العشاق استغنوا عن الورد الأحمر واستبدلوا به الألبسة في موسم التنزيلات

15-02-2009

العشاق استغنوا عن الورد الأحمر واستبدلوا به الألبسة في موسم التنزيلات

احتفل العشاق بعيد الحب يوم أمس في سورية، وتبادل أهل الغرام الهدايا التقليدية ليزاح الورد الأحمر من على تربعه على عرش هدايا الفالنتاين، نظراً إلى ارتفاع سعره مقارنةً مع الأسابيع الماضية، إضافة إلى بحث السوريين عن هدايا أطول عمراً وأكثر دواماً في ظل أزمة اقتصادية خانقة بدأت ملامحها تلوح في أفق الاقتصاد السوري.
ولم يتجاوز سعر الوردة الحمراء مساء أمس مئتي ليرة سورية في أرقى محال دمشق، وهو مبلغ ضئيل مقارنةً مع العام السابق حيث تجاوز سعر الوردة 500 ليرة سورية في هذا العيد.
شريف الصباغ وهو صاحب محل للورود في حي الشعلان قال: إن سعر الوردة الحمراء المستوردة من الإكوادور لم يتجاوز مئتي ليرة سورية هذا العام وهي أفضل أنواع الورود الحمراء في السوق، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الإقبال على شراء الورود في العام الماضي كان أكبر من هذا العام بكثير، وأوضح أحد العاملين في المحل أن سعر هذه الوردة الإكوادروية قد تجاوز العام الماضي خمسمئة ليرة.
ويكثر استيراد السوريين للورود في هذا الوقت من دول عدة، نظراً إلى أن الوردة الحمراء الدمشقية (البلدية) لا تتوافر في فصل الشتاء وهي تظهر فقط في فصل الصيف.
الهبوط الحاد في أسعار الورود لهذا العام لم يمنع البعض من الاستغناء عن شرائه ليستبدلوا به هدايا أكثر أهمية على حد وصف البعض.
فيقول خليل داود لم أشتر هذا العام أي وردة لأن سعر الوردة وصل إلى مبلغ مرتفع مقارنة مع سعره في الأيام العادية، لذلك قررت أن أهدي من أحب قطعة من الملابس في ظل التخفيضات على أسعار الملابس التي تشهدها الأسواق.
ووصلت التخفيضات في بعض المحالّ التجارية إلى 90% وهذا الأمر حديث على الأسواق السورية، فقد اعتاد المواطن السوري تخفيضات تصل إلى 50% بأحسن أحوالها، وعلى الرغم من التخفيضات في الأعوام السابقة إلا أن المواطن السوري كان مشككاً دائماً في مصداقيتها، على حين في هذا العام فقد أكد كثيرون أن هذه التخفيضات حقيقية ولا مجال للتشكيك بها.
وهذا ما أوضحه لنا فراس أبو فاعور وكيل ملابس لعلامة تجارية إيطالية فقال: قلة من العلامات التجارية لم تصل تخفيضاتها إلى 50%، موضحاً أن الأسباب تتعلق بالدرجة الأولى بالأزمة الاقتصادية العالمية إضافة إلى أن الوكالات وتجار الألبسة لديهم التزامات مالية عليها تسديدها للشركات الكبرى والمصنعين، وهذا ما دفع الوكالات إلى البيع ولو من دون ربح أو حتى في الكثير من الأوقات بخسارة، كي يستطيعوا جمع المستحقات المالية الواجب تسديدها، وأردف أبو فاعور قائلاً: لقد شهدت الأسواق تحسناً في حركة الشراء قبل عيد الحب (الفالنتاين) بيومين، نظراً إلى أن العديد من الأشخاص رأوا أن إهداء قطعة من الألبسة تساوي بسعرها إهداء وردة حمراء، والألبسة من الممكن الاستفادة منها أما الوردة وعلى الرغم من دلالتها الرمزية إلا أنها لن تعيش طويلاً، وأشار أبو فاعور إلى عوامل أخرى دفعت الوكالات إلى تخفيض الأسعار منها حالة الطقس التي لم تشهد برودةً كبيرة ما جعل الكثير من الألبسة الشتوية من دون بيع طوال الموسم، إضافة إلى الحرب على غزة التي جعلت المواطن يتسمر على شاشات التلفزة غير مكترث بلباس ولا برفاهيات. وفي سياق الحرب على غزة فقد قام عدد من العشاق السوريين والفلسطينيين (المقيمين في سورية) بالتبرع بثمن هداياهم لمصلحة أطفال غزة وأهلها، إضافة إلى استغناء البعض عن الهدايا وإهداء من يحبون بطاقةً لحضور حفل فرقة كلنا سوا السورية التي أقامت ثلاث حفلات كان آخرها مساء أمس في دار الأسد ويعود ريع هذه الحفلات إلى أطفال غزة.

رامي منصور

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...