صراع حماس وفتح يستعر ومصر تدعـو اليـوم للحوار

28-07-2008

صراع حماس وفتح يستعر ومصر تدعـو اليـوم للحوار

استعر الصراع مجددا بين حركتي حماس وفتح، بعدما شنت الحركة الإسلامية خلال اليومين الماضيين حملة اعتقالات في صفوف فتح في غزة، اثر مقتل ستة أشخاص بينهم خمسة من عناصر حماس في تفجير على شاطئ غزة يوم الجمعة الماضي، وسط اتهاماتفلسطينيون يرفعون أعلاماً لحركة حماس و»حزب الله« خلال تشييع المقاوم في حماس شهاب النتشة في الخليل أمس. وتهديدات متبادلة بين الطرفين، لم تمنع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الإعلان عن ان مصر ستوجه اليوم الدعوات لجميع الفصائل للمشاركة في الحوار الداخلي الذي ستستضيفه القاهرة، وهو ما رأت فيه حماس »محاولة لصرف الأنظار عن مجزرة« القطاع.
وفيما كان الدم الفلسطيني يراق مجددا على مذبح الاقتتال بين حماس وفتح في غزة، أقدم الاحتلال الاسرائيلي على قتل المقاوم في الحركة الاسلامية شهاب النتشة (٢٥ عاما) في منزله في الخليل في الضفة الغربية، الذي هدمته جرافة إسرائيلية في وقت لاحق. وتتهم اسرائيل النتشة بالتورط في العملية الاستشهادية التي أسفرت عن مقتل إسرائيلية في مدينة ديمونا في شباط الماضي.
وفي جنوبي مدينة غزة، قتل شخص وأصيب آخرون، في اشتباكات بين حماس و»جيش الإسلام« الذي يعتنق أفراده أفكار تنظيم »القاعدة«.
وأعلن »مركز الميزان لحقوق الانسان« في بيان عن »تواصل حملة الاعتقالات ومداهمة المؤسسات التي شرعت بها الشرطة وكتائب القسام« مشيرا الى ان »الاجراءات طالت ١٢٢ مؤسسة ومقرا حزبيا ومكتبا«.
وتراوحت أعداد المعتقلين في صفوف فتح، بين ١٦٠ و،٣٠٠ بينهم مسؤول الحركة في القطاع احمد ناصر الذي أطلق سراحه مساء أمس، كما استُهدف مكتبا النائب المستقل زياد ابو عمرو ورئيس اللجنة القيادية العليا لفتح في غزة وعضو اللجنة المركزية في منظمة التحرير الفلسطينية زكريا الآغا الذي أكد أن »اتهامات حماس لفتح لا أساس لها من الصحة«.
غير ان المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري اعتبر أن »الأرقام المذكورة مبالغ فيها، كما أن معظم المعتقلين تم الإفراج عنهم خلال ساعات، ولم يتبقَ إلا عدد محدود جدا بهدف جمع المعلومات« لافتا الى ان »دهم بعض المؤسسات جاء على خلفيات أمنية وتمت مصادرة كميات من المتفجرات في الكثير منها، عدا عن استخدام بعضها كأداة للتحريض والتآمر لإعادة الفلتان الأمني لغزة«. وتابع ان ما جرى »ليس له علاقة بفتح بل بأشخاص سبق اعتقالهم على خلفيات مشابهة. ومن ستثبت براءته سيتم الافراج عنه« محمّلا قيادات »التيار الخياني الهــــارب من غــــزة« مســؤولية مجزرة شـــاطئ غزة.
وسيطرت حماس على مستشفى جمعية اصدقاء المريض في غزة وعلى جميع الاندية والمؤسسات الخيرية التابعة لفتح او القريبة منها، كما اغلقت معهد جامعة بيرزيت في غزة. واقتحمت الحركة مقر وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) في غزة وصادرت محتوياته.
ولا تزال قوات حماس منتشرة بكثافة في شوارع القطاع، حيث أقامت حواجز فتشت السيارات، فيما أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة »الاستنفار العام في كل أجهزتها الأمنية« في غزة، مشددة على ان »إجراءاتها مستمرة حتى نصل لهؤلاء المجرمين ومن يقف خلفهم« كما تعهدت بألا يعود القطاع »لزمن الظلام وعهد الفلتان والفوضى الذي ذهب بلا عودة«.
وأشار المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة إسلام شهوان الى مصادرة »كميات ضخمة« من المتفجرات والاسلحة من فتح أمس الاول، فيما قال أبو زهري إن التحقيقات في التفجيرات أظهــرت ضـــلوع مســؤولين بارزين من فتــح فيها.
وكانت منظمة »كتائب العودة« التي اشارت الى إنها مؤيدة لفتح، قد اعلنت مسؤوليتها عن تفجير شاطئ غزة، موضحة في بيان »نؤكد بأن الدور سيأتي على جميع من شارك في اعدام ابنائنا وتصفيتهم... انتقامنا سيطال كل المنتسبين إلى الميليشيات السوداء المسماة بالقوة التنفيذية وكل عناصر وقيادات كتائب القسام«.
وقال القيادي في حماس خليل الحية، امام آلاف المشيعين للضحايا الست أمس الاول، »من يقم بالتفجيرات، يجب ان يعلق على اعواد المشانق وأن يطلق عليهم الرصاص« فيما شدد القيادي الآخر في الحركة محمود الزهار على ان »من يحاول ان يثبت ان الامن في غزة مهتز، هو مخطئ«. غير ان القيادي في »كتائب شهداء الأقصى« التابعة لفتح زكريا الزبيدي حذر من ان »كتائب الاقصى ستـــرد بشـــكل قاس ولن تصمت او تبقى مكتوفة الايدي ضد الجــرائم التي ترتكبها حماس في غزة«.
وفي ما بدا انه رد على الاعتقالات بحق اعضاء فتح في غزة، اقدمت الاجهزة الامنية التابعة للسلطة في الضفة على اعتقال ٣٥ عضوا من حماس، بينهم ٢٠ في جنين و١٥ في طولكرم. ووضع أبو زهري الامر في اطار »حملة الاعتقال والاستهداف لأبناء الحركة ومؤسساتها على مدار العام الماضي«.
وفي القاهرة، قال عباس بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك ان »ما حصل مؤسف للغاية ومؤلم لنا ولشعبنا وشيء لا يرضينا ولا نقبله مطلقا... لكننا في الوقت نفسه لا نقبل الاتهامات والاتهامات المضادة والإيحاءات المباشرة التي أطلقت من جانب جماعة حماس لاتهام فتح أو اجزاء منها بالمسؤولية عما حدث« داعيا الى »تشكيل لجنة مستقلة من أطراف فلسطينية... بحيث تبادر للتحقيق وتخرج بالنتيجة الموضوعية وتحدد المسؤولين وتدين من تشاء«.
وأعلن عباس أن مصر ستوجه اليوم »الدعوات لجميع الفصائل الفلسطينية في الداخل والخارج للمشاركة في الحوار الفلسطيني الفلسطيني« الذي »ستستضيفه وترعاه مصر لأنها تعرف كل صغيرة وكبيرة عن الوضع الداخلي الفلسطيني ولديها خبرة كبيرة في التعامل معه وسبق أن استضافت حوارات فلسطينية سابقة عديدة، وعندما يتم الوصول الى توافق يمكن أن تشارك بعد ذلك الجامعة العربية في مرحلة لاحقة«.
لكن أبو زهري اعتبر »حديث أبو مازن عن أسفه على ضحايا المجزرة، كلاما بلا معنى ومحاولة لإبعاد التهمة عن فتح ليس أكثر« مشيرا الى ان الوسائل الاعلامية التابعة للسلطة احتفت بما جرى، »ما يعد تبنيا رسميا من فتح للمجزرة«. ورفض دعوة عباس الى تشكيل لجنة تحقيق، معتبرا انها »ستتجاوز الحكومة الشرعية، وقــــوات الامن التابعة لحماس التي تقوم بمهامها«.
ورأى أبو زهري أن تصريحات عباس بشأن الحوار »تمثل محاولة لصرف الأنظار عن مجزرة غزة«. وسئل عن دعوة القاهرة للأطراف الفلسطينية لبدء الحوار، فأجاب أنه »أمر لم نسمعه إلا من أبو مازن وحينما توجه دعوة للحركة بهذا الخصوص فستقوم بدراستها«.
-وفي موازاة الصراع بين حماس وفتح في غزة، صعدت اسرائيل اتهاماتها للحركة الاسلامية. وقال رئيس جهاز الامن الداخلي (الشاباك) يوفال ديسكين خلال الجلسة الاسبوعية للحكومة امس انه »منذ بدء التهدئة، أدخلت اربعة اطنان من المتفجرات الى غزة لصالح حماس، بالاضافة الى ٥٠ صاروخا مضادا للدروع، وأسلحة خفيفة، ومواد وبارود يستخدم في صنع صواريخ القسام« مضيفا ان الاسمنت المستورد الى القطاع يستخدم في »بناء ملاجئ«. وأشار ديسكين الى ان حمـــاس »بدأت بالتحرك« في القدس الشرقية المحتلة.
من جهته، نقل مسؤول حكومي إسرائيلي عن وزير الدفاع ايهود باراك قوله خلال الجلسة ان حماس تقوم بأكثر مما هو متوقع منها لإحباط أي خرق للتهدئة، مكررا في الوقت نفسه الاستعداد لشن عدوان على القطاع »حين نقرر انه يتعين علينا القيام بذلك«.

المصدر: وكالات 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...