القاهرة تمنع كتاب »بلد الفراعنة على حافة ثورة«

24-07-2008

القاهرة تمنع كتاب »بلد الفراعنة على حافة ثورة«

أعلن الصحافي البريطاني جون برادلي، ان كتابه »داخل مصر، بلد الفراعنة على حافة ثورة« الذي يتناول الوضع السياسي في مصر، غلاف الكتابمنع من التداول من قبل السلطات المصرية.
وقال برادلي ان دار النشر النيويوركية »بلغريف ماكميلان« أبلغته بأن »الجامعة الأميركية في القاهرة اوصت على ٥٠ نسخة من الكتاب منذ ايام لكنها الغت الطلب بعد ذلك بساعات بعدما ابلغتها اجهزة الرقابة المصرية ان الكتاب ممنوع في مصر«.
ويتوزع الكتاب، الذي يقع في ٢٤٢ صفحة، على ثمانية فصول هي: »الثورة الفاشلة«، »الإخوان المسلمون«، »المسيحيون والصوفيون في مصر«، »البدو وسيناء«، »التعذيب«، »الفساد«، و»ضياع الكرامة في مصر«، فيما يتناول الفصل الأخير »مصر بعد مبارك«.
ويستهل برادلي مؤلفه بعبارات للمؤلف المصري علاء الأسواني، صاحب رواية »عمارة يعقوبيان«، يقول فيها إن برادلي »كاتب يبحث عن الحقيقة في بلاد عربية يحكمها ديكتاتوريون«، وإن »كتاباته جريئة وضرورية من اجل فهمنا للحقيقة خلف الصورة الحكومية المزيفة لمجتمعاتنا«.
ويروي برادلي في كتابه لقاءات أجراها في مقهى يسمى »الندوة الثقافية« بالقرب من مبنى الجامعة الأميركية في القاهرة، ويجمع المفكرين الليبراليين.

ويرى برادلي أن مصر أصبحت في انتظار »ثورة مضادة« لثورة الضباط الأحرار في ٢٣ تموز ،١٩٥٢ مشيراً إلى أنها »أكثر دولة عربية يشيع فيها التعذيب والفساد«، فيما يصف المعارضة المصرية بأنها »متواطئة« مع النظام الحاكم في »تخبطه بلا هدف«.
ويشير برادلي إلى أنّ »الإخوان المسلمين« نجحوا في إعادة تأهيل جماعتهم في السبعينيات عندما كان الاقتصاد المصري في أضعف حالاته، ما جعل السعودية منطقة جذب للعديد منهم، الذين هاجروا إليها للعمل في قطاع النفط، حيث اطلعوا هناك على »الإسلام الأصولي«، ثم عادوا إلى مصر مفعمين بالحماسة الدينية لتغيير المجتمع الذي أفسدته التعاليم الغربية.
وبحسب برادلي، فإنّ الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في مصر »ليست له صلات حقيقية بالناس، وليس له حتى وجود حقيقي خارج المدن الكبرى«، معتبراً أنّ »النظام المصري لا يمتلك الخصائص التي أبقت السوفيات أو الحزب الاشتراكي الصيني في الحكم؛ فليس لدى الحزب أي سبب في الوجود سوى التمسك بالحكم«، وأنه »مع غياب أي نوع من الشرعية، فإن ما يبقيه في الحكم هو التخويف، والترهيب، حيث يتم بث الجبن في المجتمع من أعلاه لأسفله«.
ويعتبر الكاتب أنّ المجتمع المصري آخذ في »التحلل والذوبان ببطء تحت عاملين توأمين هما: ديكتاتورية عسكرية قاسية وسياسة أميركية فاشلة في الشرق الأوسط«. ويتنبّأ بثورة جديدة في مصر تخسر فيها الولايات المتحدة هيمنتها على أكبر دولة عربية وعلى الشرق الأوسط.
وحول الفساد في مصر، يوضح برادلي أنّ حادثة الأقصر التي قتل فيها نحو ٦٠ سائحاً في العام ،١٩٩٧ جاءت بعد قيام منفذيها بتقديم رشى للحرس لتمكينهم من الوصول إلى الفوج السياحي.
ويبدي الكاتب إعجابه بقدرة المصريين على التحمل، لكنه يرى أن عوامل كثيرة تؤثر فيهم الآن، بينها العولمة و»الغضب الشعبي لرؤية العناصر التي تقلد الغرب في المجتمع، والتي تسرقه تحت مسمى تحرير الاقتصاد وفتح البلاد للاستثمار الأجنبي«، لافتاً إلى أنّ »كل ذلك يذكِّرنا بإيران خلال الأيام الأخيرة للشاه«.
ويرى برادلي أنّ الولايـــات المتحدة تقوم بدور أساسي في رسم السياسات الداخلية المصرية الحالية، »تماما كما تحكّم البريطانيون في الخزينة المصرية، وتدخلوا في قرارات الحكومة، وكان لهم وجود عسكري«.
وعن مستقبل مصر يقول الكاتب إنه »على الرغم من بعض النجاحات الاقتصادية، إلا أن توزيعها تم على من ارتبطوا بالنظام فقط، من دون أن يصل ذلك إلى بقية الشعب، ما أدى إلى زيادة الحنق بين المصريين«.
ويرى برادلي أنه على الرغم من أنّ مصر شهدت في تاريخها تسامحاً دينياً، إلا أن التنوع أصبح من المحرّمات بعد بروز التيار الأصولي، موضحاً أنّ المسيحيين والبدو والصوفيين يعامَلون كخونة، ويتعرضون للترهيب من قبل الإسلاميين.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...