باسل الخطيب: مقص الرقيب لم يعد يعنيني

26-11-2007

باسل الخطيب: مقص الرقيب لم يعد يعنيني

مرة أخرى تطل أسمهان من خلال المشروع الذي أطلقه المنتج السوري فراس ابراهيم والكاتب ممدوح الأطرش، لتحتل الواجهة الدرامية العربية بما تشكله من قيمة فنية وجمالية ومساحة اشكالية سمحت للكثير من التساؤلات والتشابكات لأن تطفو على السطح، بدءاً من الممثلة التي ستحظى بـ «دور العمر»، وليس انتهاء بالمخرج الذي سيخوض تجربة بهذا الثقل والوزن الدراميين.

اليوم يعمل المخرج باسل الخطيب بهدوء على المشروع من دون أن يدخل في ما سبق من تفاصيل أحاطت بالعمل، وأدت إلى «شلله وتراجعه» الى درجة أن المشروع برمته أصبح يعني للكثير نوعاً من «لعنة» تطارد كل من يقترب من سيرة هذه المغنية الكبيرة.

يقول الخطيب: «أنا أؤمن بالأمور القدرية، وأن لكل مشروع صاحبه. فهناك مسلسلات انتقلت إلى أكثر من مخرج، لكنها في النهاية تحققت بواسطة مخرج ربما لم يكن متواجداً في التصورات الأولى لانتاج هذا العمل، ولهذا لا أنوي أن أتحدث عن أي لعنات، بل أتمنى أن يكتب النجاح لهذا المشروع سواء أخرجته أنا، أو أحد آخر، فهو مشروع بالغ الأهمية، لأنه يتحدث وبهذه الفترة بالذات عن هذا الرابط القوي بين سورية ومصر، وما يثار حالياً من حساسيات تجاه الفنانين السوريين الذين يعملون في مصر، خصوصاً أنه يؤكد أن حالة التكامل الفني بين هذين البلدين هي حالة قديمة أثمرت على الدوام نتائج طيبة لكلا الطرفين». ويضيف: «سنصوّر حوالى ثلاثين في المئة من المسلسل في سورية، فيما سيصور الجزء الأكبر منه في مصر باعتبار أن أسمهان عاشت القسم الأكبر من حياتها هناك».

وحول المحظورات المتعلقة بشخصية أسمهان وموقعه كمخرج منها، يقول الخطيب: «عندما نقارب شخصية لها مكانتها، حتى بعد مرور عشرات السنوات على وفاتها، فإننا سنلمس إن هذه الشخصية لا يزال لها أكبر التأثير في ذاكرة الناس ووجدانهم. وبحسب السيناريو الذي كتب على مدى سنوات، من تجربة ممدوح الأطرش وقمر الزمان علوش وصولاً إلى المخرج نبيل المالح الذي أجرى تعديلات جوهرية على النص بحيث أصبح قريباً من الصيغة النهائية للتنفيذ، واضح أن شخصية أسمهان لا تزال تشكل حتى الآن لغزاً كبيراً، خصوصاً في ما يتعلق ببعض المفاصل الرئيسة في المسلسل، وتحديداً علاقتها بالبريطانيين والألمان فترة الحرب العالمية الثانية، والدور الذي لعبته أواخر الثلاثينات ومطلع الأربعينات على المستوى السياسي. ولهذا سنقترب من أسمهان الانسانة أولاً، لنتابع كيف تشكلت هذه الموهبة الفنية الاستثنائية لديها، وكيف استطاعت أن تخترق أوساطاً اجتماعية بالغة الخصوصية والتعقيد».

فهل سيبقي الخطيب على جرعات الجرأة في تناوله لشخصية أسمهان؟ يجيب: «كان لآل الأطرش بعض الملاحظات التي أخذتها في الاعتبار، ما أدى الى موافقتهم على الصيغة النهائية.

لن تظهر أسمهان في المسلسل على أنها ملاك، فهي كانت انسانة ولها طبعها الصعب ونزواتها ومشكلاتها. وهذا شيء أراه طبيعياً بالنسبة الى شخصية موهوبة إلى هذه الدرجة، اذ لا يمكن إلا أن يكون هناك تعقيدات في شخصيتها، وهذا الدور سيمثل تحدياً كبيراً بالنسبة الى سلاف فواخرجي لأنها ستقدم شخصية بعيدة كل البعد عن شخصيتها الحقيقية».

ويتحدث عن اسناد دور أسمهان إلى فواخرجي، ويقول: «هناك تجربة جمعتني أنا وسلاف في «رسائل الحب والحرب» اكتشفت فيها أنها قبل أن تكون نجمة، هي انسانة يتملكها شعور عالٍ بالمسؤولية تجاه عملها. وقد تقاطعت وجهات النظر بيني وبين الشركة المنتجة بخصوصها بصفتها النجمة الأمثل لأداء دور أسمهان، ولو أن التشابه قد لا يكون متطابقاً بنسبة كبيرة، ولكن هذا يظل ثانوياً عندما يكون هناك ممثلة بوزن سلاف فواخرجي».

وعن مقص الرقيب يقول الخطيب: «بصراحة لم يعد يعنيني مقص الرقيب. فأنا شخصياً لم أعد أرضى بأن يحــاسبني أي شخص على مواقف معينة أقدمها في أعمالي، لأنني قد بنيت هذه المواقف وهي تمثل وجهة نظر أنا مقتنع بها. إضافة الى أن مقص الرقيب في العالم العربي عشوائي ولا تحكمه أي ضوابط، ويتدخل أحياناً في أماكن لا يمكن أن تخطر ببال أحد. لذلك نحن نقدم ما نقتنع به كما حدث معي في «رسائل الحب والحرب»، فهناك محطات عرضت العمل كاملاً من دون اجتـــزاء وهناك محطات أخرى لاعتبارات غير مفهومة اجتزأت بعض المقاطع. المهم أن العمل عــــرض كـاملاً ووصل إلى الجمهور بالطريقة التي كنا نريدها».

فجر يعقوب

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...