فهمي هويدي يحذر من تغلغل الصحفيين الأمنيين في الصحافة المصرية

26-12-2006

فهمي هويدي يحذر من تغلغل الصحفيين الأمنيين في الصحافة المصرية

حذر صحافي مصري شهير من تغلغل ظاهرة الصحفيين الأمنيين داخل الصحافة بجميع أنواعها في مصر، مشيرا إلى اتهامات توجه لبعض الصحافيين في مراكز صحفية قيادية ومتوسطة بأنهم يكرسون أقلامهم وصحفهم لخدمة أهداف وخطط  الجهات الأمنية.

وقال الصحفي المصري فهمي هويدي إن الصحافيين العاملين لصالح الأمن أصبحوا هم القاعدة في كل الصحف المصرية قومية أو مستقلة أو معارضة، وما دون ذلك هو الاستثناء.

وقال في حديث مع "العربية.نت": معظم الصحافيين كتبوا في الأسبوع الماضي كأنهم أمناء شرطة، وهذا شيء خطير على حاضر ومستقبل الصحافة المصرية.

وكان هويدي قد تعرض في الأسبوع الماضي لمنع جديد لمقاله الأسبوعي في جريدة "الأهرام" بسبب تعرضه بالتحليل لما حدث في أزمة ميليشيات الاخوان، وهو ما اعتبره المسؤولون عن أكبر مؤسسة صحفية حكومية في مصر، دعما لوجهة نظر أكثر الجماعات المعارضة نفوذا، وهي جماعة الاخوان المسلمين المحظورة قانونا لكنها تباشر نشاطها علنا في الواقع سياسيا واجتماعيا.

- ويذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تمنع الأهرام مقالا لفهمي هويدي منذ تولى أسامة سرايا رئاسة تحريرها، وهو ما يعتبره بعض المحللين "معركة كسر عظم مستمرة بين جيل الكتاب الكبار المشاهير من عينة هويدي، والجيل الشاب الذي تولى القيادة من عينة سرايا والذين يريدون رد الجميل للحكومة التي جاءت بهم على خلاف كل التوقعات".

وقد دخل سرايا في أكثر من معركة من هذا النوع مع كتاب آخرين، من أشهرها تلك المتعلقة باعطاء مساحات في تلك الصحيفة العريقة لصحفيين شباب من خارج المؤسسة يتبنون لغة مختلفة عن لغتها التقليدية وأقل رصانة مما تعارفت عليه عبر أجيالها المختلفة منذ نشأتها.

وحذر هويدي وهو صحفي ومفكر اسلامي معتدل، من اتجاه بوصلة الكتابة الصحافية لخدمة الأمن قائلا "هذا أمر طارئ وخطير على الصحافة المصرية لكنه للأسف أصبح هو القاعدة".

وكان قد كتب مقالا شهيرا قبل عامين عن انتشار ظاهرة الرشا والزيس "الهدايا" والصحفيين الذين يجلبون الاعلانات في الصحافة المصرية، مما أثار جدلا حادا ومناقشات ساخنة في نقابة الصحفيين، خاصة أنه أشار إلى  قوائم من الصحفيين وقعت في ذلك "المحظور".

- ووصف هويدي أزمة "الميليشيات" الطلابية بأنها تعبر عن وجود الصحفي الأمني الذي "اجتاح للأسف كل الصحف المصرية". موضحا أن "الاعلام سيئ الذكر، قام بافتعال هذه الأزمة وسهل لأجهزة الأمن اصطيادها لتوجيه ضربة قوية للاخوان، وربما يكون هذا أيضا له علاقة بترتيب الأوضاع لعملية التوريث".

وقال: لا صحة لما يتردد بأن قيادات الاخوان أوجدت مبررا لضربها بالاعتذار عن الاستعراض الطلابي، فلا علاقة لهم به، ولم يكن قرارا تنظيميا. الطلاب هم الذين اعتذروا بعد أن افتعلت الصحافة من ذلك الاستعراض أزمة وحولته الى ميليشيات تتدرب على مهارات القتال، وبذلك لعبت دورا كبيرا في التعبئة التي فتحت الباب للضربة الاستباقية الأمنية".

وأشار هويدي إلى أن المشهد الذي طالعتنا به الصور تكرر في عدة مظاهرات قبل ذلك دون أن يعني ذلك شيئا، لكن هذه المرة حصل اصطياد، هيأ الاعلام الرأي العام له.

- وعن الدعوات الاعلامية التي انطلقت خلال وبعد هذه الأزمة لمنع الاخوان من دخول الانتخابات بادخال قوانين وتعديلات دستورية تنص على ذلك صراحة، عبر هويدي عن اعتقاده بأن ذلك لن يحدث عبر نص صريح، لكنه قال إن هناك أشياء تطبق بشكل قانوني وأخرى بشكل فعلي.

وتناول تصريحا لرئيس الوزراء يصف نجاح عدد كبير من الاخوان في دخول البرلمان، بأنه "غلطة" وستحاول الحكومة تداركها في المرات القادمة. وقال هويدي إن  ذلك التصريح طرح تساؤلا عن ما هية هذا التدارك، هل يكون بشكل قانوني عن طريق نظام القوائم، وهذا معناه مشاركة الأحزاب السياسية فقط بما يعني منع المستقلين، أم السماح لهم بنفس نظام الانتخاب الفردي ولكن لا يسمح لهم بالنجاح عن طريق التدخل في النتائج.

وتابع هويدي: هاتان الوسيلتان متاحتان، ففي انتخابات الاتحادات الطلابية على سبيل المثال، تدخل الأمن وشطب الطلاب ذوي الانتماءات الاخوانية من القوائم، واحضروا بلطجية ليضربوا الطلبة داخل الحرم الجامعي، ثم قاموا بفصل من اعترض وعمل انتخابات ما يسمى باتحاد الطلاب الحر.

ولا يتوقع هويدي ايجاد صيغة قانونية تمنع جماعة الاخوان من دخول الانتخابات، قائلا: يمكنهم الالتفاف على القانون بما يحقق الهدف دون النص فيه مباشرة على أن المقصود هم الاخوان.

فراج إسماعيل

المصدر: العربية نت

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...