منتدى الصراعات: واشنطـن تقود حملة إعلامية تاركة للميليشيــات المسلحــة الجـانب القـذر من المهمة

20-07-2012

منتدى الصراعات: واشنطـن تقود حملة إعلامية تاركة للميليشيــات المسلحــة الجـانب القـذر من المهمة

أكدت منسقة المشاريع في منتدى الصراعات في بيروت (ايسلينغ بايرن) أن سورية تتعرض لحرب تشنها القوى الغربية والخليجية وتشكل وسائل الإعلام أداتها الرئيسية،  حيث تتعمد نشر صورة سلبية عن الحكومة السورية، تعتمد على البث المتواصل والمكثف للبروباغندا والمبالغات والاتهامات التي يطلقها أعداء سورية وخصومها دون الاستناد إلى أدلة أو براهين وتهدف إلى استثارة عطف الرأي العام العالمي على ضحايا مفترضين لعمليات قمع مزعومة تؤدى بالنتيجة إلى دعوة لتغيير الوضع القائم فيها.
وأوضحت بايرن في مقال لها نشرته صحيفة (آسيا تايمز أون لاين) أن الولايات المتحدة لعبت ولا تزال الدور الرئيسي في قيادة هذه الحملة الشرسة والواسعة على نحو خفي تاركة الواجهة لوسائل الإعلام للتأثير على الرأي العام وللدول الخليجية، مسألة تقديم الدعم المالي والعسكري على نحو صريح للمجموعات المسلحة التي تنفذ في الحقيقة مشروع الولايات المتحدة في سورية، وتقوم بالعمل القذر نيابة عنها، ما يسمح لها بالادعاء بنظافة يديها أمام العالم.
وأشارت بايرن إلى أن الرواية التي بثتها وسائل الإعلام الغربية الرئيسية حول سورية تبدو وكأنها تمتلك إثباتاتها ذاتيا من خلال المشاهد التي تعرضها قنوات التلفزة ولكنها في الحقيقة رواية تم تنسيقها وترويجها لإخفاء هدفها الحقيقي وهو إسقاط سورية دولة وشعباً، لافتة إلى أن ما نراه الآن هو منصة جديدة لحرب المعلومات، شيدت على نحو متعمد لبث سردية مبسطة عن صراع من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية وعلى نحو يهدف لإقصاء أي إشارة إلى الدوافع الجيوسياسية وراء هذه العملية.
وقالت: إن هذه الرواية كما تقدمها قناة مثل الـ(سي إن إن) وعبر أغلبية كبيرة من التقارير على الأرض تشير إلى أن القوات السورية تقتل المواطنين في محاولة لسحق المدنيين الذين يتظاهرون في الشوارع، وهي رواية مصممة بدقة لاستثارة رد عاطفي من الرأي العام الغربي يتجاوز كل الاعتبارات الأخرى ويسفر عن دعوة إلى تدخل غربي خليجي في سورية ولكنها رواية تستند إلى التضليل والتلاعب وأشرطة الفيديو والأكاذيب.
وأضافت بايرن: إنه في الأشهر الأولى كانت الرواية الغربية تتحدث عن متظاهرين عزل تقوم القوات السورية بإطلاق الرصاص عليهم ثم برزت المجموعات المسلحة ولم يعد بالإمكان انكار وجودها فتم الالتفاف على الموضوع وإيجاد تبريرات لذلك كما فعلت وزيرة الخارجية الأمريكية /هيلاري كلينتون/ عندما قالت: انه تم استفزازهم ودفعهم لحمل السلاح لحماية المتظاهرين المسالمين.
ولفتت بايرن الى ان أحد ادق التوصيفات للأزمة التي تشهدها سورية حاليا والتي تثبت التورط الأمريكي جاء من خلال تقييم لمعهد بروكنغز التابع للمحافظين الجدد والذي جاء في تقرير له في شهر آذار الماضي بأن أحد الخيارات التي يمكن للولايات المتحدة القيام بها في سورية هي ما وصفه بالحرب النظيفة وترك العمل القذر على الأرض لما يسمى الجيش الحر وهي بذلك  تستطيع تفادي الالتزامات الواجبة عليها لبناء الدولة في حال قيامها بعمل عسكري على غرار العراق وهذا ما تحدث عنه الرئيس الإسرائيلي /شمعون بيريز/ بقوله:  دعوا العرب يفعلونها وقوله: للعرب /قوموا بها بأنفسكم والأمم المتحدة ستدعمكم.
وشددت بايرن على انه وفي الوقت الذي تقوم فيه عدة حكومات أوروبية بالمساعدة في توثيق ما تصفه بالجرائم التي ارتكبتها القوات السورية فإن تلك الحكومات رفضت إجراء تحقيقات في عمليات قتل المدنيين التي قامت بها هي نفسها أثناء هجمات الناتو في ليبيا مبتكرة ما يمكن أن يسمى تحديدها الخاص للموت المثبت وعلى نحو يجعل من الموت الذي يقوم الناتو بالتحقيق فيه وتأكيده هو وحده الموت المثبت وهكذا يكون بوسع الحلف مثلاً الخروج باستنتاجات على غرار ليس لدينا تقارير مثبتة عن ضحايا مدنيين.
ولفتت بايرن إلى استخدام القصص المأساوية لاجتذاب عطف الرأي العام كما فعلت الصحفية الأمريكية ماري كولفن في آخر تقرير لها قبل مقتلها في حمص حين كانت مع المسلحين في بابا عمرو وتحدثت فيه عن موت بطيء لرضيع ولكن مع تجاهل تام لكل المآسي التي  يرتكبها المسلحون والتي نادراً ما تصل إلى وسائل الإعلام الغربي، مشيرة إلى ذلك بالقول: أنت لن تقرأ في الصحافة الغربية عن التدفق المتزايد للجهاديين الأجانب في سورية للقتال ولن تقرأ في وسائل الإعلام هذه عن أن بعض الشيوخ السلفيين السعوديين المتطرفين يديرون شبكات عسكرية خاصة بهم في سورية، ولن تقرأ عن ازدياد الدعم الشعبي للرئيس بشار الأسد خلال الـ 14 شهراً الماضية، كما انك لن تقرأ تعليقات مثل تلك التي أطلقها البطريرك الماروني اللبناني مار بشارة بطرس الراعي الذي قال: إن سورية مثل بقية الدول الأخرى بحاجة للإصلاح الذي يطالب به الناس ولكنها أقرب دولة للديمقراطية بين الدول العربية.
وتابعت بايرن: كذلك لن تقرأ كيف استخدم المسلحون مهمة المراقبين العرب ووقف إطلاق النار لتعزيز قواهم وجلب إمدادات من لبنان لأنهم كانوا مدركين بأن قدرة الحكومة السورية على إعاقتهم في حينها كانت محدودة وكيف استخدموا مهمة عنان للإعداد لهجمات أكبر؟.
واعتبرت بايرن ان ما نشهده الآن هو جيل جديد من الحروب.. حروب معلومات يتم فيها استخدام البروباغندا لخلق وعي جماعي يقود إلى دعم شعبي كبير لتغيير الأنظمة وتشكل فيه منظمات حقوق الإنسان مكوناً رئيسياً من خلال توفير الغطاء لهذا الهدف، وهكذا فان وقوف منظمات مثل امنستي انترناشيونال وهيومان رايتس ووتش إلى جانب احد الأطراف تم استخدامه سواء كانت تلك المنظمات راغبة أم غير راغبة كجزء من هذه الحرب ضد سورية.

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...