إسرائيل منهمكة بتحدي «حزب الله»: الخطر من المثلث الحدودي في الشمال

11-04-2015

إسرائيل منهمكة بتحدي «حزب الله»: الخطر من المثلث الحدودي في الشمال

رغم انشغال العالم بما يجري في أماكن متفرقة من المنطقة العربية، وخصوصاً في العراق وسوريا واليمن، إلا أن أنظار الإسرائيليين تتجه بشكل أساسي نحو الجبهة اللبنانية.
وتشير أنباء مختلفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يتدرب على سيناريوهات حرب مع «حزب الله» بشكل أساسي، ويشتق منها سيناريوهات حرب أقل حدة مع أعداء آخرين، سواء في قطاع غزة أو على الحدود السورية. ولا ينفك قادة عسكريون إسرائيليون يطلقون التهديدات، وآخرهم قائد فرقة الجليل العميد موني كاتس الذي هدد بإعادة لبنان 200 سنة إلى الوراء.
ومنذ شهور والجيش الإسرائيلي يطوّر سيناريوهات المواجهة المقبلة على الحدود الشمالية، التي يتمثل الخطر في أساسها في ثلاث جهات: «حزب الله» والكوماندوس السوري ومنظمات مرتبطة بتنظيم «القاعدة».
ويلحظ الجيش الإسرائيلي تكثيفاً من جانب «حزب الله» للتواجد في مثلث الحدود اللبنانية ـ السورية ـ الفلسطينية، وهو مثلث تتواجد في محيطه أيضاً قوات أخرى من الجيش والمجموعات السورية المسلحة.فلسطيني يركض خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال الاسرائيلي قرب نابلس امس (ا ب ا)
ويقول قائد لواء جبل الشيخ في الجيش الإسرائيلي العقيد أفينوعم ستلوفيتش لموقع «يديعوت أحرونوت» الالكتروني إن الجيش السوري خسر الكثير من مواقعه على طول الحدود مع الجولان المحتل، لكنه يتشبث بالمواقع الباقية لديه، ويستميت في الحفاظ على السيطرة على موقع إستراتيجي عال في جبل الشيخ يشرف منه بالنيران والرصد على مواقع الجيش الإسرائيلي.

ويقول ستلوفيتش إن معارك كبيرة تدور بين الجيش السوري والمسلحين للسيطرة على هذا الموقع، الذي إذا سقط بأيدي المتمردين فسيواجهون المواقع المستترة لـ «حزب الله» في جبل الراس في الجانب اللبناني من جبل الشيخ.
ويعتقدون في الجيش السوري أن المعارك في الصيف، عندما تذوب الثلوج، ستشتد أكثر في هذه المنطقة بقصد حسم الصراع فيها: الجيش السوري أم «القاعدة» و «داعش». وينظر الإسرائيليون إلى الخيارين بأعين مرتابة، نظراً لأن الجيش السوري مدعوم هو الآخر بمقاتلين من «حزب الله». ومع ذلك يؤمنون أن المعركة هناك ستؤثر بشكل حاسم على الجانب الإسرائيلي، وربما تترك أثرها على الجبهة الشمالية بأسرها.
وفي الخلاصة يرى ستلوفيتش أن الجيش الإسرائيلي يستعد لأسوأ الاحتمالات على هذا القاطع، خصوصاً بعد انسحاب مراقبي الأمم المتحدة من عدة مواقع هناك. وهو يقول إن «حزب الله» يبذل جهوداً كبيرة في الآونة الأخيرة في تلك المنطقة، التي أعلن عنها مؤخراً أنها البوابة إلى لبنان. ويضيف أنه ليست للرئيس السوري بشار الأسد مصلحة في استفزاز إسرائيل، وأن تصريحات الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الأخيرة حول نشاطات حزبه في سوريا تشهد على تغيير في الواقع في لبنان. ويؤكد أن «داعش» لا يزال حتى الآن بعيداً عن الحدود الإسرائيلية.
من جانبه، يرسم قائد فرقة الجليل (الفرقة 91) العميد موني كاتس، في مقابلة مع موقع «والا»، صورة قاتمة لما يجري على الحدود الشمالية. وهو يقول إن «فرضية العمل هي أن حزب الله يحفر أنفاقاً، وأنه في حالة الحرب، سنضطر للقيام بمناورة برية واسعة، ولبنان سيدمر». ويضيف «لا ريب عندي في قدرة إسرائيل على تحقيق حسم في المواجهة ضد حزب الله، وعندما أقول حسم أقصد دفع الطرف الثاني لوقف القتال، وألا يرغب باستمراره. إذا بدأت الحرب، لبنان لن يرجع 30 عاماً إلى الوراء وإنما سيرجع 200 عام».
واعتبر موقع «والا» أن كلام كاتس هو ردّ إسرائيل على التصريحات الأخيرة للأمين العام لـ «حزب الله» على التلفزيون السوري. ويرى كاتس أن كلام نصر الله عن أن النصر سيكون حليف من هو على استعداد لدفع تضحيات أكبر صحيح. ويقول «ستقع حرب أخرى. وحتى إذا لم يفهم فإنه سيفهم في النهاية. فليس لشعب إسرائيل خيار آخر. عندما نكون في وضع لا مفرّ منه، شعبنا يكون مستعداً لدفع أثمان باهظة جداً. وهكذا إذا فهمنا أنه لا مفرّ أمامنا، وأن هناك مبرراً لخطوة جوهرية في لبنان، ونفهم أننا مستعدون لدفع الثمن، لن يوجد من يستطيع إيقافنا هناك. ليس بوسع أي قرية في لبنان أن توقف آلتنا الحربية المشحّمة هذه».
وشدد كاتس على أنه في الحرب المقبلة «لا مشكلة عندي أبداً في أننا سوف نضطر لتنفيذ مناورة برية كبيرة جداً في لبنان. فهل ستسمح الظروف السياسية بذلك؟ هذه مسألة أخرى. أنا أعتقد بوجوب اتخاذ القرار. والقرار لن يكون سهلاً، وسوف نضطر لدفع الثمن».
ورداً على سؤال جرت فيه المقارنة مع عجز الجيش الإسرائيلي عن تحقيق الحسم في حربه الأخيرة ضد غزة، قال كاتس «أظن أن حماس كانت في وضع انهيار غير بسيط. وأقول أموراً أفهمها مما يوجد أمامي، وحسب تقديري لقدرات الجيش الإسرائيلي: من الاستعدادات، نوعية القادة والمقاتلين، نوعية المعلومات الاستخبارية، نوعية سلاح الجو والوسائل القتالية والروح القتالية».
وحسب كلام كاتس فإن نصر الله نفسه يقرّ بقدرات الجيش الإسرائيلي، ولذلك فإنه يخشى المواجهة معه. ويقول «حزب الله يفهم جيدا أنه إذا استخدم الجيش الإسرائيلي منظومته العسكرية فإن لبنان لن يرجع للوراء فقط 30 عاماً، وإنما 200 عام. مشكلته هي أن كل بنيته العملياتية موجودة داخل البنية المدنية في لبنان. بكلمات أخرى، إذا جرّ نفسه إلى الحرب، فإنه يقود إلى تدمير لبنان. إذا قام الجيش الإسرائيلي بمناورة برية في لبنان، فلبنان سيدمّر. القانون الدولي يسمح لنا بمهاجمة البنى العسكرية للعدو. إذا أفلحت في إثبات أن مكان معين هو مكان عسكري عملياتي، حينها أنا أملك التفويض لمهاجمته. لذلك لبنان ببساطة سيدمّر. حسب رأيي هو يفهم ذلك».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...