نتنيـاهـو يعيـن رئيسـاً جـديـداً للمـوسـاد

30-11-2010

نتنيـاهـو يعيـن رئيسـاً جـديـداً للمـوسـاد

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو تعيين تامير فردو رئيسا جديدا للموساد خلفا للجنرال مئير داغان الذي ينهي مهام منصبه بعد شهر من اليوم. ويشكل هذا التعيين نوعا من المفاجأة لكثيرين اعتقدوا بأن المنصب سيكون، كالعادة، من نصيب قائد يأتي للموساد من خارجه. ولكن نتنياهو فاجأ هؤلاء وجلب إليهم رجلا من داخل الموساد سبق أن تولى مرتين منصب نائب الرئيس في عهد داغان نفسه.
وكان الاعتقاد الشائع أن المنصب سوف يؤول إلى واحد من قائدي الاستخبارات المشهورين: الجنرال عاموس يادلين، الذي أنهى عمله رئيسا لشعبة الاستخبارات العسكرية، ويوفال ديسكين الذي ينهي قريبا رئاسته لجهاز الشاباك.
وبرغم ما أشيع عن خلاف بين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك حول تعيين فردو بسبب تورط الأخير في فضيحة «وثيقة غالانت»، فإن التعيين تقرر. واتصل باراك بفردو مهنئا، وقال «إنني أعرف تامير منذ عشرات السنين، من عمليات مشتركة شاركنا فيها». وشدد باراك على أن فردو «رجل محترف وصاحب خبرة عملية غنية جدا، وعقل نزيه ومسؤول، يستحق ويناسب جدا رئاسة الموساد».
كما أن القرار اتخذ رغم تشكيك البعض في دوافع نتنياهو حيث أن فردو عمل ضابط اتصال في وحدة «سييرت متكال» التي قادها شقيق نتنياهو الذي قتل في عملية عنتيبي. وأصدر ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية بيانا أثنى فيه نتنياهو على فردو، وقد جاء فيه: «أنا واثق أنه الشخص الأنسب لقيادة الجهاز في السنوات القريبة في ضوء التحديات المعقدة التي تنتظر إسرائيل». وأثنى نتنياهو أيضا على رئيس الموساد المنتهية ولايته، داغان، مؤكدا أنه سيواصل خدمة إسرائيل في مجالات أخرى.
وسبق لفردو أن تولى مناصب مختلفة في الموساد تراوحت بين العميل البسيط إلى نائب رئيس الجهاز.
وكان فردو انتقل من الجيش إلى الموساد لأداء أدوار في المجال التقني. وبعد ذلك نال التقدير وتم إرساله في الكثير من المهمات وبعدها تولى قيادة وحدات كبيرة في الجهاز دفع البعض للاعتقاد بأنه سوف يصل في نهاية المطاف إلى أعلى سلم القيادة. وفي العام 2005 وبعدما كان رئيس شعبة في الموساد، تمت إعارته لهيئة الأركان العامة بصفة مستشار في شؤون العمليات. وهنا عادت علاقته وتعمقت مع قائدي شعبة العمليات والجبهة الشمالية على وجه الخصوص.
وقام فردو في حرب تموز العام 2006 بدور المنسق بين الموساد وهيئة الأركان العامة في الجيش، ما وضع أساسا لعمليات مشتركة. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن فردو تميز في تلك العمليات التي لم ينشر شيء عن معظمها بالإبداع والجرأة.
وأعيد فردو إلى الموساد وتم تعيينه نائبا للرئيس بعد خلاف في العام 2007 بين داغان ونائبه. واعتبر فردو نفسه وريثا طبيعيا لداغان عند انتهاء ولايته، ولكنه سرعان ما فهم أن داغان سيبقى طويلا في منصبه، فقرر الخروج من الموساد والذهاب للعمل الخاص. وفعلا مددت الحكومة الإسرائيلية ولاية داغان مرتين، وكادت تمدد للمرة الثالثة لولا عواقب عملية اغتيال القيادي في حركة حماس الشهيد محمود المبحوح في دبي مطلع العام الحالي.
يشار إلى أن فردو تولى رئاسة لجنة التحقيق الداخلية في فشل محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية العام 1998. وقد عرض نتائج التحقيق في حينه على رئيس الحكومة آنذاك، بنيامين نتنياهو الذي كان من صادق على تنفيذ العملية.
وكتب المعلق العسكري في موقع «يديعوت احرونوت» رون بن يشاي أن قرار نتنياهو بتعيين فردو رئيسا للموساد نبع من ثلاثة اعتبارات مركزية: أهمها أن فردو يعرف عميقا الميدان العملياتي الذي يجمع بين التكنولوجيا والعنصر البشري وهو «ميدان الصيد» الأساسي حاليا للموساد في مواجهة الإرهاب والخطر النووي الإيراني. والاعتبار الثاني المعرفة الشخصية بين الرجلين وقدرتهما على العمل المشترك. والثالث التوصيات من جانب قادة الموساد الحاليين والسابقين والخشية من أن تعيين قائد للموساد من خارج الجهاز سيزيد الإحباط في داخله.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...