عدن تنفذ أول اعتصام مدني على مستوى اليمن

03-04-2011

عدن تنفذ أول اعتصام مدني على مستوى اليمن

صعد المناوئون للرئيس اليمني علي عبد الله صالح مواجهاتهم مع النظام الذي يطالبون بإسقاطه، حيث اتخذ بعض المناطق اليمنية شكلاً جديداً تمثل ببدء العصيان المدني، كحال مدينة عدن (جنوب)، في الوقت الذي جرح 7 معتصمين في اعتداءات من قبل قوات الأمن في محافظة الحدية (غرب)، وخروج تظاهرات مناوئة للنظام في العاصمة صنعاء بعد أن تم تشييع أحد قتلى الجمعة الدامية في جامعة صنعاء قبل أسبوعين، وظل الموقف السياسي على ما هو عليه من جمود، على الرغم من استمرار الحديث عن مبادرة أمريكية يمكن أن تعلن خلال اليومين المقبلين لتسوية الخلافات السياسية بين الرئيس ومعارضيه، وتلقى صالح دعماً من مشائخ محافظتي إب والبيضاء الذين وفدوا إليه في قصره بعد مشاركتهم في تظاهرة مؤيدة له في ميدان السبعين أول أمس، بالإضافة إلى دعم من ملتقى أبناء شهداء ومناضلي الثورة .

وكانت المعارضة وحلفاؤها في إطار اللجنة التحضيرية للحوار الوطني قد عقدت اجتماعاً استثنائياً كرس للوقوف أمام ما يطرح من مبادرات سياسية لحل أزمة انتقال السلطة، وهي رغبة تتوفر عند الجميع سلطة ومعارضة، إلا أنهم يختلفون في تفاصيلها . وقال بيان صادر عن المعارضة وحلفائها إنهم سيصدرون رؤيتهم حيال هذه القضية، ولم تكشف عن تفاصيل إضافية أو مدة زمنية لها .

وكان البيان قد أشاد ب”الصمود الأسطوري للشباب في اعتصاماتهم السلمية التي تدخل شهرها الثالث بشكلٍ متنام وزخمٍ غير معهود يعيد لليمن وهجه ويقدم للعالم الصورة الحضارية والحقيقية لشعبه ويعزز وحدته وتماسكه الاجتماعي ويبشر بمستقبله المشرق والواعد” .

وأشار إلى أن “نظام الرئيس صالح يبدو كمن أصيب برياح الغباء وعدم الاعتبار من جرائمه السابقة التي لم تمنع الشعب عن الالتفاف وراء الشباب الصامد الذي يواجه الأسلحة والبلطجة في الساحات والميادين بصدور عارية” . ودان البيان “الاعتداءات التي طالت عدداً من الشخصيات الذين اتخذوا موقفاً من النظام وجرائمه واصطفوا إلى جانب شعبهم وثورة شبابه السلمية، وآخرها ما تعرض له منزل اللواء عبدالملك السياني وزير الدفاع الأسبق من اعتداءات على يد من يوصفون بمؤيدي الرئيس المشاركين في مهرجانه بالسبعين وأيضاً إحراق منزل البرلماني عبدالكريم الأسلم” . كما دان البيان ما أسماه التضييق على الصحافيين وإغلاق مكتب قناة “الجزيرة”، بالإضافة إلى جريمة اختطاف الإعلامي عبدالغني الشميري لمدة يومين .

وكانت أجواء من الخوف والقلق قد هيمنت على الشارع اليمني خلال اليومين الماضيين، خاصة العاصمة صنعاء بعد نشر الدبابات والعربات المدرعة في أماكن غير تلك الأماكن التي كانت منتشرة فيها في وقت سابق، خاصة بالقرب من دار الرئاسة بمنطقة “النهدين” و”السبعين”، حيث لوحظ انتشار كثيف للدبابات والمدرعات المصفحة وعربات مكافحة الشغب المزودة بخراطيم المياه في شارع الستين، الذي يقع فيه منزل نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، والذي شهد عصر اول أمس مسيرة قدر عدد المشاركين فيها بعشرات الآلاف انطلقوا من مكان قريب من ساحة التغيير، قبل أن يطوفوا في الشارع ويعودوا إلى الساحة من جديد .

وشهدت الساعات القليلة الماضية تحركات قبلية وسياسية للجم اندفاع الجيش المنقسم إلى المواجهة بين قواته المختلفة، خاصة بين فرق الحرس الجمهوري والأمن المركزي وهما الوحدتان اللتان يقودهما نجل الرئيس صالح أحمد وابن أخيه يحيى محمد عبدالله صالح، والقوات التابعة للواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرع، والذي انشق قبل أسابيع، وتعهد بحماية الثورة، ووافق على الرحيل من اليمن مع الرئيس صالح وأنجاله وأنجال أخيه إذا كان ذلك يحل مشكلة البلاد التي تدفع لحرب أهلية .

في محافظة عدن شهدت مختلف مديريات المحافظة عدن صباح أمس السبت حالة عصيان مدني استجابة للدعوة التي أطلقتها الكيانات الشبابية لثورة 16 فبراير/شباط، حيث سبق أن دعت هذه الكيانات كافة المواطنين الالتزام بعدم تسديد فواتير الكهرباء والمياه والتخلف عن دفع الضرائب لتصعيد الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح .

وأدت حالة العصيان المدني التي تعد امتدادا للاحتجاجات التي تشهدها المحافظة منذ أكثر من شهر ونصف إلى قطع الطرقات الرئيسة والفرعية بين المديريات وتوقف حركة المواصلات فيما بينها وإحراق اطارات السيارات واغلاق عدد كبير من المحال التجارية أبوابها .

وأطلقت قوات الأمن المعززة بالمصفحات العسكرية والدبابات والأطقم العسكرية النار بشكل كثيف في الهواء بعدما عجزت عن فتح الطرقات في مديريتي المنصورة والمعلا (الخط الدائري)، واصطدامها بمظاهرات لعشرات الشباب المحتجين لتفريقهم في مديرية المنصورة والشيخ عثمان والقاهرة ودار سعد والتي قطعت طرقاتها بالكامل . أما في مديرية المعلا فقام الشباب بقطع طريق الخط الدائري باستخدام الأحجار والكتل الإسمنتية ومنعوا السيارات من المرور، ما آثار استياء المواطنين .

وأكدت مصادر في مكتب الخدمة المدنية والتأمينات بالمحافظة أن نسبة الالتزام بالحضور تراوحت ما بين 60  70%، مشيرة إلى أن تغيب الكثيرين جاء بسبب العصيان المدني ومنع وسائل النقل العامة من التنقل بين المديريات، كما تغيب عدد كبير من طلاب المدارس العامة عن مدارسهم نتيجة منع الأهالي أبناءهم من الذهاب للمدارس تحسباً لأية مصادمات قد تحدث بين المتظاهرين وقوات الأمن .

وفي محافظة الحديدة (غرب) حاولت أطقم أمنية فجر أمس السبت اقتحام ساحة التغيير بمدينة الحديدة بالقوة، حيث قام رجال الأمن بالاعتداء على المعتصمين بالهراوات وإطلاق الرصاص الحي بهدف تفريق المعتصمين في الشارع المقابل لساحة الاعتصام، وأسفر الهجوم عن إصابة 7 أشخاص بجروح مختلفة .

وحاولت قوات من الأمن والنجدة وقوات مكافحة الشغب فض مسيرة سلمية بالقوة، وذلك على إثر خروج المعتصمين إلى الشارع في مسيرة سلمية محتجين على قيام عناصر في الأمن القومي تستقل سيارة سوداء بدون لوحة بداخلها عدد من المسلحين قاموا بمطاردات ناشطين في ساحة الاعتصام إلى منازلهم” .

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...