المصافي الجديدة؟! وحتّى ذلك «الحين» فالبنزين السوري بنسبة كبريت 0.15% وزناً وهي أضعاف نسبة الكبريت في البنزين الأميركي والأوروبي، ولا تتوفر في مواصفته تفصيلات (للبنزول والعطريات)..؟! ‏

الهيئة العامة لشؤون البيئة، وفي مذكرة جوابية أعدتها لتشرين حول شؤون بيئية ورد بينها ما يتعلق بالبنزين بأنّه تمّ سابقاً تحسين مواصفات البنزين، وأصبح بنزين مصفاة بانياس خالياً من الرصاص، بينما تنتج مصفاة حمص بنزيناً خالياً من الرصاص بنسبة 92% من إجمالي إنتاج البنزين فيه. وبهذا نجد مفاجأة تكشفها لنا الهيئة العامة لشؤون البيئة بوجود بنزين غير خال من الرصاص تنتجه مصفاة حمص.. ‏ نشير إلى الاستراتيجية وخطة العمل البيئية، التي تعتمدها وزارة الإدارة المحلية والبيئة، والتي ورد فيها أحد المقترحات منذ 2003 ونصّه (استكمال الانتقال إلى توزيع البنزين الخالي من الرصاص)..؟! ‏

كما تعد الهيئة العامة لشؤون البيئة أن أحد المصادر الرئيسة لتلوّث الهواء في المدن السورية هو (نوعية الوقود المتدنية التي تلعب دوراً هاماً في زيادة الغازات الملوّثة وبخاصة ثاني أكسيد الكبريت).. وهنا بالإشارة إلى الكبريت المرتفع في البنزين السوري تجب ملاحظة تأثيراته نتيجة أنّ معظم السيّارات في سورية عاملة على البنزين، ففي دمشق وحدها توجد 265ألف سيارة تعمل على البنزين حكومية وغير حكومية مسجلة لدى مديرية النقل.. د.محمّد العودات، الباحث البيئي من هيئة الطّاقة الذرية، اعتبر أنّ مواصفات البنزين السوري لها دورها في تلوّث الهواء، أمّا بخصوص مشكلة الرصاص فأوضحت القياسات أن تراكيز الرصاص في مدينة دمشق (قبل وقف إضافة الرصاص إلى الوقود) وفي مدينة حلب كانت أعلى من الحدود المسموح بها وبخاصة في المناطق الصناعية كالإحدى عشرية في دمشق (نحو 3 ميكروغرامات/م3) ومنطقة الشيخ سعيد في حلب (نحو 6 ميكروغرامات/م3)، ولكن انخفض تركيز الرصاص بشكل ملحوظ بعد وقف إضافته إلى البنزين في مدينة دمشق، وأصبح مماثلاً أو دون الحدود المسموح بها من قبل منظمة الصحة العالمية (0.5ميكروغرام/م3)، علماً أنّ القسم الأكثر من الرصاص الموجود في الهواء يمكن أن يصل إلى الأسناخ الرئوية ويمتص في الرئتين ويصل إلى الدم. ‏

أخيراً نشير إلى رقم الأوكتان في المواصفة السورية للبنزين التي حددته بـ(90) بينما الأوكتان في المواصفات العالمية (98)، وهذا مايجعل محركات السيارات أقل كفاءة باستخدام البنزين السوري، لذلك تنتشر بنسبة ما ظاهرة بيع بعض محسّنات البنزين في محطّات الوقود لزيادة كفاءة المحركات.؟! ‏

ويبقى لسان حال المستهلك السوري: يقول التى نحصل على بنزين بمواصفات عالمية؟! ‏

ظافر أحمد

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...