ملتقى الدراما السورية الأول يتابع أعماله بجلسة حول الرقابات العربية

08-12-2009

ملتقى الدراما السورية الأول يتابع أعماله بجلسة حول الرقابات العربية

تناولت الجلسة الثالثة لملتقى الدراما السورية الأول التي عقدت في فندق الديديمان بدمشق تحت عنوان الرقابات العربية وتعدد المقاييس واقع الدراما في ظل قوانين الرقابة وموضوعاتها إضافة إلى التجارب العربية المشتركة في مجال الإنتاج الدرامي.

وأوضح كاتب السيناريو نجيب نصير الذي افتتح الجلسة بمداخلة تحمل عنوان حدود المسموح الرقابة ومستقبل التلفزة أهمية الدراما التلفزيونية كمنبر إبداعي يقدم الرواية البصرية بوصفها نوع حديث من أنواع التعبير الإبداعي مؤكدا أن الرقابة دخيلة ومعيقة للذهنية المنتجة للتلفزة والدراما التلفزيونية معا نتيجة عدم انتمائها إلى روح المغامرة الإبداعية الصانعة للحداثة ومنتجاتها.

وعرف نصير الرقابة بقوة مصادرة أو حجب لا يضبطها نص أو مبادئ واضحة محددة مسبقا ما يجعل معاييرها مطاطة لا يمكن الإمساك بها كحالة قانونية فضلا عن تحولها وفقا لتغير الظروف الاجتماعية والثقافية والسياسية وتوسع موضوعاتها لتشمل الأخلاق الاجتماعية والتصرفات الشخصية وغيرها.

وأشار نصير إلى أن الرقابة ليست آلة عمياء بالمطلق وليست آلة إبداع بالمطلق لافتا إلى أنها تكتسب مشروعيتها من مصدرها القانوني الحقوقي المتعلق ببعض الحالات كالمساس بالحياة الشخصية للأفراد أو الدعوة إلى التمييز العنصري أو العرقي أو الطائفي وغيرها بينما تبدو غير مشروعة عندما تكون ذريعتها المساس بالحياء العام الذي يحتمل التأويل الشديد.

وفيما يتعلق بوضع الدراما السورية لفت نصير إلى أنها اليوم مهددة بالزوال نتيجة ضيق المساحة المتاحة والقابلة للتسويق والتمويل وحمل الدراما على تبني رسائل الآخر بأدوات وشيفرات محلية فضلا عن الدعوة إلى تعديل الثقافة الاجتماعية إلى ثقافة تناسب المنتج والعارض.

كما تطرق نصير إلى نوع آخر من الرقابة يمارس سلطاته الحقيقية على صناعة الدراما يتجلى بمظهرين الأول خوف صناع الدراما مسبقا من الخطوط الحمراء تقاليد أعراف حب جنس خيانات زوجية وغيرها والثاني ظهور هذه الرقابة على صورة احتجاجية من قبل الناس العاديين.

وأخيرا اقترح نصير أن تعلن الرقابة محظوراتها أمام صناع الدراما والمشاهدين ليتم تحديد شروط الصنع والمشاهدة مؤكدا أن الرقابة الرسمية الملتزمة بدورها المحدد والمعلن هي الضامن الأهم من الناحية الفنية والإبداعية للحصول على أعمال درامية هامة قادرة على جلب المشاهد إضافة إلى أهمية اللعب الذكي على الرقابة أثناء الكتابة أو أثناء التنفيذ الصوري للسيناريو الذي يحتاج إلى صناع دراما من بنية ثقافية خاصة ومتينة.

ومن جهته أشار المخرج السينمائي عبد الله المحيسن من السعودية في مداخلته التي حملت عنوان التعاون العربي المشترك في مجال الإنتاج الدرامي إلى محدودية التعاون الفني وتجارب الإنتاج الدرامي المشترك عبر حدود العالم العربي الذي ظل فترة طويلة مرتبطا بالإمكانات الفنية والمالية المتاحة في كل دولة.

وأوضح المحيسن أن الدراما العربية تعيش الآن أسوأ ظروفها للعديد من الأسباب أهمها ضعف التمويل وفوضى قنوات التوزيع وارتفاع ذائقة المتلقين وأخيرا غزارة ووفرة الإنتاج الدرامي غير العربي.

كما دعا المحيسن إلى ضرورة دخول الدراما العربية مرحلة جديدة من التعاون بعيدا عن الأطر البيروقراطية الحكومية إضافة إلى تأسيس كيان مؤسسي مستقل لإدارة وتنسيق التعاون على المستوى المهني بين الدول العربية بصيغة تمويل مشترك بين القطاع العام والخاص لإنتاج مسلسلات وأفلام سينمائية عالية الجودة وتسويقها على القنوات التلفزيونية ودور العرض السينمائي في العالم العربي.

بينما أشار مفيد الرفاعي مدير برامج قناة أبو ظبي الفضائية إلى أهمية الملتقى لافتا إلى أنه خطوة إيجابية لكنها متأخرة قليلا إذ كان لا بد أن يعقد منذ أربع سنوات أو ثلاثة عندما تضاعف حجم الإنتاج الدرامي السوري بهدف وضع ضوابط للإنتاج وإيجاد آلية لتوزيع هذا الإنتاج الكثيف الذي أخذ يزداد كل سنة مع قلة في التوزيع.

وأكد الرفاعي ضرورة وأهمية التحاور بين القطاع العام والخاص والتلفزيون والمنتجين والمخرجين والمحطات والمهتمين بالشأن الدرامي بهدف تحليل واقع الدراما السورية ووضع خطط منهجية تسهم في تلافي المشكلات وتطوير هذا الفن.

كما أوضح أن الدراما السورية تمتلك ميزات عديدة أهمها اللغة العربية المشتركة بين دول الشرق الأوسط والبيئة الشامية المحببة للجميع وغيرها.

أما عماد ضحية صاحب شركة بانا السورية للإنتاج الفني فأشار إلى أهمية هذا الملتقى الذي يتيح لصناع الدراما والقائمين على هذا الفن والمحطات تبادل الآراء وصولا إلى نتائج إيجابية تسهم في تلافي المشكلات إن كانت موجودة بين مختلف الأطراف القائمة على إنتاج وتسويق العمل الدرامي.

واعتبر عماد ضحية أن القطاع العام هو أكبر داعم للقطاع الخاص وللدراما مشيرا إلى أنه لا يصنع دراما بقدر ما يدعم صناعتها إضافة إلى أهمية المبادرات الفردية التي تتميز بمجال أكبر للحرية وبالتالي ضرورة دعم وتشجيع القطاع الخاص فضلا عن ضرورة تفعيل الإنتاج المشترك مع القطاع العام والمحطات العربية.

يذكر أن هذا الملتقى هو الأول من نوعه في سورية ويناقش قضايا تتعلق بتشخيص الوضع الحالي للدراما السورية ويستعرض أهم محطاتها بالنقد والتحليل وصولا لوضع رؤى مستقبلية من شأنها المساعدة في الوصول إلى خطط علمية منهجية واقعية تسهم في دفع عجلة الإنتاج الدرامي في سورية وتطويره إضافة إلى قضايا تتعلق بالإنتاج العربي المشترك والتأسيس الأكاديمي للصناعة الدرامية ومشكلات توزيع الأعمال الدرامية وغيرها من المواضيع والمحاور ذات الصلة.

المصدر: سانا

إقرأ أيضاً:

هيثم حقي يتحدث عن الإنتاج التلفزيوني العربي المشترك

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...