نسخة مشبوهة من «أولاد حارتنا»

05-04-2006

نسخة مشبوهة من «أولاد حارتنا»

على مرأى ومسمع من المسؤولين في اتحادي الناشرين المصريين والعرب والرقابة على المصنفات الفنية بالقاهرة، تعرض حاليا رواية «أولاد حارتنا» لصاحب جائزة نوبل على الارصفة لدى بائعي الجرائد في وسط العاصمة المصرية وبسعر زهيد لا يتجاوز العشرين جنيها.
النسخة المعروضة من إصدارات دار الآداب اللبنانية وعليها إشارة تؤكد أنها طبعة عام 1984، وهذه الطبعة تقوم بتوزيعها أيضا في القاهرة مكتبة روزاليوسف ومؤسسة توزيع الأخبار التي قام الدكتور حسام لطفي محامي دار الشروق صاحبة حق طباعة الرواية مع باقي أعمال محفوظ بمخاطبتها لمعرفة مصدر الرواية، وما إذا كانت دار الآداب مازالت تطبعها خلافا لرغبة محفوظ الذي أرسل للدار خطابا يطالبها بعدم الاستمرار في طباعة الرواية.
أحمد الزيادي مسؤول النشر بدار الشروق قال لـ«الشرق الأوسط» إن الطبعة الموجودة من رواية «أولاد حارتنا»، التي تعود إلى عام 1984 ربما لا تكون خاصة بدار الآداب وربما تكون طبعة قام بها أحد قراصنة التزوير في القاهرة. وذكر الزيادي أنه شخصيا قام بشراء نسخة من الرواية في معرض القاهرة للكتاب هذا العام من إحدى المؤسسات الصحافية الكبرى، ولديه فاتورة تثبت ذلك وقد ارسلنا إلى هذه المؤسسة طلبا منها إفادتنا عن مصدر الرواية، ونحن حاليا نحاول معرفة مصدر الطبعة التي تنتشر حاليا على الأرصفة ولدى بعض دور النشر المصرية.
وأضاف الزيادي أن نجيب محفوظ سحب من دار الآداب حق طباعة الرواية بعدما ارسل لها خطابا يشبه الخطاب الذي أرسله إلى آل السحار المسؤولين عن مطبوعات مكتبة مصر، الناشر التاريخي لمحفوظ. واشار الزيادي إلى أن طبعة رواية «أولاد حارتنا» التي قدمتها دار الآداب اللبنانية ليست دقيقة وهي ليست كاملة وقد حصلت دار الشروق على النص الأصلي للرواية الذي نشره محفوظ في جريدة «الأهرام» كاملا أيام كان رئيس تحريرها الكاتب محمد حسنين هيكل حتى «يكون إصدارها من دار الشروق مع باقي أعمال محفوظ لائقا به وبنا، وسوف تصدر الرواية قريبا مع مجموعة أعماله في ثوب جديد مختلف عن الإصدارات التي سبقت سواء من مكتبة مصر أو من الدور الأخرى في خارج مصر وسوف تصدر «أولاد حارتنا» بمقدمة للدكتور أحمد كمال أبوالمجد حسب رغبة نجيب محفوظ نفسه».
أما عن الإجراءات التي اتخذتها دار الشروق من أجل وقف توزيع الرواية في القاهرة، فقال الزيادي: كلفنا محامينا الدكتور حسام لطفي لاتخاذ اللازم لدى شرطة المصنفات ولدى اتحادي الناشرين المصريين والعرب لمعرفة مصدر الرواية لمقاضاته ومصادرة ما لديه من نسخ مقرصنة. وسألت «الشرق الأوسط» بائعي الجرائد في وسط القاهرة الذين يبيعون الرواية فأنكروا معرفتهم بمصدرها، مشيرين إلى أن ما يعرفونه أن الرواية طبعة دار الآداب وأن من طلب منهم توزيعها أشار لهم بذلك. أما الحاج محمد مدبولي صاحب مكتبة مدبولي الشهيرة فذكر أن دار الآداب لا وكيل لها في القاهرة، ومن المرجح أن النسخ الموجودة من الرواية ربما تكون من طبعة مقرصنة.
ومن جهتها أوضح المسؤول في الرقابة على المصنفات الفنية انهم غير معنيين بالكتب والطبعات المقرصنة منها، وأن دورهم ينحصر في المصنفات المسموعة والمرئية.
أما عن دور اتحاد الكتاب المصريين في القضية، فقد اشار الدكتور يسري العزب مسؤول اللجنة القانونية في الاتحاد إلى انهم قاموا برفع قضية ضد دار الهلال التي أعلنت عن طبع الرواية وضد مكتبة مصر الناشر التاريخي لنجيب محفوظ تضامنا معه.
وتابع العزب: لكننا لا نعرف شيئا عن طبعة «أولاد حارتنا» المقرصنة، وسوف نتحرى الأمر من أجل حماية حق الأديب الكبير في مصر وخارجها.
وذكر الدكتور حسام لطفي محامي دار الشروق أنه ابلغ شرطة المصنفات الفنية للقيام باللازم وحماية حق الدار في طبع روايات نجيب محفوظ، وقد حررت الدار محضرا بالواقعة، مؤكدا أن جهودهم مازالت مستمرة لضبط المسؤولين عن الطبعة المقرصنة. واشار لطفي إلى أنه ارسل إلى ورثة الأديب سهيل إدريس في دار الآداب خطابا يطالبهم بوقف طباعة «أولاد حارتنا» لكن أحدا لم يرد

 


الشرق الأوسط - حمدي عابدين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...