الجلسة الثانية من محاكمة صدام في قضية الأنفال

22-08-2006

الجلسة الثانية من محاكمة صدام في قضية الأنفال

بدأت الثلاثاء الجلسة الثانية من محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وستة من أعوانه في قضية الأنفال.

وبدأ بث وقائع الجلسة كالمعتاد بعد نصف ساعة من بدايتها.

إيضاحات وزير الدفاع العراقي السابق سلطان هاشم أحمد، القائد العسكري لحملة الأنفال

استهلت المداولات بإتاحة الفرصة أمام سلطان هاشم أحمد لتقديم إيضاحات عن عملية الأنفال التي قال إن قائد الفيلق الأول المرحوم كامل ساكت عزيز هو من أطلق التسمية على الحملة العسكرية تيمناً بالآية القرأنية الكريمة.

وتحدث خلال كلمته عن تقرير للاستخبارات العسكرية عن قوات إيرانية في المنطقة بجانب أعداد المتمردين الأكراد "البشمركة" خلال تلك الفترة، مشيراً إلى أن الحملة استهدفت قوات منظمة افتقدت الغطاء الجوي.

ونفى استهداف الحملة العسكرية على المدنيين مشيراً إلى مواجهات عسكرية بين قوات الجيش العراقي والبشمركة.

وقال إن القطاعات العسكرية قدمت العون إلى المدنيين الذين تأثروا بالمواجهات العسكرية بين الجانبين.

قال إن المهمة العسكرية التي حددت له هي "الدفاع التعرضي ومنع العدو الإيراني من احتلال الأراضي العراقية وبأي ثمن.. وأصدرت  أنا تعليماتي بناء على تلك الأوامر وأتحمل كافة المسؤولية عنها."

إيضاح صابر عبد العزيز رئيس الاستخبارات العسكرية سابقاً.

وطلب الدوري إكمال إيضحات هاشم قائلاً إن العدو الإيراني والمتمردين الأكراد كانوا يقاتلون معاً في مقر "رمضان" الإيراني في المنطقة الشمالية بقاطع السليمانية واربيل.

وتحدث عن سحب القوات الإيرانية من القواطع الوسطى للتركيز على احتلال السلمانية كركوك وتدمير سد بردوخان في المنطقة بهدف إغراق العاصمة بغداد.

مشيراً إلى أنه لم يكن أمام القيادة العسكرية والسياسية سوى الاستعداد لهذا العمل لإنقاذ العراق ورسم خطة لتنظيف المنطقة من الإيرانيين.

وقال إن معركة الإنفال تدخل في إطار معركة من معارك "القادسية" وإنها لم تستهدف الأكراد المدنيين، بل المتمردين المدعومين من القوات الإيرانية.

وتدخل القاضي وطلب من الدوري تقديم إيضاحاته مكتوبة إلى هيئة المحكمة.

وتحدث الدوري عن سؤال أحد رفاقه له  "هل سنحاكم يوماً على هذه المعارك" ورد بالإيجاب "سوى في حال احتلال إيران للعراق."

الشاهد الأول، كردي من مواليد 1957

بدأ الشاهد الأول في تقديم إفادته باللغة الكردية عبر مترجم وقال إن الجيش العراقي قصف المدنيين بجميع أنواع الأسلحة من صواريخ وقنابل عنقودية "تم استخدامها ضدنا نحن الأكراد.. وذلك لكوننا من العرقية الكردية فقط..عندما عرف أننا من الأكراد لجأ لاستخدام الأسلحة الكيمائية."

وتابع "حلقت مجموعة من الطائرات في سماء باليسنان، كان عددها بين ثمانية إلى 12 طائرة.. وبدأ قصف القرية ولكننا لاحظنا أن صوت الإنفجارات كان خافتا.. وارتفعت سحب الدخان ثم اشتمينا رائحة تماثل التفاح المتعفن أو الثوم.. ومن ثم بدأ السكان في التقيو.. وبعدها جاءت مروحيات.. وأخذت في قصف قمم الجبال إلا أنني لم اعرف إذا استخدمت أسلحة كيمائية أم لا."

ومضى "وحل الظلام ولم يتسن لنا تحديد مصير السكان.. أخبرنا البعض بالإختباء لإمكانية أن شن القوات الحكومية هجوماً.. واحتماء البعض بالكهوف أو تحت الأشجار.. ولجأت وعائلتي المؤلفة من 8 أفراد إلى الجبال، وفي الطريق شاهدت عدداً من الجرحى يصرخون من الآلم.. ومع حلول الظلام لم نستطيع رؤية الأشياء فيما تحترق أجسادنا.. جلست بجانب صخرة وسمعت صراخاً لكني لم أر شيئاً، كانتا أمرآتان وإحداهما كانت في حالة مخاض.. إلا أن المولود توفي جراء السموم الكيمائية.."

وجاء في إفادته "خلال تلك الفترة كنا نسمع أصوات قصف مدفعي، اقتدت مع مجموعة من الجرحى تصرخ من الآلم حيث تمت معالجتنا.. انفصلت عن زوجتي التي لم أعرف جهة احتجازها..أدخلت إلى المستشفى لتلقي العلاج وسمعنا أصوات تتحدث باللغتين العربية والكردية ومن ثم استبدلت ثيابنا واقتدنا إلى مكان مجهول.. الشئ الوحيد الذي أدركه هو أصوات  الصراخ.. واقتادنا مجهولون إلى أحد الدور.. كنا ثلاثة واحتجزنا معصوبي  الأعين حتى الصباح.. رفض صاحب الدار الكشف عن هويته إلا أنه أطلعنا على كيفية إحضارنا إلى داره... جردنا من هويتانا في المستشفى..

وجاء في إفادة الشاهد "عند دخولنا المستشفى لفظ أحد المصابين أنفاسه وسط اجواء مشحونة بالحزن.. كان يتخيل حضن أطفاله الخمس ساعة احتضاره.. في إحدى الأيام جاء ضابط للتحقيق معنا وقالوا لنا إنتم من المخربين لولا رأفة الحكومة لقمنا بتقطيع أجسادكم.. أخبرنا الضابط أنه سيتم تعذيبنا عقب تماثلنا للشفاء.. كان هناك طبيباً مصرياً يعاملنا بصورة سيئة.. أتى ضابط آخر، كان كردياً، وكانت معاملته معنا جيدة.. أنا أمي لا أجيد القراءة أو الكتابة كل ما أدلي به هو ما رأيته بأم عيني.."

وأضاف "دلنا والدي على طريقة للهرب من الحجز.. هربنا ونحن نرتدي زي المرضى.. وعدت إلى دار عائلتي واكتشفت أن جميع أفراد أسرتي فقدوا البصر.. فقدم عماً لي وأجهل مصيره حتى اللحظة.. قالت زوجتي إنها احتجزت في معتقل بأربيل.. لا زلت أحمل أثار ذلك المرض أنا وعائلتي.. قيل لنا أن من استهدفوا بذلك السلاح لن تكتب لهم الحياة.. آثار ذلك المرض مازالت بادية عليّ.. الأطباء قالوا إنني سأحملها مدى الحياة.. توجد آثار ظاهرة على أجسادنا وبعد مرور 20 عاماً على الحادث.. تأثر نظري وجهازي التنفسي.. من هو المسؤول عن ما جرى لنا.. زوجتي عليلة وصودرت جميع ممتلكاتي.. أطالب بالحكم بالتعويض لنا عن كل ما جرى وأصابنا... توجد لدينا تقارير طبية وسأقدمها للمحكمة.."

وسأله القاضي إذا كانت لديه شكوى محددة ضد أحد المتهمين؟

ورد الشاهد بالقول "أشكو جميع من كانوا يحكمون العراق."

القاضي: هل تشكو من شخص بعينه."

الشاهد: أشتكي على من حكم العراق وأصدر الأوامر."

هيئة الإدعاء تطلب إيضاحاً من الشاهد

قال الإدعاء إن الشاهد أفاد في شهادة مسبقة عن رؤيته لمقبرة جماعية تحوي رفات 25 ضحية،  إلا أن الشاهد رد بالنفي قائلاً "لم أشاهد بعيني.. سمعت أهلي القرية يتحدثون."

وعن خسائره الشخصية قال الشاهد إنه فقد داره التي دمرت بجانب "قطيع من الماشية وحرثي الذي أحرق بكامله"

ووجه إلى الشاهد سؤال بشأن إصابة أي من أطفاله بعلل جراء استخدام الأسلحة الكيمائية، وأجاب قائلاً "كانوا يتمتعون بصحة جيدة إلا أنهم يعانون من حروق في أعينهم وأجسادهم الآن."

اعترض طاقم الدفاع على طريقة إدلاء الشاهد بإفادته ملمحاً إلى بأنه لقن شهادته.

طاقم الدفاع يستجوب الشاهد

محام من الدفاع: هل كانت الطائرات التي تقصف بالأسلحة الكيمائية تحمل العلم العراقي أم الإيراني؟

الشاهد: لم تكن تحمل أعلاماً .. هي نفس الطائرات التي قصفتنا من قبل.. لم تكن لدينا مشكلة مع إيران لتقصفنا طائرات إيرانية. أنا متأكد أنها عراقية لأنه بعد اليوم الثاني من قصف الطائرات قدمت القوات العراقية.

الدفاع: الشاهد يستنتج أن الطائرات التي قصفت هي عراقية..!

الدفاع: الشاهد قال إنه وزن الصواريخ التي قصفت بها القرية بلغت نصف طن.. كيف له تقدير وزنها وهو يقول إنه أمي."

الشاهد: نعم لا أجيد القراءة والكتابة لكن هذا ما أخبروني به.. هناك قنابل بالقرية لم تنفجر."

الدفاع: قال الشاهد إنه أصيب في عينيه وفقد النظر في الوقت الذي قال إنه شاهد ما بين 10 إلى 20 جريحاً محمولين على جرار.. كيف تسنى له مشاهدة ذلك"

الشاهد: كنت لا أرى لكن كان معي أشخاص آخرين شاهدوا الجرحى.

الدفاع: أنها شهادة على السمع ولم يشهد ذلك بنفسه.

الدفاع: هل كان الشاهد ملتحقاً بالبشمركة أم من القوات العسكرية أو الدفاع الوطني.؟"

الشاهد: أنا لم أكن من قوات البشمركة يوماً في حياتي.. كنت في منزلي وكنت هارباً من الخدمة العسكرية..

الدفاع: كم تبعد مسافة قريته من المناطق التي قصفت بالجبال.؟

القاضي: يبدو أنك لم تكن مركزاً أفاد الشاهد بذلك مسبقاً

الدفاع: أشكك في إفادة الشاهد طالما هو يبحث عن تعويض خسائره

محام دفاع آخر: الشاهد قال إن القصف تم لأننا أكراد.. هل تم القصف فقط بسبب كونهم أكراد ام لأسباب آخري؟

الشاهد: قصفنا لأننا أكراد فقط..كان الجو هادئاً.. كانوا يأخذون الطعام من عندنا.

القاضي: من الذين اخذوا الطعام منك؟

الشاهد: قوات البشمركة كانت تأتي للتزود بالطعام منا

الدفاع: الشاهد قال إن عدد الطائرات المغيرة ما بين 8 إلى 12 كيف له عدها وهي تقصف.. من أي إتجاه قدمت؟

الشاهد: لاحظت أن الطائرات قدمت من جهة كركوك وشاهدت ثمانية وأخبرني آخرون أنها 12.

الدفاع: هل كنت من سكان المنطقة المحظورة.. وبلغت من مختار المنطقة بالحظر؟
الشاهد: لم يخبرني أحد.. لم يبلغني أحد بذلك..

الدفاع: هل كان القصف المدفعي بين الجانبين - العراقي والإيراني؟

الشاهد: كان ينصب في جانبنا.. لم تأت طائرات من جانب إيران.

الدفاع: كم تبعد الحدود الإيرانية عن منطقة الحادث؟

الشاهد: البعد بيننا ومنطقة "الشقلاوة"  قرابة نصف الساعة.

الدفاع: كونه فار من الخدمة العسكرية هل سبق له السفر إلى إيران؟

القاضي: السؤال لا يمت للقضية بصلة

الدفاع: هل شاهدت أحداً من المتهمين في ساحة المعركة؟

الشاهد: لا لم أشاهد أي من المتهمين هناك

الدفاع: تحدث عن الأضرار التي أصيب بها عقاره.. هل هي داره أم دار والده؟

القاضي: دار والده

محام دفاع ثالث: كان يأتي بعض أفراد البشمركة إلى المنطقة لأخذ الطعام.. كم هو عددهم في كل مرة؟

الشاهد: كانوا يحضرون إلى قريتنا في الليل أحياناً 10 وأحياناً أخرى ثلاثة.

الدفاع: هل كان للبشمركة مشاكل مع الحكومة."

الشاهد: نعم كانت هناك مشاكل

الدفاع: ما نوعية هذه المشاكل؟

الشاهد: كانوا فارين من الخدمة العسكرية

الدفاع: لم تجب عن سؤالي.. لكن إذا كانت لديهم مشاكل مع الحكومة .. ألم تتخوف من مترتبات تقديم المساعدة إلى قوات البشمركة؟

الشاهد: أي شخص يدخل إلى قريتنا يحمل السلاح كنا نتهيب منه.. وعندما جاءت الطائرات وقصفت قريتنا لم تكن لدينا القوة لوقفهم.

الدفاع: عدد فصائل البشمركة في منطقته وأي جهات تتبع؟

الشاهد: كنت أعرف قسماً منهم  انهم يتبعون للاتحاد.

الدفاع: هل يعرف الشاهد بمكان أقرب مقر لقوات البشمركة؟

الشاهد: لا يوجد

الدفاع: كم مرة في الاسبوع يأتي أفراد البشمركة إلى القرية.

القاضي: ذكر الشاهد ذلك وقال إنهم يحضرون في الليل.

الدفاع: أسأل عن مرات حضورهم إلى القرية وليس عددهم!

الشاهد: لا.. لا يحضرون يومياً.

الدفاع: ما نوع الأسلحة التي كانوا يحملونها؟

الشاهد: كلاشينكوف

وتدخل الدوري مجددا قائلاً إن هناك 250 ألف كردي يقاتلون في صفوف الجيش يؤلفون 500 فوج دفاع وطني.. أشترك منهم 250 فوجاً في العمليات العسكرية.. أنا مدير استخبارات وأعرف أن الكردي أما مع الدولة أو المتمردين..  كيف هو هارب من الخدمة العسكرية ويقيم في منطقة "باليسيان" ولا ينتسب إلى المتمردين؟

القاضي: الشاهد أجاب عن ذلك وقال إنه لا ينتمي إلى المتمردين.

الدوري: الشاهد تحدث عن استخدامنا قنابل عنقودية ..كيف عرف الشاهد القنابل العنقودية.. هل له أن يوصفها لي؟

الشاهد: حملت العديد منها الذي لم ينفجر

الدوري: منطقة باليسيان ومنطقة باليشيا مناطق حرس الخيمني والمتمردين الأكراد.. هل شاهدتهم بالقرية؟

الشاهد: لم أر أي منهم في المنطقة

الدوري: تحدث الشاهد عن الضربة الكيمائية وهناك ثغرات كثيرة في شهادته وكيفية ضرب القرية وفقده البصر ومعالجته بـ"قطرات" حتى إعادة النظر؟

الشاهد: لا أعرف من قدم لي العلاج..

الدوري: المدنيون لا يملكون أدوية.. الجيش والإيرانيون فقط هم من يملكون العقاقير.

محام دفاع آخر: الشاهد قال إن بالأسلحة الكيمائية تركت آثاراً في جسده.. هل لديه تقرير طبي يؤيد بذلك؟

القاضي: الشاهد نفى وجود تقرير طبي.. ولكن لزوجته تقرير طبي باصابتها.

الدفاع: هل البشمركة يقومون بعمليات انطلاقاً من قريته أو القرى المجاورة له؟

الشاهد: لا..

الدفاع: الشاهد طلب تعويضاً عن عقاره.. هل يملك أثبات ملكية؟

الشاهد: لا أملك شهادة تملك.

واستئنفت الجلسة عقب انقطاع وصدام يلقي بعض الأسئلة على الشاهد.

صدام: كيف يفسر الشاهد بعث ضابط عربي إليه ومن ثم ضابط كردي.. هناك اهتماماً واضحاً به في المستشفى كيف للجيش الذي قام بقصفه بالكيمائي أن يوليه هذا الاهتمام ؟

الشاهد: عندما فصلت عن عائلتي احتجزت في أربيل بواسطة جيش صدام

صدام: تعني جيش العراق

صدام: الجميع يعرف أن المصريين ليسوا من النوع الخشن.. الشاهد تحدث عن طبيب مصري أساء معاملته.. أريد معرفة من دفع بمفردة ضابط عربي خشن وضابط كردي.. ومن دفع بمقولة اننا ضربناهم لأنهم أكراد؟"
  ملخص عن الجلسة الأولى:ورفض الرئيس العراقي السابق صدام حسين  خلال الجلسة الأولى الرد على الاتهامات الموجهة إليه فيما وصفه ممثلو الادعاء بانه حملة همجية قتل فيها عشرات الآلاف من الأكراد في اوآخر الثمانينيات.

وحاول الإدعاء خلال مداولات الجلسة اثبات أن الحملة العسكرية التي شنها النظام العراقي السابق على مناطق الأكراد ترقى إلى حد الإبادة الجماعية ارتكبت خلالها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...