المتاريس الرقمية ومعارك الأنترنت

02-09-2006

المتاريس الرقمية ومعارك الأنترنت

الإنترنت أخذت موقعها أيضاً... كانت هذه المرة في المقدمة، ليس في جانبها الإعلامي فحسب وإنما أيضاً في استثمار قدراتها لتقديم الخدمات للمتضررين من هذا العدوان الوحشي على الشعب اللبناني.

الإمكانات التي توفرها شبكة الإنترنت كبيرة جداً في هذا المجال، وقد تم استثمارها بشكل جيد، لاسيما بعد الوحشية التي اعتمدتها القوات الصهيونية في تدمير كل وسائل الاتصال والمواصلات، بهدف تشتيت الشعب اللبناني، وتقطيع مساحته الجغرافية. ‏

مواقع الإنترنت التي اعتمدت قواعد بيانات وتطبيقات برمجية متميزة، استطاعت أن تحقق عملية الربط من جديد، عندما راحت تقدم المعلومات عن كل من أصابه أذى العدوان، عن الضحايا والجرحى والنازحين، عن رسائل الاستغاثة ومواقع العمل وقضايا تموين وسكن النازحين.

وهكذا ظهرت مواقع الإنترنت (موقع صامدون على سبيل المثال) لتظهر كما الشعب اللبناني، الصلابة والمنعة، وتكرس العلاقة المتينة المترابطة بين أبناء الشعب الواحد، فقدمت أخبار العدوان، وأخبار المقاومة، ونشرت صور المعاناة ليرى العالم من خلالها وحشية وهمجية الكيان الصهيوني، والمآسي التي يزرعها في المنطقة، والتي تعني أنه مصدراً أساسياً من مصادر الاضطراب وتهديد السلم العالمي. ‏

الصحافة التفاعلية التي أنجبتها المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت تفرض وجودها لترافق الأحداث الساخنة في كل مكان في العالم، وهي ـ منذ رأت النور ـ ترصد الرأي العام بأساليب مختلفة، لتعبر من خلاله عن قراءة علمية متميزة لانعكاس الحدث على الناس، ولا تقتصر في ذلك على عينات محلية بل تتجاوزها إلى عينات عالمية شاملة، باعتبار أن مواقع الإنترنت تصل إلى أي كان في جميع أنحاء العالم. ‏

عبر هذه الرؤية دخل العدوان الإسرائيلي على لبنان، ومنذ الأيام الأولى، حلبة النقاش والحوار والمتابعة في مواقع الإنترنت، وقد ظهر ذلك من خلال نماذج إلكترونية متعددة، شارك فيها العرب وغير العرب، في مواقع إخبارية عربية أو أجنبية.

وقد رصدنا في فترة محددة مجموعة من النماذج التي قدمتها بعض المواقع الإخبارية في مجال الصحافة التفاعلية، وفي المواضيع ذات العلاقة بالعدوان الصهيوني على لبنان، وقد التقت الأفكار التي خرجت بها هذه النماذج في موقف سلبي ضد هذا العدوان: ‏  

طرحت المواقع مجموعة من الاستفتاءات الإلكترونية منها الاستفتاء الذي نشره موقع CNN باللغة الإنكليزية في 13 تموز الماضي عبر سؤال: ‏

هل هناك مايبرر الهجوم الإسرائيلي؟ ‏

وقد شارك عدد كبير من زوار الموقع في الإجابة على هذا السؤال (حوالي مليونين)، وكانت النتيجة أن النسبة الأكبر من المشاركين لم تجد لهذا العدوان مايبرره. ‏

وطرح هذا الموقع أيضاً سؤالاً يقول: ‏

هل تعتقد أن الجهود المبذولة لوقف الحرب سوف تنجح؟ ‏

وقد أجاب 16% من المشاركين (حتى كتابة هذه المادة) بنعم على هذا السؤال، في حين رأى 84% أن هذه الجهود لن توقف الحرب. ‏

أما السؤال الذي طرحه موقع CNN العربي فكان: ‏

هل تعتقد أن صدور قرار من مجلس الأمن سيلقى الاحترام من الأطراف المتنازعة؟ ‏

68% قالوا إن حزب الله سيحترم وقف إطلاق النار و16% فقط قالوا إن «إسرائيل» ستحترمه. ‏

موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC طرح سؤالاً يقول: ‏

هل يساعد إرسال القوات الدولية في حل المشكلة في الجنوب اللبناني؟ ‏

17.08% قالوا إن إرسال القوات الدولية يساعد في حل المشكلة في حين رأى 63.34% أنه سيزيد المشكلة تعقيداً، ورأى 19.59% أن لاتأثير لذلك. ‏

موقع الجزيرة نت طرح مجموعة من الاستفتاءات: ‏

تضمن الاستفتاء الأول سؤالاً يقول: ‏

هل تنجح حرب «إسرائيل» النفسية في تغيير موقف اللبنانيين من حزب الله؟ ‏

8.1% أجابوا بنعم على هذا السؤال، في حين رأى 91.9% أنها لن تنجح. ‏

الاستفتاء الثاني طرح السؤال التالي: ‏

هل أصبحت «إسرائيَل» في مهب الريح؟ ‏

81.8% أجابوا بنعم على هذا السؤال، و18.2% قالوا لا. ‏

الاستفتاء الثالث طرح سؤالاً حول موقع لبنان في الصراع العربي الإسرائيلي، فرأى 85.2% وجود هذا الالتزام في حين رأى 14.8%حيادية لبنان فيه. ‏

الاستفتاء الرابع طرح السؤال التالي: ‏

هل تؤيد استخدام النفط كأداة ضغط سياسي على الغرب لتفادي العدوان؟ ‏

94.8% أيدوا مثل هذا الاستخدام في حين رفضه 5.2%. ‏

أما الاستفتاء الخامس فقد انتهى إلى أن 91.3%من المشاركين يرون في مواجهة حزب الله مع «إسرائيل» مقاومة مشروعة، بينما رأى نسبة 8.7%هذه المواجهة مغامرة غير محسوبة. ‏

مواقع متعددة طرحت عدداً من منتديات الحوار حول هذه الحرب، وكان منها المنتديات التي طرحها موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC على شبكة الإنترنت والتي تناولت المواضيع التالية: ‏

المنتدى الأول: يرى بعض المراقبين أن الحرب قد تسفر عن انعكاسات على الصعيد الإقليمي بما يجبر كل الأطراف على التفكير جدياً في حل لمشكلة الشرق الأوسط عموماً، ماهي برأيك الانعكاسات المحتملة لهذه الأزمة، وكيف تنظر إلى مستقبل المنطقة؟ ‏

المنتدى الثاني: شهدت السنوات السابقة دعوات لشرق أوسط كبير مالبثت أن تحولت إلى الدعوة لشرق أوسط جديد، مارأيك بهذه الدعوات؟ ‏

المنتدى الثالث: هل تعتقد أن الهجوم على قانا سيغير اتجاه التطورات في المنطقة؟ ‏

مواقع اخرى كثيرة طرحت منتديات حوار متعددة نذكر منها ماطرحه موقع صحيفة تشرين بعد بدء العدوان الصهيوني على لبنان، ومن أهم المواضيع التي تناولتها هذه المنتديات: ‏

ـ دمرت «إسرائيل» في عدوانها على لبنان البنية التحتية لهذا البلد، هل يمثل ذلك اعترافاً بالعجز في المعركة العسكرية؟ ‏

ـ «إسرائيل» تتعمد في عدوانها قتل المدنيين الأبرياء في لبنان، إلى أي مدى يعبر ذلك عن حقد العدو ووحشيته وإرهابه؟ ‏

ـ المواطن العربي يقف مكتوف الأيدي وهو يرى بأم عينه أن أخاه في لبنان وفلسطين يقتل، من هو المسؤول عن ذلك؟ ‏

ـ في وقت تحاول فيه «إسرائيل» وأمريكا تبرير هجومها باسترجاع الجنديين الأسيرين، يكون الثمن تدمير لبنان... ماذا تقول في ذلك؟ ‏

ـ المجتمع الدولي يتجاهل العدوان الصهيوني على لبنان، لماذا؟ ‏

ـ فاجأت المقاومة اللبنانية العدو الصهيوني بقدراتها المميزة وإيمانها المطلق بكرامة لبنان وإرادة شعبه ووحدته، كيف وصلت المقاومة إلى هذه المكانة؟ ‏

ـ الاضطراب والفوضى والجنون ميزت حالة الإسرائيليين بعد النجاحات التي حققتها المقاومة اللبنانية، ماذا تقول في ذلك؟ ‏

ـ هاهو الإسرائيلي يذوق طعم النزوح، ولم يعد ذلك يقتصر على اللبنانيين أو الفلسطينيين، ماهي منعكسات ذلك على المستقبل؟ ‏

ـ ترفض وزيرة الخارجية الأمريكية وقف إطلاق النار في لبنان بلا ثمن سياسي، كيف ترى هذا الموقف؟ ‏

ـ كم مرة قدمت أمريكا ودول أخرى نفسها على أنها تقف إلى جانب لبنان، وهاهي اليوم تصاب بالعمى والصمم إزاء مايتعرض له لبنان من عدوان إسرائيلي، كيف ترى هذا الموقف؟ ‏

ـ «إسرائيل» لاتنوي فقط ضرب حزب الله في لبنان لكنها تنوي القضاء على الفكر المقاوم والذهنية المقاومة في الوطن العربي، مارأيك بهذه المقولة؟ ‏

ـ تطارد «إسرائيل» المحطات الإعلامية في لبنان سواء بقصف التجهيزات أم بمطاردة المجموعات الإعلامية، هل تنوي من خلال ذلك إبعاد شهود الإرهاب الصهيوني؟ ‏

ـ يعيش اللبناني هذه الأيام ظروفاً قاسية، كيف نستطيع أن نسهم في تقديم الدعم له كي يكون قادراً على الصمود؟ ‏ ‏

انتشرت بعد بدء الحرب مباشرة بيانات إلكترونية تشجب العدوان الصهيوني، وتدعو إلى الوقوف في وجه هذا العدوان وعلى التضامن مع أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني. ‏

واعتمدت هذه البيانات بشكل رئيسي على جهد شخصي تطوعي قام به عدد من المتابعين للحدث العربي نذكر منهم الدكتور خلدون زريق الأستاذ الجامعي في فرنسا الذي نشر بياناً أصدره أعضاء الجمعية الثقافية الأوروبية العربية E-ARABESQUE عبروا فيه عن التضامن مع الشعبين اللبناني والفلسطيني، ودعوا إلى رفع الأصوات ضد العنف والتدمير المستهدف للبنى التحتية في فلسطين ولبنان ووضع حد للحرب الهمجية التي ترتكبها «إسرائيل» ضد اللبنانيين والفلسطينيين، وطالبوا الحكومات الأوروبية باتخاذ مواقف أكثر صرامة وعدلاً إزاء السياسة العدوانية التي تمارسها «إسرائيل». ‏

وجاء فيه: ‏

نحن أعضاء الجمعية الثقافية الأوروبية العربية E-ARABESQUE وبالاشتراك مع كل الجمعيات والأفراد الموقعين: ‏

- نعبر عن كامل تعاضدنا مع الشعبين اللبناني والفلسطيني ‏

- ندعو النساء والرجال الأحرار في العالم أسره إلى رفع أصواتهم ضد العنف الذي يطول السكان المدنيين في الشرق الأوسط، والتدمير المستهدف للبنى التحتية في لبنان و فلسطين ‏

- نطالب بحماية عاجلة للأطفال اللبنانيين والفلسطينيين ‏

- لنعمل سريعاً على وضع حد للحرب الهمجية التي ترتكبها «إسرائيل» ضد اللبنانيين والفلسطينيين ‏

- نقول لا لأمراء الحرب الجدد في «إسرائيل»، نعم للسلام العادل ولتحرير جميع الأسرى والأراضي العربية ‏

-لنطالب حكوماتنا باتخاذ موقف أكثر صرامة وعدلاً إزاء السياسة العدوانية التي تمارسها «إسرائيل» في الشرق الأوسط بمساندة الولايات المتحدة. ‏

وقد نشر هذا البيان على الموقع: ‏ r http://libangaza.free.f

وهو يتيح للراغبين التوقيع الإلكتروني، وقد نشر باللغات الإنكليزية والعربية والفرنسية، وزاد عدد الموقعين عليه على 6000 من الشخصيات العربية والأجنبية، وتم إرسال نسخ منه إلى مراكز القرار العالمي والأمم المتحدة. ‏

مواقع صور الجريمة ‏

مواقع كثيرة ظهرت على شبكة الإنترنت ترسم ملامح الجريمة الإسرائيلية والإرهاب الصهيوني البشع من خلال عرض صور الدمار في البنى التحتية وصور القتل والجرائم ضد الأطفال والنساء ومن هذه المواقع نذكر موقع: ‏

(من إسرائيل إلى لبنان): www.fromisraeltolebanon.info الذي أنجزه مجموعة من المتطوعين في لبنان. ‏

هي الإنترنت المقاومة، الإنترنت المقاتلة في وجه الوحشية الصهيونية، الإنترنت التي اتخذت موقعاً لها في أحضان الشعب اللبناني، لتكون واحدة من أدواته الصامدة في وجه العدوان. ‏

حسين الإبراهيم

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...