اليمن: حملة على «القاعـدة» في 3 محافظات

06-01-2010

اليمن: حملة على «القاعـدة» في 3 محافظات

يتكرر سيناريو حرب واشنطن المزعومة على الإرهاب، في اليمن هذه المرة، بتدفق الاموال والدعم الامني والعسكري، لإطلاق حملة على تنظيم القاعدة تقودها سلطة مركزية يكاد نفوذها الفعلي ينحصر في العاصمة صنعاء ويقتصر جدول اعمالها على حماية مصالح العائلة الحاكمة، حسبما تؤكد «نيويورك تايمز»، التي تشير إلى العلاقة بين القبائل اليمنية الممتدة سطوتها على معظم انحاء البلاد، وتنظيم «القاعدة» الذي يعادي السلطة وحلفاءها الغربيين.
وصرحت مصادر أمنية أن الحكومة اليمنية أرسلت آلافاً من الجنود والعناصر الأمنية للمشاركة في حملة على تنظيم القاعدة في ثلاث محافظات، وقال مصدر طلب عدم نشر اسمه «الحملة مستمرة في العاصمة وفي محافظتي شبوة ومأرب»، فيما تلاحق السلطات أيضاً مقاتلي القاعدة في محافظة أبين بالجنوب. ولم يتوافر المزيد من التفاصيل عن الحملة.
من جهتها، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤولين يمنيين ومحللين ودبلوماسيين غربيين قولهم إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح كان يمضي وقتاً أقل في السنتين الماضيتين في تلبية مطالب العشائر المتعاطفة مع ايديولوجيا تنظيم القاعدة والمناطق اليمنية مما استغرقه في تعزيز نفوذ عائلته، فيما قال دبلوماسي غربي إن الموارد النفطية اليمنية تنخفض مما يعني ان صالح لم تعد لديه موارد لبسط سلطته ما أدّى إلى تراجع سلطة الحكومة المركزية وانحسارها إلى العاصمة صنعاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن صالح يمثل لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما المشكلة نفسها التي تواجهها في أفغانستان وباكستان، فهو منفتح على الدعم الأميركي ولكن عدم فعاليته والفساد المستشري في مؤسسات حكومته قد تحدّ من حصوله على الدعم. ورأت الصحيفة ان رغبة صالح في مكافحة القاعدة هي أيضاً أمر مشكوك فيه، لأنه «لا يعتبرها عدوه الرئيسي». ونقلت عن دبلوماسيين ان الرئيس اليمني لم يبدأ بأخذ خطر القاعدة على محمل الجدّ إلاّ العام الماضي، حين أخبره الأميركيون أن أفراد عائلته مستهدفون من التنظيم الإسلامي.
وأشارت الصحيفة إلى ان سلطة الدولة اليمنية غائبة في المناطق التي يتسع فيها نفوذ تنظيم القاعدة، ورجال الشرطة والجيش يتحصنون داخل ثكناتهم وفي المدن الرئيسية، معتبرة أن مدى نجاح تعامل الولايات المتحدة مع طموحات صالح وعائلته سيحدد إلى حد كبير نجاح وفشل المعركة ضد القاعدة. وفيما نقلت «نيويورك تايمز» عن المحلل اليمني مراد ظافر تأكيده عزم صالح «توريث ابنه الرئاسة»، ذكرت أن تحديات عديدة تواجهه في سياق هذه العملية، من طرف حليفه السابق علي محسن المعروف بكونه «سنّياً محافظاً»، والذي يقود القوات المسلحة اليمنية في حربها على الحوثيين في شمالي البلاد. واشارت الصحيفة بان محسن تلقى انتقادات عديدة، لممارساته في الحرب على الحوثيين، حيث «أعاد إشعال الجبهة عبر احتلال وتدمير مساجدهم وأماكنهم المقدسة، واستبدالها» بما يتلاءم مع اتجاهاته المذهبية «المحافظة».
إلى ذلك، ذكر بيان نشر على موقع السفارة الأميركية في اليمن «ان عمليات مكافحة الإرهاب التي نفذتها القوات الحكومية اليمنية في 4 كانون الثاني الحالي في شمال العاصمة... ساهمت في القرار الذي اتخذته السفارة بمعاودة نشاطها». إلا ان البيان اشار الى ان «مخاطر تنفيذ هجمات ارهابية ضد المصالح الاميركية تبقى مرتفعة». وكان موقع وزارة الدفاع اليمنية افاد نقلاً عن مصدر امني ان وحدة مكافحة الارهاب التي تمولها بريطانيا والولايات المتحدة، «اشتبكت الاثنين مع احد العناصر الارهابية الخطرة من تنظيم القاعدة المدعوّ محمد احمد المحنق في منطقة ارحب بمحافظة صنعاء».
واضاف المصدر ان الاشتباك ادى الى «مقتل اثنين من مرافقي المحنق يعتقد انهما من تنظيم القاعدة، واصيب اثنان آخران من مرافقيه والقي القبض عليهما»، فيما فر المحنق وتستمر عمليات البحث عنه. الى ذلك، افاد متحدث باسم الخارجية البريطانية في لندن ان سفارة بريطانيا تبقى مغلقة امام العامة، الا ان موظفيها عادوا للعمل. وتبقى سفارة فرنسا في صنعاء مغلقة حتى اشعار آخر.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...