تذمر إسرائيلي من هيمنة اللوبي اليهودي وارتهان القرار الإسرائيلي

11-11-2007

تذمر إسرائيلي من هيمنة اللوبي اليهودي وارتهان القرار الإسرائيلي

الجمل: تعقيدات الصراع السياسي الداخلي الإسرائيلي، وتعقيدات الصراع السياسي الداخلي الأمريكي، أدت بالمقابل إلى المزيد من التعقيدات في علاقات محور واشنطن – تل أبيب.
* محور واشنطن – تل أبيب: تأثير العوامل غير المؤسسية:
العلاقات الدولية الثنائية أو المتعددة الأطراف، تتم عادة بين الحكومات والأنظمة باعتبارها الكيانات المؤسسية الرسمية المعنية بالعلاقة والارتباط، ولكن في حالة العلاقة الثنائية التي تربط بين محور واشنطن – تل أبيب، فهناك العديد من العوامل غير الرسمية التي تلقي بظلال تداعياتها وتأثيراتها على العلاقة..
جماعات اللوبي الإسرائيلي ظلت تمارس تأثيراً كبيراً على السلطات الأمريكية في تعزيز وتقوية مصالح الطرف الإسرائيلي، على النحو الذي جعل علاقة محور واشنطن – تل أبيب علاقة لا تتسم بالتوازن أو التكافؤ، وكل ما يحدث حالياً هو قيام الطرف الأمريكي بتقديم كل شيء للطرف الإسرائيلي، دون الحصول على أي مقابل..
جماعات اللوبي الموالي لإسرائيل بدأت تنظيماتها الأولى كـ"خيم" لليهود المهاجرين من نيران الحرب العالمية الثانية إلى أمريكا، وكانت حينذاك ترتبط بالحركة الصهيونية، ولكن لاحقاً بعد انهيار الاتحاد السوفييتي أصبحت جماعات اللوبي الإسرائيلي لا تعتمد في توجهاتها مبادئ الحركة الصهيونية التي تشبه إلى حد كبير توجهات حزب العمل الإسرائيلي ومنظمات «الهستدروت» المتأثرة بآراء وأفكار اليهود الشرقيين القادمين من بلدان المعسكر الاشتراكي، وبكلمات أخرى فقد أصبحت منظمات اللوبي الإسرائيلي أكثر انسجاماً مع تحركات الليكود الإسرائيلي الذي يتكون قوامه الأساسي من اليهود الغربيين وعلى وجه الخصوص من اليهود الأمريكيين المهاجرين إلى إسرائيل مثل بنيامين نتنياهو وغيره..
* التأثيرات المتصاعدة والحساسية المفرطة داخل إسرائيل:
لم تكتف جماعات اللوبي الإسرائيلي بالسيطرة وفرض النفوذ على الكونغرس الأمريكي والإدارة الأمريكية، وإنما سعت إلى توسيع دائرة نفوذها من أجل السيطرة أيضاً على توجهات السياسة الإسرائيلية نفسها، وبكلمات أخرى فقد حاول زعماء اللوبي الإسرائيلي فرض سيطرتهم على السلطات الإسرائيلية والسلطات الأمريكية معاً بحيث:
• يتم الضغط على السلطات الأمريكية عن طريق الكونغرس الأمريكي والعناصر اليهودية الأمريكية المتغلغلة في الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض الأمريكي، مثل جماعات المحافظين الجدد.
• يتم الضغط على السلطات الإسرائيلية عن طريق المساعدات التي تقدمها السلطات الأمريكية لإسرائيل. وعلى سبيل المثال، إذا لم يكن اللوبي الإسرائيلي راضياً عن أداء الحكومة الإسرائيلية، فإنه يلجأ إلى الضغط عليها عن طريق عرقلة مصالح هذه الحكومة في واشنطن..
* ردود الأفعال الإسرائيلية الداخلية:
نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، تحليلاً أعده المحلل السياسي الإسرائيلي البارز روزنر، أشار فيه إلى بعض الأمثلة التي برزت في الآونة الأخيرة كدليل على وجود بعض المظاهر الرافضة (داخل إسرائيل) لإعطاء أي دور لليهود الأمريكيين في السياسة الإسرائيلية الداخلية، وتقول بعض هذه الآراء:
• إن السياسة الإسرائيلية يجب أن تكون حصراً تحت سيطرة الإسرائيليين وليس اليهود المقيمين في الخارج.
• إن اليهود الأمريكيين، وغيرهم من اليهود المبعثرين في مختلف أنحاء العالم، عليهم أن يركزوا حصراُ على المشاركة في السياسة ضمن البلدان التي ينتمون إليها، وإذا كان من دور يتوجب عليهم لعبه من أجل إسرائيل فهو الاهتمام بتوفير الدعم والمساعدات لصالحها.
عموماً، تشير بعض المقالات والتحليلات الواردة في الصحف الإسرائيلية حالياً، إلى الكثير من تعليقات الإسرائيليين التي تظهر الكثير من مشاعر عدم الرضا إزاء نشاط جماعات اليهود الأمريكيين التي وزعت المنشورات ورفعت الأصوات المطالبة بضرورة عدم إجراء أي مساومة مع الفلسطينيين إزاء القدس باعتبارها "أورشليم" عاصمة مملكة هرمجدون التي سوف يقوم الرب ببنائها لعباده من اليهود المخلصين عندما تحل نهاية العالم..
وترى الأصوات الإسرائيلية الجديدة بأن توجهات هذه الجماعات اليهودية الأمريكية تشكل تدخلاً سوف يترتب عليه تشويش المواقف الإسرائيلية، وإرباك دوائر صنع القرار الرسمي الإسرائيلي..
هذا، وبتصاعد الخلافات والصراعات تقول التوقعات باحتمالات أن تتصاعد هذه الخلافات بين اليهود الأمريكيين الذين يدعمون حزب الليكود وزعيمه نتنياهو في صراعه ضد حزب كاديما وزعيمه أولمرت..

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...