'أصوات خافتة' أول عمل درامي يرصد حياة الصحفيين في سوريا

18-07-2009

'أصوات خافتة' أول عمل درامي يرصد حياة الصحفيين في سوريا

في إحدى أحياء دمشق، تتابع المخرجة السورية الشابة إيناس حقي تصوير عملها الجديد "أصوات خافتة" الذي كتبته سلاف الرهونجي وتنتجه شركة الرحبة للإنتاج الفني.

وتأتي أهمية العمل من كونه أول مسلسل سوري يتطرق لحياة الصحفيين الاجتماعية والمشاكل التي يعانونها خلال عملهم الصحفي، فضلاً عن كونه يتناول موضوعات معاصرة كتأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على حياة السوريين.

ويقوم العمل على محورين أساسيين، الأول يرصد طبيعة عدد من الصحفيين في صحيفة خاصة، حيث نتعرف على الصحفية سلمى (أمل عرفة) المسؤولة عن صفحة الثقافة والفنون في الصحيفة، والتي تعاني من متاعب في العمل ناجمة عن خلافات وجهات النظر الدائمة بينها وبين الممولين، كما نتعرف على الصحفية وداد (ضحى الدبس) التي تجيب عن مشاكل القراء الاجتماعية والنفسية، وغيرها من الشخصيات.

والمحور الثاني يرصد الجانب الآخر (الاجتماعي) من حياة الصحفيين، حيث نتعرف من خلاله على عائلة الصحفية سلمى التي تضم الأخيرة مع أمهما، وهما تعانيان الوحدة بعد وفاة الأب وسفر الأخوين، كما نتعرف على عائلة البغجاتي ذوي المال والنفوذ، وعائلة القيروان متوسطة الحال التي تعيش أزماتها البسيطة، فضلاً عن بعض التفاصيل الأخرى التي يتضمنها العمل.

ويشارك في العمل الذي يتم تصويره في حوالي 100 موقع تصوير داخل مدينة دمشق، عدد كبير من نجوم الدراما السورية منهم، أمل عرفة وضحى الدبس وعبد المنعم عمايري وزهير عبد الكريم وجهاد سعد وخالد القيش، فضلاً عن عدد من الفنانين الشباب أبرزهم رغد مخلوف ومازن عباس ونسرين فندي وغيرهم، إضافة إلى مشاركة مميزة من المخرج حاتم علي.

وتقول حقي إن العمل هو "نص دمشقي بامتياز (معظمه في المدينة) وليس ثمة إمكانية للتنفيذ سوى في الأسواق ووسط الناس"، مشيرة إلى أنها تجربتها الأولى في هذا النوع من النصوص التي تتحدث عن عائلات وقصص متشابكة.

وتضيف "يتناول العمل بيئة عمل الصحفيين، لكنه ينتقل منهم للدوائر الأكبر وبالتالي في النصف الآخر من العمل لم نعد محكومون بالجريدة بل نتوسع لحكايا أخرى، حيث نتعرف من خلال الصحفية وداد على عائلتها زوجها وأولادها، بعدها نتحدث عن حياة الأولاد وهكذا".

وتشير حقي إلى أنها قامت بتأجيل تصوير عملها الآخر "جريمة في البناء 13" لظروف إنتاجية وفنية، فضلاً عن أن "تصويره سيكون أفضل في فصل الشتاء".

وتقول حقي إنها لا تقوم بإخراج أعمال اجتماعية خالصة، مشيرة إلى أن أعمالها الأخرى تحوي جانباً اجتماعياً، فضلاً عن جوانب أخرى (رومانسية وبوليسية وغيرها).

وحول استخدامها لأنماط متعددة في الإخراج تقول "أنا أقول دائما أن التجريب يخرج من النص، عندما يكون لديك نص خاص مثل رائحة المطر ثمة مجال للتجريب، لكن النص الحالي واقعي جداً، فليس هناك مجال لنذهب بالتجريب إلى الأقصى".

وتضيف "في هذا العمل نحن نعمل خيال أو رؤية إخراجية مناسبة للنص وليس تجريب، لأنه إذا لم يخرج حل التجريب من قلب النص سيفشل، أي ليس هناك تجريب في هذا العمل بل اختلاف تقني".

ويؤدي الفنان خالد القيش شخصية "كامل" الذي يعمل محاسب في صحيفة خاصة، وهو ينتمي لعائلة محافظة مكونة من والديه وأخته التي يمارس عليها عددا من القيود بتحريض من والدته.

ويقول القيش إنه يؤدي هذه الشخصية لأول مرة، مشيرا إلى أنه وجد صعوبة في تجسيد شخصية مركبة تحوي تناقضاً كبيراً، حيث يبدو "كامل" شاباً مثقفاً ومنفتحاً في تعامله مع أصدقائه خارج المنزل، لكنه يتحول إلى شخص مختلف كلياً داخل المنزل، من خلال تعامله مع أخته بعقلية منغلقة كلياً.

ويضيف "الشخصية صعبة، وقد بذلت جهدا كبيرا بالتعاون مع المخرجة كي نقدم الشخصية بشكل مقنع، لأننا أمام شاب يبدو مثقفا ومنفتحا، لكنه يضطر أن يعامل أخته بقسوة بتحريض من والدته، غير أنه يكتشف لاحقا أنه مخطىء ويحاول تصحيح خطئه".

وتؤدي الفنانة الشابة رغد مخلوف شخصية عبير التي تتعرض من للقسوة من والدتها وأخيها، وتحاول أن تجتهد في دراستها كي تدخل الجامعة التي ترى فيها المخلص الوحيد من وضعها البائس.

وتقول مخلوف إنها المرة الأولى التي تؤدي فيها دور فتاة ملتزمة دينيا، مشيرة إلى أن الفتاة تتعرض للقسوة من ذويها، لكنها مقتنعة كليا بكل السلوكيات التي تقوم بها.

وتشكو مخلوف من تهميش المخرجين للفنانين الشباب رغم القدرات الكبيرة التي يتمتعون بها، مشيرة إلى أن إيناس حقي هي من المخرجين القلائل الذين يؤمنون بالفنانين الشباب.

وتضيف "إيناس كمخرجة لديها ميزات غير متواجدة لدى غيرها، قربها من الممثلين وحضورها الدائم يمنحهم دعم معنوي كبير، وهي أول من آمن بقدراتي وأول مخرج أعطاني مساحة كبيرة في العمل الدرامي".

ويجسد الفنان مازن عباس شخصية "هادي" المدمن على الإنترنت "وهو موضوع يطرق لأول مرة في الدراما"، ولشدة إدمانه يفقد التواصل مع العائلة والآخرين".

ويفسر عباس تحول "هادي" إلى الإدمان على الإنترنت، بكون الوالدين منشغلين عن تربية أولادهم، وهذا الأمر يقود الشاب للجوء إلى الإنترنت عله يحل مشاكله في ظل غياب الملجأ الواقعي".

حسن سلمان

المصدر: ميدل إيست


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...