للمرة الأولى منذ سنوات… باب توما تشهد “قيامة حقيقية” في أعياد المسيحيين

02-04-2018

للمرة الأولى منذ سنوات… باب توما تشهد “قيامة حقيقية” في أعياد المسيحيين

ازدحام وضحكات وأصوات صلوات ومباركات عالية… مشهد لافت ملأ شوارع دمشق وبالأخص مناطق باب توما والقصاع والدويلعة، تلك المناطق التي كانت منذ أيام مركزا لقذائف التنظيمات المسلحة الموجودة في مختلف بلدات الغوطة.

اختلف المشهد اليوم، إذ عمت طقوس قيامة المسيح هذا العام شوارع المدينة، وملأت وجوه الناس بالبهجة والأمل بقيامة سورية جمعاء بعد نهاية الإرهاب في بلدات الغوطة، وإعلانها خالية من المسلحين، يوم أمس السبت، بانتظار إلحاق مسلحي دوما إلى جرابلس، حسب الاتفاق الأخير، وإعلان الغوطة بكامل بلداتها آمنة وخالية من المسلحين.

ومع صلوات وقداديس الطوائف المسيحية، التي تحتفل اليوم بعيد الفصح، تشارك السوريون في الكنائس الدعاء والشكر لخلاصهم من الإرهاب وقذائفه التي ملأت أيامهم لأعوام.

قالت السيدة سيرين ضاحي، التي حضرت إلى كنيسة الزيتون للصلاة، أول مرة من سنين منبكي فرح.. طالعين نصلي ونحنا حاسين بالأمان ومو خايفين على أولادنا”.من جانبها، قالت الشابة لين اسطانوم لـ”سبوتنيك” “العيد عيدين فرحة انتصار الجيش العربي السوري في الغوطة وفرحة تمكننا من إقامة طقوس العيد باطمئنان”.

وذكر الشاب جون بدور أنه منذ مايقارب 15 يوما كانت شوارع باب توما شبه خالية لا أحد يخرج إلا للضرورة، خوفا من القذائف التي تسببت بموت الكثير من الأطفال والمدنيين، متابعا “نعايد دماء شهدائنا الذين ماتوا على أرض هذه الشوارع منذ أيام، واليوم صليب المسيح وآلامه تمر بذات المكان لتحيي دمائهم في ذاكرتنا”

وترافق احتفالات عيد الفصح المجيد لدى العائلات السورية طقوسا وعادات متجذرة منذ آلاف السنين، منها سلق البيض وتلويينه وهو الذي يشير إلى تجدد الحياة. ووضع الشموع وتزيين البيوت وصنع الحلويات.
الجدة أم إلياس، التي ارتقت حفيدتها بقذيفة في ساحة باب توما، قالت“هالمرة زينة بيوتنا ملونة بالأحمر وضحكاتنا موجودة كرمال ولادنا والجيل القادم”.

وفي الوقت ذاته، تحتفل اليوم الطوائف المسيحية التي تسير على التقويم الشرقي بـ “أحد الشعانين” لتهيء نفسها لاحتفالات الأحد القادم بعيد الفصح للمسيحيين الأرثوذكس.
وتقول السيدة لور من كنيسة المريمية بمنطقة باب شرقي في دمشق لـ“شعانين اليوم مباركة بتحرير الغوطة.. طعم الفرح هذا العام مختلف”.

ويؤكد الشاب يوسف رزق أن إقامة طقوس الأعياد في سوريا يشير مجددا إلى أن سوريا بلد التعايش والتآخي. وأضاف “في شعنينة اليوم أضئنا شموع الحياة المشتركة التي تميز بها السوريون منذ القدم”.

ومن فريق كشاف الكنيسة، وجه الشاب جوني شدياق التحية للجيش العربي السوري لأنهم السبب الذي جعلهم يتمكنون من السير بالكشاف في شوارع دمشق دون خوف مضيفا، “هذه البلد لا يليق بها الخوف والفضل لأبطال الجيش. في الأعوام السابقة لم نتمكن من الخروج، أما هذا العام خرجت فرق كشافة جميع الكنائس”.

 

 

سبوتنيك

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...