خارطة طريق تسيبي ليفني وكيفية نحر الليكود على مذبح الكنيست

23-09-2008

خارطة طريق تسيبي ليفني وكيفية نحر الليكود على مذبح الكنيست

الجمل: توقعت التقارير والتحليلات الجارية أن تطول ترتيبات استبدال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وتأخذ وقتاً أطول وذلك لجهة الخلافات والعداوات والمشاحنات بين رموز الحركة السياسية الإسرائيلية ولكن، قاطرة الترتيبات شقت طريقها على عجل فقد قدم أولمرت استقالته متسللاً تحت ظلام الليل، برفقه حرسه إلى مكتب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، الذي بدوره استلم الاستقالة وبعدها بيوم واحد أجرى مشاوراته وأصدر قراراً بتكليف زعيمة كاديما الصاعدة تسيبي ليفني تشكيل الحكومة، فهل ستنجح ليفني في المهمة أم أن مهلة الاثنتين وأربعين يرماً ستنقضي دون حصول شيء؟
* البعد الهيكلي – البنائي: الخارطة السياسية الإسرائيلية:
يوجد في الساحة السياسية الإسرائيلية الحالية حوالي 25 حزباً سياسياً منها 12 حزباً يمكن اعتبارها رئيسية لجهة قدرتها على الحصول على أصوات الناخبين والصعود إلى الكنيست ويمكن الإشارة إلى هذه الأحزاب في الكنيست على النحو الآتي:
• حزب كاديما: له 29 مقعداً وزعيمته تسيبي ليفني.
• حزب العمل: وله 19 مقعداً وزعيمه الجنرال إيهود باراك.
• حزب الليكود: له 12 مقعداً وزعيمه بنيامين نتينياهو.
• حزب شاس: له 12 مقعداً وزعيمه إيلي ييشاي.
• حزب إسرائيل بيتنا: وله 11 مقعداً وزعيمه أفيغدور ليبرمان.
• تحالف الاتحاد الوطني – الحزب الديني الوطني: له 9 مقاعد وزعيمه بنيامين إيلون.
• حزب غيل: له 7 مقاعد وزعيمه رافي إيتان.
• حزب التوراة اليهودية المتحدة: له 6 مقاعد وزعيمه بياكوف ليتزمان.
• تحالف ميريتز – ياشاد: له 5 مقاعد وزعيمه حاييم عورون.
• تحالف القائمة العربية المتحدة – تعال: له 4 مقاعد وزعيمه إبراهيم سرور.
• حزب حاداش: له 3 مقاعد وزعيمه محمد براكي.
• حزب يلد: له 3 مقاعد وزعيمه عزمي بشارة.
ويمثل مجموع هذه المقاعد مجموع العدد الكلي لمقاعد الكنيست. هذا، وعلى صعيد خارطة التحالفات السياسية فقد نجح حزب كاديما بتشكيل ائتلاف حكومي تم بتوزيع الحقائب الوزارية البالغ عددها 28 حقيبة بين أطراف الائتلاف الحاكم:
• حزب كاديما 13 حقيبة وزارية.
• حزب العمل 8 حقائب وزارية.
• حزب شاس 4 حقائب وزارية.
• حزب غيل حقيبتان وزاريتان.
• حقيبة العدل تم إعطاءها لدانييل فريدمان الذي لا يميل لأي طرف سياسي بسبب عدم تمتعه بعضوية الكنيست الإسرائيلي.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن توزيع الحقائب الوزارية المشار إليه يختلف عن التوزيع السابق قبل انسحاب حزب إسرائيل بيتنا من الائتلاف.
هذا بالنسبة للائتلاف الحاكم، أما بالنسبة للمعارضة فتتألف حالياً من الليكود وإسرائيل بيتنا إضافةً إلى بقية الأحزاب الأخرى الممثلة في الكنيست مع ملاحظة أن معارضة حزب يلد الذي يتزعمه بشارة لائتلاف كاديما تختلف عن المعارضة التي يقودها الليكود ونتينياهو.
* البعد القيمي – الإدراكي: وعي الذات ووعي الآخر:
باستثناء حزب يلد وحزب حداش وتحالف القائمة العربية المتحدة – تعال، فإن بقية الأحزاب الإسرائيلية يمكن اعتبارها من ناحية شيئاً واحداً، لجهة منظومة القيم الإدراكية المتعلقة بالصراع العربي – الإسرائيلي والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وأمن إسرائيل وغير ذلك، ومن الجهة الأخرى تتباين هذه الأحزاب وتختلف لجهة مستوى شدة التطرف الديني والعنصري الإسرائيلي – الإسرائيلي المرتبط بنزعة التمييز على أساس اعتبارات الأصل والمنشأ وذلك على النحو الذي أدى إلى تكتل اليهود الشرقيين في أحزاب وتكتل اليهود الغربيين في أحزاب أخرى كالليكود مثلاً.
* البعد التفاعلي – السلوكي: حراك العملية السياسية الإسرائيلية:
يتميز حراك العملية الدبلوماسية الإسرائيلية بالعديد من المحفزات التي تلعب دوراً رئيسياً في إضفاء الزخم والديناميكية على حركات التعاون والصراع السياسي الداخلي وتتميز العلاقات السياسية البينية بالثبات إزاء قضايا الصراع العربي – الإسرائيلي من جهة ومن الجهة الأخرى بالتقلبات إزاء علاقاتها البينية.
* خارطة طريق تسيبي ليفني:
برغم خلفياتها الليكودية فإن ليفني سوف لن تسمح لليكود بالصعود مرة أخرى، وتجدر الإشارة إلى أن دعوة تسيبي ليفني لليكود بضرورة المشاركة في الحكومة هي مجرد مصيدة لنحر الليكود على مذبح الكنيست ومجلس الوزراء الإسرائيلي وذلك لأن ليفني تريد إدخال الليكود بالحكومة لجهة اصطفافه وحرق أوراقه السياسية بما يؤدي إلى إفقاد زعيمه نتينياهو لكل رهاناته الحالية.
تفاهم كاديما – العمل أصبح أمراً واقعاً بعد لقاء ليفني – باراك الذي تم مساء أمس الأول، وستواجه ليفني مشكلة الوزن الكبير لزعيم حزب العمل داخل الحكومة القادمة، وذلك بسبب التنازلات المغرية غير المسبوقة التي قدمتها تسيبي ليفني لإيهود باراك والتي لم يحدث أن قدمها حزب إسرائيلي لآخر داخل الحكومة، والتي سيكون من أبرزها إعطاء حزب العمل صفة الشريك الكامل في الحكومة مع حزب كاديما.
خارطة طريق تسيبي ليفني في تفاهماتها وجهودها لبناء التحالف مع القوى السياسية الأخرى تتأثر بالملفات الآتية:
• مستقبل المحادثات مع سوريا وعلى وجه الخصوص الانسحاب من الجولان.
• مستقبل المفاوضات مع الفلسطينيين وملف مصير القدس وحق العودة.
• مستقبل التعامل مع ملف البرنامج النووي الإيراني وعلى وجه الخصوص اتخاذ موقف واضح من إشكالية ضرب أو عدم ضرب إيران.
أبرز المشاكل التي ستواجه تسيبي ليفني ستتمثل في كيفية إقناع حزب شاس الذي أصبح أكثر ميلاً للوقوف إلى جانب الليكود وزعيمه نتينياهو، ونفس الشيء ينطبق على حزب إسرائيل بيتنا، والمشكلة ستكون أكبر إذا حاولت تسيبي ليفني التفاهم مع القوى السياسية الأخرى الممثلة في الكنيست لأن ذلك معناه التأثير سلباً على تماسك حزب كاديما وحزب العمل بما قد يعرضهما للانقسام ويهدد بإطاحة ليفني من زعامة كاديما ويفسح المجال أمام عودة شاؤول موفاز.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...