تأجيل ملتقى الدراما السورية إلى ما بعد رمضان

23-02-2009

تأجيل ملتقى الدراما السورية إلى ما بعد رمضان

لم يخرج المنتجون السوريون للدراما التلفزيونية برؤى موحدة حول مجمل القضايا التي طرحها عماد الرفاعي رئيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون على طاولة البحث والحوار أمس الأول وكان واضحاً أن شبح الأزمة المالية التي تحولت كالسوس ينخر أعمدة الاقتصاد العالمي يخيم على تفكير صنّاع الدراما السورية، وكان هذا الأمر واضحاً بشكل جلي لا يحتمل اللبس في طروحاتهم، لدرجة أن المتشائمين توقعوا انهيار بعض الشركات وخروجها من «اللعبة» إذا ما استمر هذا الحال وخاصة أن كبرى الفضائيات العربية بدأت بتخفيض سقف شراء الأعمال الدرامية مدفوعة لذلك بعد انحسار مد الإعلان من قبل الشركات الكبرى. 
 وجاء اجتماع المنتجين لمناقشة فكرة إقامة ملتقى للدراما السورية يتضمن سوقاً للأعمال وحفل تكريم للمحطات المصرية التي تعرض المنتج الدرامي السوري، وتكريم شركات الإنتاج السورية المستمرة في الإنتاج، وكان من المفترض أن يقام هذا الملتقى في الشهر الرابع من هذا العام، إلا أن المنتجين وصلوا إلى نتيجة جوهرها أن هذا الملتقى سوف يفقد وظيفته إذا أقيم في هذا التوقيت، لأن المحطات العربية بدأت بالفعل توقيع العقود مع شركات الإنتاج، وقد اقترح المنتج والفنان فراس إبراهيم أن تسارع اللجنة في تشكيل وفد يجول على المحطات الكبرى خلال الأيام القليلة القادمة للترويج للأعمال السورية المنتجة هذا العام، واعتبر المنتج فيصل مرعي فكرة إقامة سوق للإنتاج، جيدة ودواء مرحلي، مقترحاً إنشاء شركة تسويق واحدة للأعمال السورية تضع استراتيجية للإنتاج ولم يرحب عماد الرفاعي بالفكرة لسببين الأول لأن قانون لجنة صناعة السينما والتلفزيون لا يسمح لها بأن تلعب هذا الدور ولأن التجربة لم تنجح في مصر، وقد رأى مظهر الحكيم أن إقامة الملتقى «قفزة نوعية ومفتاح لخطوات لاحقة لأن صناعة التوزيع لا تقل أهمية عن صناعة الدراما» وبعد نقاش مطول أقر المجتمعون إقامة هذا المهرجان بعد رمضان القادم للترويج لمسلسلات موسم 2010، وتم تشكيل لجنة لوضع الاستراتيجية النهائية لهذا الملتقى تضم شركة سورية الدولية وشركة أديب خير وشركة فيصل مرعي وشركة فراس إبراهيم، وشركة المسار على أن يتم التواصل مع المحطات العراقية الجديدة التي تعرض الدراما السورية وتريد شراء أعمال جديدة.

- وتداول المنتجون الآراء حول العلاقة المستقبلية مع التلفزيون السوري وكان واضحاً امتعاض أغلب هؤلاء من طريقة تعاطي هذه المؤسسة الوطنية مع المنتَج الدرامي، من ناحية أسعار الشراء، لدرجة أن المنتج أديب خير طرح فكرة مقاطعة التلفزيون إذا ما استمر في دفع مبالغ ضئيلة مقارنة بالمبالغ التي تدفعها بعض المحطات العربية. ولفت إلى أن التلفزيون الجزائري يدفع مقابل العمل السوري ما يعادل ما يدفعه التلفزيون السوري، ورأى البعض أن فكرة شراء كل الأعمال التي تنتج كل عام من قبل التلفزيون ليست في محلها لأنها بذلك تشجع الأعمال الرديئة فيما رآى آخرون أن هناك خطورة كبيرة في رفض بعض الأعمال في ظل هذه الأزمة المالية العالمية، وفي هذا الإطار أكد عماد الرفاعي أن هناك اجتماعاً قادماً مع إدارة التلفزيون السوري لوضع أسس تعامل جديدة تراعي مسألة الأسعار وتدفع نحو مسألة العرض الحصري المعتمدة لدى الفضائيات العربية.
ويبدو أن المنتجين السوريين قد وصلوا إلى قناعة واحدة وهي أن الدراما السورية باتت بأمس الحاجة إلى مظلة واحدة تحميها من أمطار التشتت، وتقوم بواجب وضع استراتيجيات مستقبلية للإنتاج والتسويق وتحمي المنتجين الجدد وفي هذا الإطار طرح المنتج أديب خير فكرة إقامة تكتلات بين المنتجين السوريين لإنتاج الأعمال الكبرى بشكل تضامني، ودعا بعض المنتجين إلى توحيد القلوب أولاً والابتعاد عن خيار الخلاص الفردي الذي يؤثر في الدراما كصناعة أصبحت في وضع مريح وفرضت نفسها على المشهد الإعلامي العربي الذي بات يطلبها بشدة مدفوعاً برغبة المشاهدين العرب.
لم تصل الدراما السورية إلى مرحلة الخطر بعد ولم يؤكد أغلب المنتجين هذه المسألة، ولكن رئيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون كشف خلال الاجتماع أن سقف الإنتاج قد انخفض هذا العام مع تأكيده أن الأعمال التي قدمت للجنة هي فوق درجة الجيد جداً، ورغم ذلك لابد من الدعوة إلى التفكير بشكل جدي في إيجاد رؤى جديدة في طريقة التعاطي مع صناعة مهمة وخطاب ثقافي وفكري وسياحي، ولعل الخطوة الأولى هي في تخفيف الأعباء عن المنتج السوري وفتح نوافذ تسويقية جديدة أمامه إذ ليس من المقبول أن تبقى عشرات المشاريع تنتظر إيماءات وإملاءات المحطات العربية.

محمد أمين

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...