جينا بوش:سيرتها تبدأ بالماريجوانا وتنتهي بكل انواع الفوضى

25-08-2007

جينا بوش:سيرتها تبدأ بالماريجوانا وتنتهي بكل انواع الفوضى

الخبر يملأ الصحف ومحطات التلفزة الاميركية: جينا ابنة الرئيس جورج بوش قررت الزواج. والخبر ليس هنا, انه في سيرة «جينا» وشقيقتها التوأم «بربارة» التي تبدأ بالماريجوانا وتنتهي بكل انواع الفوضى. وجينا هنا ليست مسؤولة, فالمسألة وراثية, وجورج بوش نفسه ظل يشرب الكحول بكميات كبيرة حتى بلغ الاربعين وقد كتم القصة عن ابنتيه. ما قصة «جينا»؟
في عامها الخامس والعشرين قررت جينا بوش ابنة الرئيس الاميركي جورج بوش توديع حياة العبث والصخب والجموح, والاقتران بهنري هاغر الذي يكبرها بثلاثة اعوام, وهو بدوره جمهوري حتى العظم. كان من الناشطين في حملة إعادة انتخاب بوش, وعمل مساعداً لكبير استراتيجييه كارل روف الذي استقال اخيراً من منصبه, ووالده الذي يحمل الاسم نفسه هو رئيس الحزب الجمهوري في ولاية فيرجينيا, ونائب الحاكم السابق للولاية ويشغل حالياً منصب مساعد وزير التربية, ومعروف انه ورث ثروة طائلة من ابيه الذي ينشط في صناعة التبغ.
ومن هي جينا؟
اكتسبت جينا مع شقيقتها التوأم بربارة خلال مراهقتهما سمعة غير حميدة, فقد أوقفت مرتين بتهمة تعاطي الكحول, وهي دون السن القانونية, كما وجهت اليها تهمة محاولة استخدام بطاقة ائتمان عائدة الى جدتها والدة الرئيس بوش لشراء الكحول, فأطلق عليها لقب «تونيك», وتم صنع كوكتيل بهذا الاسم, كما عرفت كذلك بلقب «جينا الفطيرة» بسبب دعواتها الدائمة رفيقاتها ورفاقها لتناول الفطائر.
وخلال الحملة الانتخابية في العام 2004 مدت لسانها لمجموعة من المصورين الصحفيين الذين التقطوا صورتها التي وزعت خلال دقائق معدودة في مختلف انحاء العالم.
وتصرفات جينا وشقيقتها التوأم بربارة كانت موضع تندّر وتهكم وانتقادات ساخرة في وسائل الاعلام الاميركي, ونتوقف عند بعض النماذج:
­ قصدت جينا وبربارة الارجنتين للاحتفال بذكرى ميلادهما المشترك, وقد سادت الفوضى الرحلة بحيث ان السفارة الاميركية والعديد من المسؤولين الاميركيين نصحوهما بمغادرة البلاد. حتى الارجنتين التي فتحت ابوابها لمجرمي الحرب النازيين لم تستطع تحمل وجودهما.
­ رفضت جينا وبربارة مغادرة الارجنتين, والسبب انهما لم تكونا تملكان «استراتيجية خروج» على غرار والدهما الذي لا يملك استراتيجية انسحاب من العراق.
­ في المقابل اقترح مسؤولون في الادارة الاميركية لحل المشكلة ارسال المزيد من توائم بوش الى الارجنتين, على غرار ما فعل الرئيس بوش بارسال المزيد من القوات الى العراق عوضاً عن سحب القوات الموجودة هناك.
­ خلال وجودهما في الارجنتين سرقت حقيبة احدى الشقيقتين, إلا ان الرئيس بوش لم يغضب كثيراً لأنه كان قبل ذلك قد فقد مجلسي النواب والشيوخ.
­ وصفت السيدة الاولى لورا بوش صديق جينا الجديد بأنه ليس صديقاً جدياً, وهو فقط رفيقها في تعاطي الكحول.
­ انتقد الرئيس بوش لأن تكاليف حفل تسلم الرئاسة بلغت 40 مليون دولار, وعندما سئل عن الامر قال ليس في اليد حيلة, فقد اصرت ابنتاي على ان يكون البار مفتوحاً.
­ أمضت جينا وبربارة أمسية مع والديهما, وعندما استقيظتا في الصباح وجدتا نفسيهما في حضن لنكولن (إشارة الى تمثال ابراهام لنكولن في العاصمة واشنطن).
­ خلال حفل تسلم الرئيس بوش سلطاته شوهدت والدته بربارة وهي تحمل كاميرا وتقوم بتصوير المناسبة, وعندما سئلت لماذا فعلت ذلك, اجابت: انا متأكدة من ان حفيدتي لن تتذكر شيئاً من الاحتفال في اليوم التالي.
­ غابت جينا وبربارة عن حفلة التسلم والتسليم لأن التدابير الامنية كانت متشددة وحظّر استخدام الثلاجات وتقديم المشروبات الكحولية.
­ قالت «جينا» في مقابلة صحفية انها لا تهتم بالسياسة, وان الحملات الانتخابية لا تعني لها شيئاً, فقيل انها مثل والدها تماماً.
­ تنوي «جينا» بعد تخرجها العمل في برنامج لمكافحة مرض «الايدز», لكن من المرجح ان لا تبقى في عملها فترة طويلة, لأن والدها ينوي خفض تمويل هذه البرامج.
­ انضمت جينا وبربارة الى حملة والدهما الرئاسية, ليس حباً به, وانما لانهما لم تجدا عملاً آخر, نظراً لتدهور الوضع الاقتصادي في عهد بوش.
­ احتفلت جينا وبربارة بعيد ميلادهما, وحسب تقاليد الاسرة بدأ الحفل في الساعة الخامسة مساء ولم ينته إلا بعد 18 عاماً.
­ صرّح الرئيس بوش انه كان امام خيارين: تربية ابنتيه او الذهاب الى الحرب, فقرر الخيار الثاني الاسهل.
­ عرضت مجلة هستلر جائزة مليون دولار لمن يقدم صورة عن ابنة الرئيس عارية وسكرى في احدى الحفلات, فقيل: اخيراً وجد شخص من آل بوش يعمل من اجل انعاش الاقتصاد.
­ خلال زيارة الرئيس بوش البندقية رماه المتظاهرون بمئات زجاجات البيرة الفارغة, فتذكر على الفور ابنتيه.
­ يعارض الرئيس بوش بقوة الاستنساخ, ومرد الامر انه أب لتوأم.
­ تحاول «جينا» الوصول الى تسوية قضائية بشأن تهمة السكر التي وجهت اليها, وقد تقضي التسوية بسحب اجازة قيادة السيارة منها, إلا انها لا تأبه للامر لأنها تملكك العديد منها ـ في اشارة الى استخدامها بطاقة ائتمان جدتها لشراء الكحول ـ.
­ إحدى عشر عبارات لا تحب ان تسمعها من رفيقتك في غرفة المنامة في مهجع الجامعة: «انا ابنة الرئيس».
­ سيكون الانبعاث الحراري مرتفعاً جداً في العام 2010 بحيث ان ابنتي الرئيس لن تجدا كميات كافية من الثلج لحفلاتهما.
­ امضى الرئيس بوش نهاية الاسبوع مع ابنتيه جينا وبرباره المعروفتين ايضاً بـ«جي إند بي» (الحرفان الاولان من اسميهما, وكذلك اسم ماركة ويسكي معروفة).
­ قرر الرئيس بوش ان لا يرتكب الخطأ الذي ارتكبه والده, ولن يسمح لاولاده بالعمل في الحقل السياسي.
في الوقت نفسه اثارت قضية تناول «جينا» الكحول نقاشاً جدياً في الولايات المتحدة وفي هذا السياق كتبت صحيفة «وول ستريت» تقول: استهلاك الكحول مشكلة اجتماعية رئيسية, وهي وراء العديد من الجرائم والمشكلات العائلية, والعالم يصبح مكاناً افضل واقل تعاسة اذا تبخرت الكحول. في الواقع المشكلة هي مؤشر على انحطاط اخلاقي, فقبل جيلين خاض الاميركيون حرباً من اجل حظر الكحول لأنها تؤدي الى ارتكاب الكثير من الشرور والآثام, لكن جيلنا يكتفي بشن الحرب على تدخين السجائر التي لا تشكل إلا مشكلة صحية فقط.
في الوقت نفسه كانت هناك تحفظات ازاء عدم السماح بتناول الكحول قبل بلوغ الحادية والعشرين من العمر, فيما يسمح للذين بلغوا السادسة عشرة والسابعة عشرة بقيادة السيارات, وتطويع الذين بلغوا الثامنة عشرة بالتطوع في الجيش لقتل الآخرين او لتعرضهم للقتل من قبل الآخرين والسماح لهم بمشاهدة افلام الخلاعة والرعب, واجراء عمليات اجهاض لمن هن في الخامسة عشرة من دون الحصول على اذن من والديهن.
وقضية جينا ذكرت الاميركيين بوالدها الرئيس بوش الذي ظل يعاني مشكلة تعاطي الكحول حتى بلوغه الاربعين من عمره, وقد تكتم على الامر دائماً, الى ان تم الكشف عن انه كان قد ألقي القبض عليه وهو يقود سيارته في حالة السكر, وقد برر نكرانه بأنه لم يرد ان يطلع ابنتيه على الامر.
وقد انتقد الرئيس بوش على موقفه, وفي هذا الصدد كتت جوان والش في «صالون» تقول «من الخطأ التكتم على هذه الامور, والاستقامة عنصر حيوي في هذا الشأن, فالمراهقون في حاجة لأن يدركوا ان الادمان مرض, وانه وراثي الى درجة كبيرة سواء لاعتبارات سيكولوجية او فيزيولوجية, او للاثنتين معاً, وبالتالي النظر الى المشكلة بهذا المنظور». وانتهت الى القول: «كسب بوش ربما معركة الرئاسة باخفاء ماضيه عن الناخبين, لكنه فقد بكل تأكيد ابنتيه من جراء ذلك».
الى جانب ذلك كشفت صحيفة «انكوايرر» ان جينا تعاطت الماريجوانا في العام 2001 حين كانت لا تزال في التاسعة عشرة من عمرها. لكن القضية لم تثر اهتماماً, لأن «انكوايرر» تعتبر من صحف الفضائح التي تبحث عن الاثارة وتفتقر الى الصدقية, مع انها سجلت اكثر من «ضربة» صحفية في محاكمة او.جي سمبسون, كما ان الجائزة المالية التي قدمتها اسهمت في حل قضية قتل انيس كوزبي /نجل الممثل الفكاهي الاميركي الشهير/ كما انها كشفت انحراف جيسي جاكسون, وكشفت ان هيوغ رودمان تلقى 400 الف دوار من اجل التأثير على صهره الرئيس كلينتون في اصدار مراسيم العفو بحيث ان صحيفة «نيويورك تايمز» اعترفت لها بـ«الاحتراف المهني», قائلة: ان الانكوايرر» تحقق ضربات صحفية لانها تبحث عن هذه الضربات, فيما الصحف الاخرى تتجنب نشر الفضائح, لكن احياناً تكون الفضائح الخبر الاساسي. فصحف «التابلويد» اصبحت صحفاً جدية, فالاعلام لم يعد فقط تغطية سياسية او مناقشة القضايا, وانما تسليط الاضواء على اخطاء الاقوياء.
وهذا يقود مثلاً الى التساؤل: هل يحق للرئيس بوش ان يقود الحرب العالمية ضد المخدرات فيما ابنته تتعاطيان الماريجوانا, وهو نفسه لا يزال يرفض الاجابة عن اي سؤال يطرح عليه حول تعاطيه الماريجوانا خلال دراسته الجامعية.
وتجدر الاشارة هنا الى ان الكونغرس قد وافق على تعديل قانون التعليم العالي, بحيث تم حرمان الطلبة الذين صدرت بحقهم احكام بتعاطي المخدرات من الحصول على مساعدات مالية, وهكذا فقد 8600 طالب هذه المنح بعد اقرارهم بالامر على طلب تقديم المنح, فيما رفض 278 الف طالب الاجابة عن السؤال.
ويفسر عدم ايلاء الاعلام الاميركي اهتماماً بالغاً تدخين جينا الماريجوانا في ضوء اربعة اعتبارات:
­ اولاً: الصحفيون الذين تعقبوا النبأ لم يتمكنوا من العثور على ادلة تثبت ذلك.
­ ثانياً: معظم المحررين لا يجدون الامر جديرا بالاهتمام, فهم في غالبيتهم كانوا يتعاطون الماريجوانا في شبابهم, وتشير الاحصاءات الى ان 38/ من الاميركيين, اي 100 مليون اميركي قاموا بتدخينها.
­ ثالثاً: الامر غير قانوني لكن هناك تفاوتاً بين الثقافة القانونية والثقافة الشعبية. القانون لا يتساهل, لكن الرأي العام يغض النظر.
­ رابعاً: الرئيس بوش لا يهادن مروجي المخدرات في العالم, لكنه لا يهادن ايضاً من يحاول التطفل على خصوصيات أسرته.
لكن كل هذا اصبح من الماضي, فشخصية جينا شهدت تحولا كاملاً, هي اليوم بعد تخرجها اصبحت معلمة مؤهلة, وناشطة ملتزمة, وسوف يصدر لها قريباً كتاب بعنوان «حكاية آنا: رحلة الامل» وفيه تروي قصة فتاة من بناما مصابة بالايدز كانت قد صادفتها خلال عملها مع منظمة «اليونسيف» في اميركا اللاتينية, ويقدر ان يباع نصف مليون نسخة من الكتاب, اما شقيقتها بربارة التي تخرجت من جامعة يال, فهي تحمل شهادة في العلوم الانسانية وقد عملت مع مرضى الايدز في افريقيا, وهي حالياً موظفة في أحد متاحف نيويورك.

اعراس البيت الابيض
ـ اول عرس شهده البيت الابيض هو عرس ماريا ابنة الرئيس جايمس مونرو في العام 1820, ولم يدع اليه اي ضيف اجنبي.
ـ عقبه عرس نيللي ابنة الرئيس اوليس غرانت في العام 1874.
ـ  عرس أليس ابنة الرئيس تيري روزفلت التي كان يقول عنها: «استطيع ان احكم اميركا, واستطيع السيطرة على أليس, لكن ليس بامكاني القيام بالامرين معاً» /1906/, وقيل ان العديدين من الضيوف اصيبوا خلاله بالاغماء.
ـ عرس اليانور ابنة الرئيس وودرو ويلسون /1914/.
ـ  عرس ليندا ابنة الرئيس ليندون جونسون /1967/, اما شقيقتها التي اعتنقت الكثلكة اخيراً فقد فضلت الزواج في كنيسة «الحبل بلا دنس».
ـ  عرس تريستيا ابنة الرئيس ريتشارد نيكسون /1971/, وبالمناسبة نصب معارضو الحرب في فيتنام خياماً لهم امام البيت الابيض.
ـ  عرس جينا ابنة الرئيس جورج بوش / لم يتقرر الموعد النهائي بعد/.وسوف يصرف انتباه الاميركيين لفترة من الوقت عن فشل سياسته في العراق وسياسته الاقتصادية, وسياسته التربوية, وسياسته البيئية.
ـ وتجدر الاشارة الى ان الرئيس غرفور كليفلند قد تزوج في البيت الابيض من فرنسيس فولسون في العام 1886.


حسان كورية

المصدر: الكفاح العربي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...