حلب على " مذبح " الجوع

29-08-2013

حلب على " مذبح " الجوع

لماذا يريدون الانتقام من حلب؟ ، سؤال قد يبدو واضح الإجابة ، إلا أن الغريب والغير واضح هو ما يحتويه الجواب من كمية غير متخيلة من الحقد تجاه هذه المدينة التي أهدت سوريا والتاريخ الكثير من البر والحياة .

لم يكد الحلبيون يهنئون بايام لا جوع فيها، بعد فك الحصار الذي فرضه مسلحو المعارضة عليهم ، حتى عاد الحصار من جديد.. حصار بدأت ملامحه تتضح بارتفاع أسعار المواد الغذائية، وذلك بعد تمكن مسلحين متشددين من قطع طريق حلب - حماه إثر سيطرتهم على قرية خناصر الاستراتيجية.

أولى "بشائر" الحصار هلت عبر أفران الخبز التي يصطف على ابوابها المواطنون في طوابير طويلة، حيث يتطلب الحصول على ربطة خبز واحدة يومين من الانتظار، قد يتلوه يوم آخر.

لا خبزاً سياحياً في الأسواق، فرن الميدان السياحي وحده يعمل ويبيع ربطة الخبز بـ 300 ليرة سورية، في حين يباع الخبز المدعوم حكومياً بـ 15 ليرة سورية.

الخضار هي الأخرى بدأت تنضب من الأسواق، ليرتفع سعرها بشكل تدريجي، فكيلو البطاطا وصل إلى 200 ليرة، والبندورة وصلت إلى 250 ليرة .

لا مازوت في الأسواق، ولا حتى بنزين، الذي إن وجد يباع بسعر 1000 ليرة سورية لليتر الواحد، اي بسعر يفوق سعره الحكومي بأكثر من 10 أضعاف.

المحلات بدأت بالإغلاق بشكل تدريجي بعد نفاد المواد الغذائية والتموينية، في مدينة لطالما كانت عاصمة الاقتصاد في سوريا، والمصدر الأول للنسيج في الشرق الأوسط.

من جديد يدفع الحلبيون ثمن موقفهم الرافض للموت، فيفرض عليهم الموت بأشنع صوره.. الموت جوعاً، حصار خانق وقذائف هاون من مختلف الجهات.

وبانتظار تحرك يعيد فتح شريان الحياة إلى حلب، لايزال الحلبي صابراً، يروي لأطفاله قصصاً وحكايات عن مدينته التي صمدت عبر التاريخ، ليقطع حديثه سقوط قذيفة هاون، صمت، " بابا أنا جوعان".

المصدر: الخبر

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...