انتخابات كردستان: المعارضة تخرق وتشكو من انتهاكات

27-07-2009

انتخابات كردستان: المعارضة تخرق وتشكو من انتهاكات

في الوقت الذي كانت تتواصل فيه عمليات فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت في إقليم كردستان شمال العراق، أمس الأول، شكت المعارضة، التي تحاول زعزعة هيمنة الحزبين الكرديين الرئيسيين على الحياة السياسية في الإقليم، أمس، من انتهاكات في الانتخابات، رغم إعلان المفوضية العليا للانتخابات أن التصويت صحيح إلى حد كبير.
وتأتي هذه الانتخابات في مرحلة مفصلية من تاريخ العراق، تتسم بانسحاب قوات الاحتلال الأميركي وتصاعد التوتر بين السلطات الكردية وحكومة بغداد حول النفط وصلاحيات الإقليم والمناطق المتنازع عليها، خصوصا كركوك. وستكون هذه الانتخابات مقياسا لشعبية الحزب الديموقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود البرزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال الطالباني، اللذين يواجهان بلائحة الكردستانية الموحدة 23 لائحة تسعى إلى زعزعة الهيمنة المطلقة للحزبين على السياسة والمؤسسات الكردية.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، انه سيتم إعلان النتائج الأولية للانتخابات اليوم الاثنين. وقال مسؤولو المفوضية إنها ستحقق في أكثر من 300 شكوى، لكنهم أشاروا إلى أن الشكاوى من غير المرجح أن تؤثر على النتيجة النهائية. وكانت مديرة الدائرة الانتخابية في المفوضية حمدية الحسيني أعلنت، بعد إقفال صناديق الاقتراع، أن النتائج النهائية ستصدر من بغداد بعد أيام.
وسجل مشاركة 78,5 في المئة من عدد الناخبين البالغ أكثر من 2,5 مليون شخص. وفي حكم المؤكد أن يهزم البرزاني منافسيه الأربعة الآخرين، لكن وللمرة الأولى منذ عقود، يبدو ان قائمة من المنشقين عن حزب الطالباني، خاضت حملتها الانتخابية تحت عنوان محاربة الفساد، تمكنت من زعزعة الهيمنة التقليدية للحزبين الكبيرين.
وقال مسؤول رفيع المستوى في قائمة التغيير، بزعامة نيشروان مصطفى، إن اللائحة حصلت على 50 في المئة من الأصوات في محافظة السليمانية، معقل الطالباني، كما نالت 22 في المئة في اربيل. وأضاف هذا يعني أننا حصلنا على 19 مقعدا من أصل 38 مخصصة للسليمانية، و9 مقاعد في اربيل، أي 28 مقعدا من أصل 111 من مقاعد البرلمان. وأعلن أن المرشح إلى انتخابات الرئاسة كمال ميراودلي تفوق على البرزاني في السليمانية.
وقال مصدر في قائمة الخدمات والإصلاح، التي تضم أربعة أحزاب إسلامية ويسارية، أنها ستحصل على 17 مقعدا، وبالتالي، فان المعارضة ستشغل حوالى 45 مقعدا في البرلمان المقبل. وأكدت مصادر في الديموقراطي الكردستاني أن التغيير تحقق تقدما واضحا في السليمانية، حاصدة ما يقارب 55 في المئة من الأصوات، بينما تظهر النتائج الأولية حصول الكردستانية على نسبة 59 في المئة من الأصوات تليها التغيير.
وفي حال تأكدت هذه النتائج، ستحظى الكردستانية بحوالى 55 مقعدا، بالإضافة إلى 11 مقعدا مخصصة للأقليات من تركمان ومسيحيين متحالفين تقليديا مع البرزاني، في حين ستنال التغيير حوالى 25 مقعدا. وكان الحزبان الرئيسيان يشغلان سابقا 78 مقعدا.
وشكت المعارضة من حصول انتهاكات. وذكر حزب الخدمات والإصلاح المعارض، إن مسؤولين من أحزاب السلطة الحاكمة جلبوا العديد من الأشخاص بواسطة حافلات للإدلاء بأصواتهم من دون وثائق رسمية، كما تم منع مراقبي المعارضة من دخول مراكز الاقتراع. وأعلنت التغيير أن السلطات نفذت خطة مدبرة لتغيير النتائج لصالحها.
وفي حين وصف الطالباني الانتخابات بأنها عيد لشعب كردستان الذي هو جزء من العراق، كرر البرزاني، بعد تصويته في صلاح الدين أمس الأول، انه لن يساوم قط بشأن المناطق المتنازع عليها. واضاف نأمل أن تكون الانتخابات مقدمة لحل الخلافات مع بغداد. لا بد من حلها لأنها قابلة لذلك وسنستند إلى الدستور في هذا الخصوص. وأضاف ردا على سؤال عما إذا كان الأكراد يرغبون في إعلان دولة لهم نحن جزء من العراق، هذا قرار برلمان كردستان في هذه المرحلة. وأشار إلى أن برنامجه في حال إعادة انتخابه سيكون العمل على إعادة المناطق المتنازع عليها إلى إقليم كردستان وتطبيق الدستور.
لكن رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان البرزاني، قال نأمل بعد الانتخابات أن نتمكن من الجلوس إلى طاولة التفاوض مع بغداد وحل مسألة كركوك. نحن كأكراد نرغب في إظهار مرونة.
من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي المالكي، خلال زيارته لواشنطن أمس الأول، ان هذه الانتخابات هي المعيار الذي من خلاله سنتعامل، وسيكون لها شان كبير في حل جميع الإشكالات التي ورثناها من النظام السابق وستكون خطوة على طريق بناء الديموقراطية. وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ لم تؤثر الانتهاكات على ديموقراطية هذه الانتخابات. نعتقد انه سيكون هناك وضع أفضل للإخوة في كردستان والحكومة العراقية للدخول في مفاوضات جدية لحل الخلافات.
وقتل خلال اليومين الماضيين 14 شخصا، وأصيب 42، في هجمات وانفجارات في أبو غريب والكرادة والفلوجة والموصل. 

المصدر: وكالات  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...