لبنان: السنيورة يصعّد ويرفض مهلة 48 ساعة لتشكيل الحكومة

22-06-2008

لبنان: السنيورة يصعّد ويرفض مهلة 48 ساعة لتشكيل الحكومة

لن يشهد لبنان في اليومين المقبلين حدثاً مفاجئاً بولادة الحكومة الجديدة، لأن رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة سيتوجه في الساعات المقبلة إلى النمسا للمشاركة في مؤتمر فيينا للدول والمنظمات المانحة المخصص لإعادة اعمار مخيم نهر البارد، مما يجعل الولادة المتعثرة للحكومة تذهب إلى تأجيل آخر.

وأمس، كسر رئيس الحكومة المكلف “الرتابة” التي شهدها الأسبوع الماضي في موضوع تأليف الحكومة وقام بزيارة مفاجئة إلى القصر الرئاسي هي الثانية له إلى قصر بعبدا خلال 3 أيام، التقى خلالها الرئيس العماد ميشال سليمان ووضعه في آخر ما توصلت إليه المساعي لتشكيل الحكومة، فيما كانت المعارضة، بعد اتصالات مكثفة شهدتها قياداتها في ما بينها، تسرّب عبر “مصادر قيادية” فيها إمهالها السنيورة 48 ساعة لتأليف الحكومة، أو الاعتذار عن مهمة التكليف، وإلا فإن المعارضة، بحسب مصادرها، ستكون أمام مرحلة سياسية جديدة، لكن رئيس الحكومة المكلف رد من القصر على هذا “التهويل”، كما أسماه، بقوله: إنه “طبخة بحص”، مؤكداً أن الأكثرية، وحدها، تملك الحق الدستوري في دفعه إلى الاعتذار عن تأليف الحكومة وإن إقدامه على الاعتذار غير وارد ما دامت الأكثرية خولته شخصياً تأليف الحكومة.

وفي طريق عودته من القصر الرئاسي، عرّج السنيورة على قصر قريطم والتقى رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، وبحث معه التطورات، وخصوصاً العراقيل التي تعترض تشكيل الحكومة.

في غضون ذلك استمر السجال السياسي اللبناني حول انطلاقة حكومة العهد الأولى، فاتهم “حزب الله” بلسان النائب حسن فضل الله بعض الأطراف داخل الأكثرية، من دون أن يسميها، بأنها تحاول أن تثير في وجه تشكيل الحكومة “عقبات مفتعلة” من أجل تعويض “سقوط رهاناته”، بينما حذر الوزير في الحكومة جان أوغاسبيان من أن اتفاق الدوحة يتعرض “لانتكاسة خطرة”، متهماً المعارضة بأن لديها “توجهات غير واضحة” تصب في عرقلة تشكيل الحكومة.

في المقابل، اعترف السنيورة بعد حوالي 23 يوماً من التكليف، باستمرار وجود العراقيل في وجه تأليف الحكومة، وأكد مواصلة تذليلها، لافتاً إلى أن موقفه وموقف الرئيس سليمان واحد منها، ويعملان جهدهما لعلاجها. كما أكد أن اتصالاته مفتوحة أيضاً مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري لايجاد مخارج لتشكيل الحكومة، مجدداً القول إن لا احتكار لأي جهة سياسية أو طائفية على أي حقيبة وزارية، داعياً الى تنازلات متبادلة في شأن توزيع الحقائب لتسهيل ولادة الحكومة، واعتبر ان اعطاء رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون حقيبة سيادية، سيكون من حصة المعارضة، مؤيداً اعطاء الرئيس سليمان حقيبتي الدفاع والداخلية، ومؤكداً ان العُرف يقول ان الحقائب السيادية هي أربع، رافضاً ان يصار الى اعتماد 6 حقائب سيادية، كما نفى السنيورة علمه بقدوم أي موفد قطري للمساعدة على تأليف الحكومة.

وفي السياق، أعلن مسؤول العلاقات الدولية في “حزب الله” نواف الموسوي انه “لن يكون هناك على رأس أي جهاز أمني في لبنان أو أي موقع عسكري من لا تطمئن المقاومة إلى صدق ولائه للوطن وهذا وعد”. وأكد انه لن يستطيع أحد أن يعين في أي موقع من هو مشبوه في ولائه الوطني أو من هو متآمر على المقاومة.

ورأى النائب بهيج طبارة أن “اتفاق الدوحة الذي كان يفترض ان يشكل منعطفاً قد مضى عليه شهر كامل ولم ينفذ سوى بند واحد منه هو انتخاب العماد سليمان رئيساً توافقياً للجمهورية”. وتابع: “إن حكومة الوحدة الوطنية لا يزال تأليفها متعثراً، أما التحريض السياسي والمذهبي فليس ثمة ما يشير إلى توقفه أو انحساره، وما زالت الحوادث الأمنية ذات الطابع المذهبي تثير خوف اللبنانيين وقلقهم على المستقبل. وأكد أن المهام المطلوبة من العهد الجديد، هي الإعداد للانتخابات النيابية المقبلة، مروراً بتوفير الأمن والسلامة في الداخل ومعالجة شؤون الناس الحياتية.

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...