حمص توسيع مقبرة تل النصر العامة يزاحم الأحياء عَلى لقمة عيشهم

24-12-2017

حمص توسيع مقبرة تل النصر العامة يزاحم الأحياء عَلى لقمة عيشهم

 

لم تعد هموم السوريين تقتصر فقط على كيفية تدبير تكاليف حياتهم اليومية، بل وعلى تكاليف موتهم ودفنهم في وقت أصبح الموت يملأ الوطن، لكن فيما يخص حمص، فقد عدت على الدوام المحافظة الأقل تكلفة بالنسبة لأسعارها شؤون الحياة وكذلك الموت، لهذا لقبها أبناؤها بـ أم الفقير.

يقول مدير مكتب الدفن في مجلس مدينة حمص المهندس سعيد البيطار : إن تكلفة الدفن هي ١٧ ألف ل.س بالنسبة للفئة الأولى (من سن ست سنوات ومافوق) و٦٠٠٠ ل.س بالنسبة للفئة الثانية (من ست سنوات ومادون)، ويتشاطر مجلس المدينة مع جمعية البر كل مايتعلق بأمور القبر والدفن، فلمجلس المدينة تأمين الحفارين والنقل، وللجمعية تأمين لوازم وتجهيزات القبر.

أما المقابر الموجودة حالياً في المدينة فهي تل النصر والفردوس، وتتبع الأولى لمجلس المدينة وهي الأكبر مساحة، وأقيمت في أرض زراعية من حي دير بعلبة كي تعوض عن كثير من المقابر القديمة التي أغلقت منذ سنين مثل الشيخ سليم خلف والكتيب (التي لايسمح بالدفن فيها إلا بموجب استثناءات، لكونها ذات مكانة دينية خاصة، وتعد من معالم السياحة الدينية في حمص) وباب السباع وباب الدريب، ويتم التوسع حالياً في مقبرة تل النصر العامة بسبب امتلائها، علماً أن هذا التوسع يلقى معارضة شديدة من أهالي دير بعلبة الذين ضيع الاستملاك ألف دونم من أخصب الأراضي الزراعية وذلك منذ سبعينيات القرن الماضي بغرض إقامة سوق للماشية، ثم تغير غرض الاستملاك إلى مقبرة عامة، ويطالبون حالياً بوقف التوسع الحاصل وإيجاد أراضي أملاك دولة (علماً أنها متوافرة وغير بعيدة عن مدينة حمص ولا تصلح للزراعة).

من جانب آخر، فقد اعتمدت بعض الأراضي التابعة لمجلس المدينة كمقابر خلال سنوات الأحداث كمقبرتي الوعر والشماس، لكن تقرر مؤخراً إخلاؤهما ونقل الجثامين منهما إلى مقابر أخرى. وفِي هذا السياق تحولت بعض حدائق حمص خلال العقود الماضية إلى مقابر مثل باب هود وباب الدريب وباب التركمان وغيرها.

ولأن الفروق الطبقية موجودة كما في الحياة كذلك في الموت، فللعائلات الميسورة مدافنها الخاصة قرب مفرق كفر عايا، كذلك بيعت مقاسم من مقبرة تل النصر لبعض العائلات ممن يرغبون بلم الشمل العائلي. بالمقابل فإن الفقراء والجثث المجهولة لم تحرم من حقها في مثواها الأخير، ولَم تحدث أي حالة خلاف ذلك، فالجمعيات، وفِي مقدمتها جمعية البر تعمل على عدم حدوث ذلك، إضافة إلى ذلك فإن جزءاً من الموازنة المستقلة لمحافظة حمص مخصص لهؤلاء الفقراء ومجهولي الهوية، ويتم دفنهم في مقبرة تل النصر.

المصدر: هالة حلو- تشرين

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...