اتفاق الدوحة وأفق إنهاء الأزمة السياسية اللبنانية

24-05-2008

اتفاق الدوحة وأفق إنهاء الأزمة السياسية اللبنانية

الجمل: تحدث المحلل السياسي ميشيل يونغ في حوار مطول مع برنارد غيرتزمان مستشار التحرير بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي وقد ركز الحوار على التسوية اللبنانية التي تمت في إطار اتفاق الدوحة. الخطوط العامة للحوار تضمنت الآتي:
* اتفاق الدوحة وأفق إنهاء الأزمة اللبنانية:
- يهتم الجو العام اللبناني بفكرة أن لبنان سيكون له رئيس جمهورية بعد أن ظل لأكثر من ستة أشهر بلا رئيس ويتوقع اللبنانيون بأن الفراغ السياسي الذي أدى للأزمة سينتهي بعد تعيين الرئيس. ولكن الكثير من الأزمة اللبنانية يرتبط بالتفاصيل المتعلقة باتفاق الدوحة ويجب عدم التفاؤل بأن الأزمة قد انتهت وما حدث أن الخطوة الأولى قد اكتملت وما تزال هناك الكثير من الخطوات التالية التي يتوجب القيام بها وعبورها.
* ألغى حزب الله اعتصامه بعد أن حصل على الثلث الضامن وحق الفيتو وينظر الكثيرون إلى ذلك باعتباره انتصاراً لسوريا وهزيمة لأمريكا، وبرغم ذلك أبدت أمريكا وفرنسا وألمانيا اتفاق الدوحة، ما هو تقييم ذلك؟
- تسوية اتفاق الدوحة هي تسوية شرق أوسطية عادية حصل فيها كل طرف على شيء ما:
• بالنسبة لفيتو حزب الله كان يمكن أن يكون هاماً لو حصل عليه قبل ستة أشهر أو قبل عام، ولكن حصوله عليه الآن وخلال الفترة الممتدة من الآن حتى الانتخابات اللبنانية القادمة فلا توجد قضايا لبنانية خلافية هامة سياسياً، يستطيع الحزب من خلالها الاستفادة من هذا الفيتو.
• مع وجود رئيس لبناني ستتغير التحالفات السياسية في لبنان ولكنها لن تتغير بالكامل وإنما سيكون هناك تغيير في الحسابات التي سبق أن كانت تقام عليها التقديرات والتخمينات. من سيكون إلى جانب المعارضة ومن سيكون إلى جانب الحكومة؟ هي تساؤلات ستكون الإجابة عنها غير واضحة لأن المجموعات التي تحالفت مع المعارضة قد تتبنى مواقفاً مختلفة إزاء القضايا والمسائل الخلافية القادمة، ونفس الشيء بالنسبة لحلفاء الحكومة الذين قد يتحركون للتحالف مع المعارضة.
* هل للعماد ميشيل سليمان انتماء أو ميول سياسية؟
- يتولى العماد سليمان منصب قائد الجيش وله علاقات وروابط مع السوريين ويجب ألا نتوقع بتاتاً أن يسعى لإحداث قطيعة مع سوريا، وأعتقد بأن السوريين قد وافقوا على تعيينه رئيساً. أما بالنسبة لأجندته القادمة فستهدف إلى بناء الدوائر الانتخابية المسيحية بحيث يكون له نفوذ قوي في البرلمان اللبناني القادم الذي سيتم انتخابه في العام 2009م. فبدون سند برلماني سيجد الرئيس سليمان نفسه ضعيفاً وليس أمامه من مجال سوى بناء نفوذه الخاص في أوساط المسيحيين اللبنانيين، ومن المؤكد أنه سيسعى ليضم إلى نفوذه أطرافاً لبنانية غير مسيحية. بالمقابل لا يتمتع الرئيس سليمان بقاعدة سياسية تقليدية لأنه ليس زعيماً سياسياً تقليدياً ولا ينحدر من بيتٍ سياسي تقليدي، لذلك، ستكون مهمته الثانية هي الاعتماد بقدر كبير على الجيش والقادة العسكريين الذين تعاونوا معه. وهناك مخاوف من أن يؤدي اعتماده على الجيش إلى نشوء الخلافات والانقسامات في الساحة اللبنانية. وأتوقع أن يؤدي انتخابه إلى تزايد اهتمام العسكريين والجيش بالسياسة. المهمة الثالثة التي سيقوم بها هي النقاش والتفاهم حول موضع ودور سلاح حزب الله بما يؤدي إلى سيطرة الدولة اللبنانية عليها. وستكون هذه المسألة هي الأكثر صعوبة بالنسبة للرئيس سليمان حيث سيكون من الصعب التوصل إلى صيغة مناسبة لكل الأطراف، فيتوجب عليه إرضاء السنة وحزب الله والمسيحيين، كما يتوجب عليه عدم الدخول في نزاعات وخلافات مع أي طرف لبناني وعدم التحيز في الخلافات التي تدور بين الأطراف اللبنانية. ولكل هذه الأسباب فإن على الرئيس الجديد الاعتماد على الحوار الهادئ واستخدام الأساليب غير المباشرة بهدوء من أجل حل القضايا والتصدي لمشاكل لبنان العالقة.
* الجنرال ميشيل عون، بعد تحالفه مع حزب الله هل سيقبل بالقيام بدور سياسي ثانوي؟
- لا أعتقد بأن الجنرال عون هو "زعيم المجتمع المسيحي"، وقد كانت له شعبية كبيرة في العام الماضي ولكنها خلال الستة أشهر الماضية بدأت تنخفض. وقد أدى تحالف الجنرال مع حزب الله إلى تأخير انتخاب رئيس الجمهورية وأعتقد بأن عون لن يستطيع أن يصبح "الملك"، لكنه يستطيع القيام بدور "صانع الملك".
* كيف ستبدو التحالفات القادمة عند حلول الانتخابات اللبنانية في العام القادم؟
- بدون أن نخوض في التفاصيل:
• سيحتفظ حزب الله بقاعدته الشعبية المؤيدة له وبالذات في المناطق ذات الأغلبية الشيعية.
• المناطق السنية ستستمر في دعم سعد الحريري.
• المناطق المسيحية من الصعب التكهن حول توجهاتها السياسية.
• المناطق المختلطة يصعب أيضاً التكهن حول توجهاتها السياسية.
البرلمان اللبناني القادم لن يتكون فقط من أنصار قوى 14 وقوى 8 آذار وإنما ستظهر الكتلة السياسية الجديدة التي سيقوم ببنائها الرئيس ميشيل سليمان خلال هذه الفترة الممتدة من الآن وحتى الانتخابات القادمة.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...