الباكستان: انقلاب مشرف الثاني والصراع المفتوح مع بنازير بوتو

15-11-2007

الباكستان: انقلاب مشرف الثاني والصراع المفتوح مع بنازير بوتو

الجمل: الحرب الأمريكية ضد أفغانستان وتداعياتها ألقت بظلالها على الاستقرار السياسي الباكستاني، وبسبب الضغوط الأمريكية وضغوط المعارضة السياسية الداخلية وضغوط تحالف مناطق القبائل من حركة طالبان وتنظيم القاعدة، فقد اضطر الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف إلى تنفيذ انقلابه الثاني من أجل تمديد فترة بقائه في السلطة والحصول على المزيد من الصلاحيات الاستثنائية..
* فترة ما بعد الانقلاب الثاني: أبرز التداعيات السياسية:
أصبح الدستور الباكستاني معطلاً بالكامل، ودخلت البلاد مرحلة الطوارئ والحكم بالمراسيم الجنرال مشرف بنفسه وقد أدى ذلك إلى:
• بروز حالة الفراغ القضائي والقانوني بسبب معارضة القانونيين ورفضهم التعاون في ظل الأوضاع الجديدة.
• تزايد عمليات القمع السياسي ضد المعارضين السياسيين.
• تزايد السخط والرفض الشعبي في المدن الباكستانية.
• تزايد عمليات التمرد المسلح في مناطق القبائل الباكستانية المجاورة للحدود الأفغانية، والتي أصبحت بالكامل خارج سيطرة الدولة الباكستانية المباشرة وغير المباشرة.
* الخيارات الأمريكية المعلنة وغير المعلنة:
خططت الإدارة الأمريكية طويلاً من أجل دعم موقف حليفها الجنرال برويز مشرف اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً:
• اقتصادياً: تزايدت المعونات الاقتصادية والتجارية الأمريكية لباكستان.
• عسكرياً: تزايدت المعونات والمساعدات العسكرية الأمريكية لباكستان.
• سياسياً: حاولت الإدارة الأمريكية مساعدة الجنرال مشرف في القضاء على عزلته السياسية عن طريق التحالف مع الزعيمة الباكستانية بنازير بوتو، بحيث يتولى الرئيس مشرف منصب رئيس الجمهورية وتتولى بوتو منصب رئيس الوزراء. وتقول المعلومات بأن التحالف المتوقع الذي بدأت عملية تنفيذه بعودة بوتو، قد أصبح يواجه كارثة الفشل بعد انقلاب مشرف، وإعلان بوتو بالأمس بأنها:
* لن تتحالف مطلقاً مع الجنرال مشرف.
* تطالب الجنرال مشرف بالاستقالة.
وعلى خلفية نشر الموقع الإلكتروني لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي تقريراً يقول بأن المواجهة السياسية بين الجنرال مشرف وزعيمة المعارضة بنازير بوتو قد بدأت، ودخلت حالياً مرحلة المناورات والمناقشات السياسية المحدودة، وسوف لن يطول الوقت حتى تنفجر مواجهة سياسية شاملة قد تؤدي إلى احتمالات تدخل الجيش والإطاحة عسكرياً بالجنرال مشرف، والتحالف مع بوتو أو اعتقالها تحفظياً إذا كان قادة العسكر راغبين في التعامل مع أي زعيم سياسي في الوقت الحالي إلى حين اتضاح الأمور.
* الإدارة الأمريكية واللعب وراء الخطوط:
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم 15 تشرين الثاني 2007م تقريراً حمل عنوان "الولايات المتحدة تنظر إلى مرحلة ما بعد الجنرال مشرف في حالة سقوطه".
ركز التقرير على النقاط الآتية:
• بدأت إدارة بوش تفقد الأمل في احتمالات استمرار نظام الجنرال مشرف.
• أرسلت الإدارة الأمريكية جون نيغروبونتي نائب وزيرة الخارجية الأمريكية، برسالة هامة إلى الجنرال مشرف وكبار العسكريين الباكستانيين وسوف يقوم غداً الجمعة بتسليم هذه الرسالة شخصياً للجنرال مشرف.
• تقول بعض التسريبات بأن الإدارة الأمريكية بالتعاون بين البنتاغون (وزارة الدفاع) ووزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي قد وضعت خطة طوارئ للتعامل مع الملف الباكستاني في حالة سقوط نظام الرئيس مشرف.
• تفكر الإدارة الأمريكية حالياً في عقد صفقة مع الجنرال مشرف بحيث يقوم بتسليم السلطة لأحد الجنرالات الحاليين في باكستان.
• ترى بعض الأطراف في الولايات المتحدة الأمريكية عدم اللجوء إلى عقد صفقة مع الجنرال مشرف بسبب عناده وتمسكه المتشدد بالسلطة، واحتمالات بأن يقوم بالمزيد من الإجراءات الاحتياطية الجديدة التي تعرقل الجهود الأمريكية للحل، ويرى هؤلاء بضرورة أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالتخلص من الجنرال مشرف إما عن طريق تدبير اغتياله أو تدبير انقلاب عسكري ضده.
عموماً، إن المشكلة الرئيسية بالنسبة للإدارة الأمريكية في باكستان في حالة سقوط نظام مشرف، هي السيطرة على الترسانة النووية الباكستانية وتقول معلومات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بأن باكستان تملك حالياً 50 رأساً نووياً...

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...