صحيفة الكاروك: حقن الألم بالضحك

26-09-2007

صحيفة الكاروك: حقن الألم بالضحك

محاطاً بجندي أميركي، وآخر عراقي، وميليشياوي، ومقاتل من «القاعدة»، وقاطع طريق ملثم، يقف رجل عراقي رافعاً يديه علامة الاستسلام، فيما يصرخ فيه الجمع المحاصر: «يديك لفوق! رجليك لفوق! رأسك لتحت!».
المشهد، برمزيته، هو نتاج رسم كاريكاتوري تصدر الصفحة الاولى من العدد الاخير لصحيفة «الكاروك» (ويعني المهد الهزّاز باللهجة العراقية) نصف الشهرية الهجائية، المؤلفة من ثماني صفحات حتى الآن. وتصوّر الصحيفة، التي لم يقرأ العراق مثل صيغتها الهجائية منذ ثلاثة عقود، وقائع اليوميات العراقية الزاخرة بالعنف، في قالب ساخر ورسوم كاريكاتورية قارصة.
وعن الصحيفة الهجائية، التي أصدرت للتو عددها الثالث بطبعة محدودة لا تتجاوز 1500 نسخة، يقول رئيس تحريرها وناشرها خادم المقدادي انه اختار الاسم لأنه يرمز إلى الطفولة والبراءة، ولأن المهود الهزازة تقصف هي الاخرى تماماً كما تتأرجح حكومة نوري المالكي من أزمة إلى أخرى، على حد قوله.
يضيف المقدادي، وهو أكاديمي عراقي درس في جامعة السوربون وعاش في فرنسا 14 عاماً، أن «الاهتزاز يمثل حكومتنا، والطفولة هي رسالة إلى مسؤولينا ليتذكروا أنهم في أحد الأيام كانوا ضعفاء وعاجزين كشعب العراق».
وكانت الصحيفة الهجائية السابقة التي عرفها العراق، أغلقت في العام ,1971 حين نشرت كاريكاتوراً ينتقد حزب البعث الحاكم في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، بسبب نقص الخدمات العامة.
ويقول المقدادي «كانت أفواهنا مخدرة، في ظل النظام السابق... وفيما يمكننا، اليوم، التكلم بصوت عالٍ إلا أن الحكومة تصمّ أذنيها»، مضيفاً أنه لم يتلقّ أي تهديدات من قبل الحكومة ضد الصحيفة بعد. ويتابع «لدينا فسحة أكبر من الحرية، الآن، للتعبير عن أنفسنا، لكنني ما زلت أخشى طرقة على بابي».
ويوضح المقدادي أن صحيفته تعكس طريقة تعامل العراقيين مع العنف المتواصل في البلاد، قائلا «إن العراقيين يميلون دوماً لإلقاء النكات من أجل نسيان مصابهم، ويومياتهم العنيفة».
ويستخدم المقدادي، الذي يحرر بمفرده جميع قصص وتعليقات «الكاروك»، راتبه كأستاذ جامعي لتغطية نفقات طباعة صحيفته، وأجر رسامَيْن كاريكاتوريَيْن يعملان فيها. وهو يؤكد أنه يرفض التمويل الخارجي خشية فقدان السيطرة على استقلالية المجلة، معترفاً في الوقت ذاته بأنه قبل بتبرعات من الرئيس العراقي جلال الطالباني، لأن هذا الاخير «يتمتع بروح النكتة».
وقد بيعت نسخ الأعداد الثلاثة الاولى من الصحيفة مقابل ما يوازي 20 سنتاً (250 ديناراً) للنسخة الواحدة، فيما كلفت طباعة العدد الواحد نحو 200 دولار (250 ألف دينار).

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...