إيران «تختبر» وفد الوكالة الذرية وتحدد قريباً موعد المفاوضات

30-01-2012

إيران «تختبر» وفد الوكالة الذرية وتحدد قريباً موعد المفاوضات

رحبت إيران أمس، بوفد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأعربت عن «تفاؤلها» بزيارتهم، لكنها اعتبرت في المقابل أن الخطوة بمثابة «اختبار» للوكالة، ودعتهم إلى توخي «المهنية» في عملهم، فيما أعلنت أنها ستبعث قريباً برسالة إلى الاتحاد الأوروبي لتحديد موعد ومكان استئناف المفاوضات النووية. في المقابل، أكد مسؤولون إيرانيون أن بلادهم تنوي قريباً فرض حظر طويل المدى لصادراتها النفطية إلى «بعض الدول»، لكنها في الوقت نفسه أرجأت نقاشاً كان مقرراً أمس في مجلس الشورى لقانون يفرض هذا الحظر فورياً على اوروبا.
إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، خلال كلمته في مؤتمر «الشباب والصحوة الإسلامية»، «إن الديموقراطية لن تخرج من فوهة البندقية الأميركية وحلفائها، وأضاف «إن ما يثير السخرية في المنطقة، هو ان البعض الذين لا محل للانتخابات في بلدانهم، اجتمعوا ليصدروا اوامر الديموقراطية للآخرين...إن الغربيين يحاولون اليوم بث الاختلافات الطائفية والقومية في المنطقة من اجل إنقاذ الكيان الصهيوني». وتابع نجاد قائلا «على سبيل المثال، يريدون اليوم توجيه ضربة لسوريا من خلال احدى الدول، وبعد سوريا، يصل الدور لهذه الدولة نفسها».
وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي للصحافيين في العاصمة الاثيوبية، حيث يحضر قمة الاتحاد الافريقي، «أنا متفائل جداً بشأن هذه الزيارة التي يقوم بها وفد رفيع من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران». ونفى صالحي نفياً قاطعاً الادّعاءات أن بلاده تطور اسلحة نووية، قائلاً إن الإيرانيين «ليس لديهم ما يخفونه». وقال «من البداية اشرنا صراحة الى أن إيران لا تسعى البتة الى امتلاك اسلحة نووية».
لكن رئيس البرلمان علي لاريجاني حذر فريق الوكالة من أن عليه القيام بعمله بطريقة «منطقية ومهنية وفنية» أو تحمل العواقب. ونقل عنه الإعلام الرسمي قوله «تمثل هذه الزيارة اختباراً للوكالة الدولية للطاقة الذرية. سيكون الطريق مفتوحاً امام مزيد من التعاون إذا نفذ الفريق مهمته بطريقة مهنية. أما إذا تحولت الوكالة إلى أداة (للقوى الكبرى للضغط على إيران) فلا سبيل لإيران سوى البحث عن إطار جديد لعلاقتها مع الوكالة».
وقبل أن يغادر فيينا متوجهاً الى إيران في زيارة تستغرق ثلاثة ايام، دعا كبير مفتشي الوكالة البلجيكي هرمان ناكيرتس طهران الى استئناف الحوار. وقال لصحافيين في مطار فيينا السبت «ننتظر بدء الحوار بفارغ الصبر»، مؤكداً انه «حوار كان يجب ان يبدأ منذ فترة طويلة جداً». وأضاف أن الوكالة تأمل خصوصاً في أن تتحدث إيران مع المفتشين عن اي «بعد عسكري محتمل» لبرنامجها النووي. وأكد كبير مفتشي الوكالة الدولية «نحاول حل كل المسائل العالقة مع إيران». وأعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن رئيس مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيلتقي عدداً من المسؤولين الإيرانيين خلال زيارته التي تستمر ثلاثة ايام. وأوضحت الوكالة أن البعثة تضم خصوصاً نائب الأمين العام للوكالة الدولية رافايل غروسي، مشيرة الى ان المفتشين «سيزورون على الأرجح موقع فوردو» جنوب غربي إيران حيث يقع ثاني مصنع لتخصيب اليورانيوم في البلاد. ولم تذكر وكالة الأنباء الإيرانية اي تفاصيل عن الوفد. لكن دبلوماسيين في فيينا قالوا إن مديرة الشؤون القانونية في الوكالة، الاميركية بيري لين جونسن ستكون في الوفد.
وفي السياق، قال صالحي إن كبير المفاوضين النوويين الايرانيين سعيد جليلي سيوجه رسالة الى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون «يمكن ان تبعث في الايام المقبلة». وأضاف إن جليلي «سيعرض وجهة نظر إيران حول مكان وزمان المفاوضات» المقبلة.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن وزير النفط الإيراني رستم قاسمي قوله «سنوقف قريباً تصدير النفط لبعض الدول». وقال عضو لجنة الطاقة في إيران عماد حسيني إنه لم يتم طرح مشروع قرار كانت مناقشته مقررة في البرلمان امس، لكن المشرعين يبحثون حظراً استباقياً لصادرات النفط إلى الاتحاد الأوروبي، في حين قال عضو في لجنة الأمن الوطني والسياسة الخارجية إن أي حظر سيدوم خمس سنين على الأقل. وقال محمد كريم عابدي «سنحول التهديد إلى فرصة لإيران ونخفض إمدادات النفط الإيراني للأوروبيين لمدة خمسة إلى 15 عاماً». وأضاف «لن نترك عقوبات الأعداء من دون رد وسنفرض عقوبات أخرى عليهم إلى جانب وقف إمدادات النفط الإيراني لأوروبا».
وقال نائب رئيس لجنة الأمن الوطني والسياسة الخارجية حسين ابراهيمي «إن حظر واردات النفط الأوروبية من جمهورية إيران الاسلامية وفي الوقت نفسه تأجيل تنفيذ الحظر لمدة ستة اشهر يشير إلى خوف أوروبا». ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن نائب وزير النفط أحمد قلعه باني قوله «برغم صعوبة توقع أسعار النفط بدقة لكن يبدو أننا سنشهد سعراً للنفط من 120 إلى 150 دولاراً للبرميل في المستقبل. وقال إن بلاده لن تواجه أي مشكلة في تسويق أي نفط لا تصدره لأوروبا وإن الهند ستظل مشترياً رئيسياً للخام الايراني. وقال قلعه باني أيضاً إن على شركات النفط الأجنبية أن تجدد عقودها الطويلة الأمد مع طهران أو مواجهة تبعات فقدان مكاسبها.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية ان الجيش الاميركي يعتبر ان اقوى قنابله المضادة للمواقع المحصنة لا تستطيع تدمير المواقع تحت الارض الأكثر تحصينا في ايران والتي يشتبه بأنها تؤوي انشطة تهدف الى إنتاج السلاح النووي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين رفضوا كشف هوياتهم ان الجيش يكثف جهوده بغية تصنيع قنابل ذات قوة تدميرية اكبر. وأوضحت ان القنابل المضادة للمواقع المحصنة التي يملكها الجيش الاميركي تم تصنيعها خصوصاً لتدمير بعض المواقع الإيرانية والكورية الشمالية. لكنها تداركت ان القنابل المذكورة في وضعها الراهن لن تكون قادرة على تدمير بعض المواقع الايرانية، اما لأنها تحت الارض وإما لأنها زودت بتحصينات إضافية.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...