الأدب في أوغاريت

02-03-2008

الأدب في أوغاريت

قدمت المكتشفات الاثرية التى حصلت فى حاضرة اوغاريت رأس الشمرا وثائق حضارية مهمة اظهرت عن تراث رفيع المستوى واضحت ترجماته موضع اهتمام المؤرخين والمفكرين والعلماء وكانت هذه الوثائق غنية بموادها ومحتواها على الرغم من ان نصوصا كثيرة
منها لم يترجم كالاساطير والملاحم والخرافات والطقوس والترانيم والصلوات والمعتقدات والرسائل والمعاهدات وغيرها.
والكثير والقليل من هذه النصوص يمكن ان نسميه الادب حسب المفهوم المتعارف عليه فى ايامنا فان اهم المصادر الاساسية اكتشف فى اوغاريت رأس الشمرا هذا الموقع الاثرى المهم ضم فى حاضرته نصوصا ادبية رائعة يعود تاريخها الى القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
وقال احد العلماء عن اوغاريت انها عاصمة مملكة حضارية وفكر انسانى اعتمد ابداعها الحضارى على اهمية الكلمة والحكمة وفضائل العمل الانسانى.
وللادب فى اوغاريت قيمة تاريخية عظيمة الشأن فله قيمة دينية مهمة فى مجال الدراسات التوراتية.. وقيمة اجتماعية توفر للقارىء والباحث والدارس والمؤرخ مصادر اصيلة تصف المجتمع الكنعانى العائلة والاعياد والولائم والاعراس والماتم والعادات والاعراف واهم من هذا قيمة هذا الادب فنيا وعن ذلك يقول الدكتور انيس فريحة فى كتابه ملاحم واساطير من اوغاريت ..وليس مستبعدا ان تكون هذه الملاحم والاساطير تمثيليات فصلية.
ومن اهم اساطير الادب الاوغاريتى اسطورة الاله بعل اله البرق والرعد والمطر وهو اله المدينة الرئيسى وتتكون من عدد من القصص التى تكهن علماء الاثار واللغات القديمة انها جمعت لاحقا وترجم هذه الاسطورة اكثر من عالم لغوى.
ورواية بعل ويم كغيرها من الروايات الاخرى التى تميزت باسلوب شعرى بتكرار الابيات او الاجزاء ويقول الانكليزى جون هيلين فى تحليل الرواية انه من غير الصعب التعرف فى هذا النص على خلفية العبادة الدينية او على واقع حياة محدد على الرغم من اننا لا نملك معلومات حوله.
ومن يطلع على ترجمة ملحمة كيريت سوف يتخيل نفسه امام عمل فنى مسرحى رائع تدور وقائعه واحداثه وفق خطة فنية وحبكة وتصاعد درامى اعدها مؤلف مسرحى مبدع خلاق00 هذه الاسطورة الادبية الجميلة كانت مدونة على ثلاثة الواح طينية كانت محطمة فأعيد تركيبها بناء على قراءتها وبناء على سياق الحوادث فيها.
هذا وتنوعت اداب الاوغاريتيين بين الاشعار والملاحم والاساطير والتى يقول عنها جبرائيل سعادة ملاحم واساطير اوغاريت محفورة على عشرين لوحة فخارية منها معروضة اليوم فى المتحف الوطنى بحلب و 11 لوحة معروضة فى متحف اللوفر بباريس وقد اعتبر العلماء ان النصوص الشعرية المحفورة على اللوحات العشرين تشكل ست قصائد مستقلة الواحدة عن الاخرى منها 4 ملاحم تحدث عن الالهة واسطورتان يلعب فيها البشر دورا رئيسيا وقد اعطى العلماء لهذه القصائد عناوين مثل ملحمة بعل ومولد الالهة وزواج القمر والرافائيم واسطورة دانييل واقهت واسطورة كات.
فملاحم اوغاريت موغلة فى القدم ويعتقد انها تمتد الى ابعد من الفترة التى جمعت فيها من القرن الرابع عشر قبل الميلاد ما يؤكد انها تسبق
الاصول من الملحمة التى دونت فى منتصف القرن السادس قبل الميلاد ولكن مشكلة الملاحم والاساطير الاوغاريتية انها لم تصل كاملة بسبب الكسر وضياع اجزاء منها ما سبب ارباكات كثيرة للدارسين ولكن المضمون الانسانى كان واضحا فى قصائدهم.
وهكذا من خلال هذه اللمحات الخاطفة عن الادب الاوغاريتى الجميل ندرك اهمية ان يتعهد هذه الاساطير والاداب ناقد وشاعر ودارس ينظر اليها فنيا ويعيد صياغتها فى قالب فنى جديد ولاشك سوف نجد انفسنا امام روائع مسرحية وتمثيلية وشعرية وادبية فى غاية الجمال والرفعة والابداع.

سلوى سليمان

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...