نصرالله للأوروبيين: تراجعوا عن خطئكم.. فلن تحقّقوا أهدافكم

25-07-2013

نصرالله للأوروبيين: تراجعوا عن خطئكم.. فلن تحقّقوا أهدافكم

كان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله قد حضّر كلمة خاصة يلقيها خلال حفل الإفطار السنوي المركزي لـ«اللجنة النسائية لهيئة دعم المقاومة الإسلامية في لبنان»، ولكن «المفاجأة الأوروبية المنتظرة»، قلبت الأمور رأساً على عقب. والأمور هنا تعني خطاب نصر الله، وليس أي شيء آخر، إذ أنه أكد أن القرار الأوروبي «التافه» بإدراج «ما أسموه» الجناح العسكري لـ«حزب الله» على لائحة الإرهاب، لا يستطيع أن يحقّق أياً من أهدافه.
وأشار إلى أنه «(قرار الاتحاد الأوروبي) هدفه إخضاعنا وفرض التراجع والقلق والخوف علينا، وأنا أقول لن تحصلوا منه إلا على الفشل والخيبة».نصرالله: أقترح أن يكون وزراؤنا في الحكومة من الجناح العسكري للحزب (مصطفى جمال الدين)
وأضاف نصر الله: «من يتصوّر أن المقاومة التي واجهت في مثل هذه الايام أقوى جيش في المنطقة على مدى 33 يوماً، يمكن أن يخضعها قرار تافه فهو واهم أو جاهل»، مؤكداً أن «هذا القرار لا يستطيع أن يحقّق أياً من أهدافه، ونحن ندعوهم إلى العودة عن هذا الخطأ لأنه لن يؤدي إلى نتيجة».
وجدّد موقف الحزب من هذا القرار والذي كان قد أطلقه في 25 أيار الماضي، فقال: «بلّوا (القرار) وشربوا ميّتو».
وإلى الداخل، وجّه نصر الله رسالته، فقال: «استمعنا خلال الايام الماضية لتحليلات ومواقف وبيانات من الفريق الآخر، وأنا قد أطلقت خلال نهاية الأسبوع الماضي الدعوة إلى التهدئة، وبالتالي لن أدخل في سجال ولن أعقّب على مضمون هذا الكلام وخلفياته ونتائجه». وأضاف: «أريد أن أقول لهذه الجهات لن تستطيعوا توظيف هذا القرار في الحسابات الداخلية، ومن يفكّر أن القرار سيحاصرنا فإنه يحمّله أكثر مما يحتمل».
ونبّه إلى أنهم يقولون، إن هذا القرار يؤكد أن لا إمكانية لتشكيل الحكومة بمشاركة حزب الله، فيما الأوروبيون يعتبرون أن لا مشكلة في مشاركة الحزب في الحكومة، هؤلاء يحاولون أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك».
وقال: «ما قبل القرار الأوروبي مثل ما بعده، فأحجام القوى لن تتغيّر وكذلك تركيبة البلد، وبالتالي لن يتغيّر شيء»، مشدداً على أن «الحكومة لن تتشكّل من دون حزب الله، ليس لأننا مستميتين على هذه المشاركة، وإنما لأسباب لا وقت لشرحها».
وأضاف: «لا تراهنوا على توظيف هذا القرار في المعادلة الداخلية، فلن يفيدكم شيئا، وسيكون خطأ واشتباهاً تضيفونه إلى أخطائكم واشتباهاتكم، فحسابات البلد مختلفة»، مجدداً الدعوة إلى «التحاور والبحث عن حلّ لتشكيل حكومة سياسية قادرة، بالحدّ الأدنى، على حماية لبنان والنهوض به والمحافظة عليه في قلب العواصف على الأقل، التي تتحرّك من حولنا وفي أكثر من دولة، فلا تضيعوا وقتكم في محاولة استفزاز وعزل الآخر».
وقال نصر الله ممازحاً: «أنا أقترح أن يكون وزراؤنا في الحكومة من الجناح العسكري للحزب».
ورأى أن «قيمة هذا القرار معنوية وسياسية ونفسية، في إطار الاستهداف السياسي، والمقصود منه المقاومة، وترجمته أن المقاومة منظمة إرهابية»، مشيراً إلى أنه «عندما يكون في البلد مجاهدون واجهوا الاحتلال الإسرائيلي وقاتلوه بصدق وتحمّلوا التبعات وما زالوا يحملون السلاح ضد كلّ غاز ومعتد ويحتضنهم شعبهم، فإنهم يعتبرون هذا القرار إساءة للمقاومة ولشعبهم الذي يحتضنهم، ولحكوماتهم، وليس فقط لهم».
وشدّد على أن «هذه الإساءة لن تنال من معنوياتنا»، مؤكداً أن «الدول الأوروبية أساءت لنفسها ولمصالحها ولسيادتها عندما خضعت لإرادة الإسرائيليين والأميركيين، أكثر مما أساءت إلى المقاومة».
وأشار نصر الله إلى أنه «يجب أن تعلم هذه الدول عبر سفرائها، أنها بقرارها تعطي غطاء قانونياً لأي اعتداء إسرائيلي على لبنان، لأن إسرائيل تستطيع أن تقول إنها تقصف مواقع إرهابية. وهذه الدول تجعل من نفسها شريكاً كاملاً في أي عدوان على لبنان، أو المقاومة، أو أي هدف من المقاومة، لأنها قدّمت غطاء مجانياً لإسرائيل، وإن كانت إسرائيل غير محتاجة إلى هكذا غطاء».
وأكد نصر الله أن «هذا القرار لا يعتبر أنه محاصرة للحزب مالياً أو اقتصادياً، فنحن لا نقضي العطل إلا في لبنان، وإن أردتم أن تمنعوا التأشيرات عن عناصر حزب الله التي قد تذهب إلى بعض المؤتمرات، فالتأشيرات مباركة عليكم»، مشدداً على أن «حزب الله» لا يضع أمواله في أي مصرف في العالم، وحتى في لبنان لم يعد بإمكاننا أن نضعها في المصارف اللبنانية لأنها تخاف من الأميركيين».
ولفت نصر الله الانتباه إلى أن تأثير القرار على لبنان كدولة واقتصاد، في ظلّ تأكيد السفراء الأوروبيين خلال اليومين الماضيين أن الدعم المالي للبنان سيستمرّ، بحاجة إلى التأمل والدراسة والاستكشاف، وهذه مسؤولية الجميع لرؤية الموقف والإجراء الذي يجب اتخاذه».
وأضاف: «لا نقول أن هناك شيئاً سيحصل أو نقوم بتهبيط حيطان، كما يفعل بعض أحبابنا في 14 آذار الذين يقومون بتهبيط الحيطان بالقول إن البلد تخرب بسبب حزب الله».
وأكّد «أننا لم نفاجأ من هذا القرار، بل كنا نتوقعه منذ وقت طويل، بل تفاجأنا لأنه تأخر».
وتحدّث نصرالله عن التهليل الإسرائيلي لهذا القرار، وإن تدخّلهم لا يحتاج إلى معلومات أو تحليلات، فهم تحدثوا بوضوح وقالوا إن هذا القرار هو نتيجة الجهود «الديبلوماسية» (مزدوجين على كلمة ديبلوماسية)، إذ أنهم يسمّون إهانة وتعنيف نتياهو للإتحاد الأوروبي بالجهود الديبلوماسية».
ونصح بعض الجهات اللبنانية أن «تخبّئ فرحها بالقرار الأوروبي، كي لا يكونوا هم ونتنياهو في الخانة نفسها».
وأشار إلى أن الإسرائيليين كانوا يريدون أن يكون «حزب الله» على لائحة الإرهاب، «أما ما يسمونه الجناح العسكري للحزب فهو بدعة إنكليزية يتقنها هؤلاء».
ولفت الانتباه إلى أن الإسرائيليين بذلوا جهوداً كبيرة وضغوطاً جمّة على دول الاتحاد، فيما يقف الأميركيون خلف هذا القرار، وفيما بعد تحمّست بعض الدول الأوروبية لهذا القرار، في الوقت الذي دخل به بعض العرب على الخط».
واعتبر أن «أوروبا خضعت ولم تقتنع، وهذا أسوأ لأن 28 دولة أوروبية خضعت».
وقال: «لم أشعر أن هذا القرار سيادي أوروبي ولكن تمّ إملاؤه، وبين هذه الدول من سار على قناعة الإنكليز، كما أن هذا القرار لا ينسجم مع ما تتحدّث به أوروبا من قيم ومبادئ».
وأكد أن «المسار التاريخي المعاصر يدلّ أن الموقف الأوروبي لا يخضع للمبادئ»، وسأل الأوروبيون: «لماذا لا تصنفون إسرائيل، أو جناحها العسكري أي جيشها، على لائحة الإرهاب، وأنتم في المقابل تعترفون أنها تحتّل أراضٍ عربية، وقد حضّرتم مسودة مشروع بشأن المشاريع الاستيطانية للاحتلال في الضفة وغيرها، وأنتم تعترفون أن إسرائيل لا تنفذ القرارات الدولية، والعالم كله شاهد عبر شاشات التلفزة مجازر الإسرائيليين في لبنان وفلسطين المحتلة؟».
واستنتج نصر الله «أن هناك من يزجّ الدول الأوروبية لخدمة مصالحه هو وليس خدمة لمصالح الأوروبيين، والذي يستخدمهم هو الإسرائيلي».
كما شكر نصر الله كلّ الرؤساء والقيادات السياسية والدينية والجهات والأحزاب والأفراد الذين رفضوا ودانوا قرار الاتحاد الأوروبي، «وهم كانوا كثراً في لبنان».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...